كفارة الافطار في رمضان بدون عذر، منَّ الله تعالى على عباده المسلمين بهذا الشهر الفضيل، بأن بعثه بين شهور العام فرصة لغفران الذنوب وكسب الأجور المضاعفة، بالقيام بالأعمال الصالحة والعبادات، ولصيام شهر رمضان أحكام محددة لابد من الخضوع لها تنفيذاً لامر الله عزوجل في الأرض، نتعرف عليها في الحديث المفصل عن كفارة الافطار في رمضان بدون عذر، التي دار البحث عنها في الآونة الأخيرة لفهم الحكم الشرعي في ذلك.
كفارة الافطار في رمضان بدون عذر
جاء صوم رمضان الركن الثالث من أركان الاسلام، وهو مقدس ولا بد من التكفير عن عصيانه، بعقوبة عُرفت بالاسلام باسم “كفارة”،ينص القرآن أن أي شخص بالغ مؤمن عاقل يفطر عن قصد دون عذر شرعي في صيام رمضان ، قد ارتكب خطيئة عظيمة وعرّض نفسه أو نفسها لعقاب وسخط الله سبحانه وتعالى في هذه الحياة الدنيا والآخرة، وفقًا لعالم القرن السابع الإسلامي الشهير الذهبي ، فإن انتهاك يوم صيام رمضان عمداً يحتل المرتبة السادسة في قائمة السبعين من الكبائر في الإسلام.
أما كفارة الافطار المتعمد فهي حسب ما أفتى به الامام الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: ” التوبة إلى الله والندم وقضاء الأيام التي أفطرها، وليس عليه سوى ذلك، لكن إذا كانت من رمضان سابق ولم يقضها إلى الآن فعليه مع ذلك الإطعام عن كل يوم إطعام مسكين، نصف صاع من التمر أو غيره من قوت البلد، زيادة على القضاء، مع التوبة إلى الله تعالى؛ عليه التوبة إلى الله والندم، وعليه قضاء الأيام التي تركها، وعليه إطعام مسكين عن كل يوم، هذا هو الواجب عليه؛ لأن الإفطار من دون عذر أمر منكر محرم هذا إذا كان إفطاره بدون جماع، أما إذا كان بعضه بجماع فعليه الكفارة، عليه قضاء اليوم والتوبة والكفارة كفارة الوطء في رمضان وهي عتق رقبة مؤمنة فإن عجز عن ذلك يصوم شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فيُطعم ستين مسكينًا، هذا إذا كان الإفطار بالجماع، أما إذا كان بالأكل والشرب فليس فيه إلا قضاء الأيام مع إطعام مسكين عن كل يوم؛ لأنه فرط وأخر حتى جاء رمضان آخر”.
شاهد ايضا: حكم التلفظ بالنية في الصيام لابن باز
حكم الإفطار في رمضان عمدا من القرآن
الصيام هو الإمساك عن المفطرات من الفجر إلى الغروب وعليه، فإن تعمد الفطرفي نهار رمضان بدون عذر شرعي معصية عظيمة وانتهاك لحرمة الشهر الكريم ومخالفة لأمر الله تعالى، قال تعالى: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ”، بمعنى ان الدليل على ان الافطار بنهار رمضان عمداً يعتبر من الكبائر؛ موجود في القرآن الكريم والسنة النبوية، بنهي وفرض عقوبة على من فعل ذلك دون عذر.
أما الدليل من السنه النبوية: ” ففي الصحيحين عن عائشة وابن عمر ـ رضي الله عنهم ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن بلالاً يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم، وكان رجلاً أعمى لا ينادي حتى يقال له: أصبحت أصبحت. متفق عليه، وورد أيضاً في الصحيحين: ” عن عَاصِمَ بْنَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، عَنْ أَبِيهِ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ.
كفارة الافطار في رمضان بدون عذر، بين النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه بداية وقت الصيام ونهايته، أما الكافرة فأوضحها الشيخ ابن بارز، وقمنا باضافتها بين السطور أعلاها للاستفادة منها، وبهذا النحو ننتهي من فقرات مقال اليوم ونصل الى ختامه.