هل ترفع الأعمال في ليلة النصف من شعبان، وهي أهم ليلة في هذا الشهر الهجري الفضيل، التي يتم انتظارها منذ بدايته، لاستغلالها في الأعمال الصالحة والطاعات والعبادات، كالصيام والصوم والنوافل، والسؤ المطروح من قبل المسلمين بدخول الشهر هو هل ترفع الأعمال في ليلة النصف من شعبان، وهو ما يتناوله مقال اليوم من خلال الرجوع الى قول العلماء والأئمة وما توصلو اليه من أحكام تتعلق بصيام يوم الخامس عشر من شعبان.

هل ترفع الأعمال ليلة النصف من شعبان ابن باز

حكم ما ورد في ليلة النصف من شعبان؛ لم يتفق عليه كافة الأئمة والعلماء، ولكن هنا نتخصص برأي الشيخ العلامة ابن باز، ورأيه في من يتعمد صيام هذا اليوم في الخامس عشر من شعبان، وبالرجوع الى الحكم الشرعي؛ جاء التوضيح كالتالي: “فلا يجوز، هذه ليلة النصف من شعبان ليس فيها أحاديث صحيحة، كل أحاديثها ما بين موضوع، وضعيف، ولهذا ليلة ليس لها خصوصية في قراءة، ولا صلاة خاصة، ولا جماعة، وما قاله بعض العلماء: أن لها خصوصية؛ فهو ضعيف، ورد فيها أحاديث ضعيفة لا تصح، فليلة النصف من شعبان لا تخص بشيء، هذا هو الصواب.

دليل على أن رفع الأعمال يكون في شعبان، جاء في السنة النبوية حديث شريف عن  أسامة بن زيد قال: (يا رسولَ اللَّهِ ! لم ارك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ ؟ ! قالَ : ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ)، فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يراقبون النبي صلى الله عليه وسلم في عباداته ومعاملاته، ومن ذلك مراقبتهم له في صيامه الفرض والتطوّع، فرثوا أن النبي يكثر من الصيام في شهر شعبان أكثر من باقي أيام السنة.

متي ترفع الأعمال في شهر شعبان

يتساءل العديد من المسلمين حول التعرف على الموعد الذي ترفع فيها الأعمال الى الله تعالى، وعلى وجه الخصوص في شهر شعبان، وبالرجوع الى  لم يقف العلماء على رواية صحيحة تدل على تخصيص رفع الأعمال بليلة النصف من شعبان، أو في بدايته، وإنما الذي ورد أن الله سبحانه وتعالى يطّلع على خلقه في ليلة منتصف شعبان فيغفر للجميع إلا لمشرك ومشاحن، فإن عمل العام بأكمله يرفع في شعبان من دون تحديد لليلة أو يوم، وأما عمل الأسبوع فيُعرض يومي الإثنين والخميس، وقد جاء في الحديث النبوي الشريف عن أبو موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ اللَّهَ ليطَّلعُ في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ فيغفرُ لجميعِ خلقِه إلَّا لمشرِك أو مشاحنٍ).

شاهد ايضا: اعمال ليلة النصف من شعبان مفاتيح الجنان

فضل شهر شعبان وبدعة ليلة النصف من شعبان

فضل شهر شعبان وبدعة ليلة النصف من شعبان
فضل شهر شعبان وبدعة ليلة النصف من شعبان

في هذا الشهر الفضيل لابد من وقفات، نطلع فيها الى حال رسول الله صلى الله عليه وسلم وحال وسلف الأمة، الذين أمرنا بالاقتداء بهم، مع ذكر بعض فضائله وأحكامه.
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت يا رسول الله: لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال : ((ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم)) [رواه النسائي].

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله يصوم ولا يفطر حتى نقول: ما في نفس رسول الله أن يفطر العام، ثم يفطر فلا يصوم حتى نقول: ما في نفسه أن يصوم العام، وكان أحب الصوم إليه في شعبان، [رواه الإمام أحمد].

هل ترفع الأعمال في ليلة النصف من شعبان، كان من أهم وأبرز التساؤلات المطروحة خلال الشهر الفضيل السابق لشهر رمضان الكريم، الملئ بالطاعات والعبادات والاتهيؤ لاستقبال ليالي وأيام رمضان، وبهذا النحو ننتهي من مقال اليوم ونصل الى الختام.