حكم التلفظ بالنية في الصيام لابن باز، وهو من أهم الأمور التي حرص الكثير من المسلمين التعرف على نصها الصحيح، الوارد عن لسان كبار العلماء في الاسلام، وهم الفئة التي تستدل في الحكم من القرآن الكريم والسنة النبوية، والحديث في مقال اليوم سوف يدور حول التعرف على حكم التلفظ بالنية في الصيام لابن باز، ومزيد من التوضيح المطلوب، كي يكون الحكم جلي وواضح للمسلم في تلك الأيام الفصيلة من الشهر.

حكم التلفظ بالنية في الصيام لابن باز

الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله تعالى، قدم فتوته في هذا الأمر لعموم المسلمين ببيان أنه يجوز صيام النافلة بدون نية ولا يصحّ صوم رمضان بدون نية، فالنية شرطٌ في صحّة الصوم على القول الراجح من أقوال أهل العلم، وهو قول الجمهور، فقد ذكروا أنه لا بدّ أن يعقد المسلم النية في صوم رمضان في الليل من قبل طلوع الفجر، والنية عملٌ قلبي لا تفتقر إلى تلفظ بل التلفظ بدعة في الدين في النية، فقد قال ابن تيمية رحمه الله: “وكذلك نية الصيام في رمضان لا يجب على أحد أن يقول أنا صائم غدا باتفاق الأئمة، بل يكفيه نية قلبه” أمّا ابن قدامة قال في المغني: “معنى النية القصد، وهو اعتقاد القلب فعل شيء، وعزمه عليه، من غير تردد، فمتى خطر بقلبه في الليل أن غدا من رمضان، وأنه صائم فيه، فقد نوى” وفي الغالب أنّ نية صوم رمضان تكون في أي جزءٍ من أجزاء الليل، من بعد غروب الشمس إلى طلوع الفجر، أما في صيام التطوع فله أن يصوم بغير نية، ولو نوى في نهاره من غير أن يكون قد أكل أو شرب أو تعاطى مفطرًا فصيامه جائز في النافلة والله أعلم.

حكم تبييت النية في الصيام

حكم التلفظ بالنية في الصيام لابن باز

بعد الاطلاع على حكم هل يجوز الصيام بدون نية للامام ابن بارز رحمه الله تعالى، على  المسلم أن يعرف أنّ النية شرط مهم لصحة صوم شهر رمضان المبارك، واشترط أهل العلم لصحة صوم رمضان تبييت النية عن كلّ ليلة، وها قول الجمهور من الأحناف والشافعية والحنابلة، وقال المالكية وفي رواية عن أمد أنّه تكفي نية واحدة عن رمضان كلّه، وما في حكمه من كلّ صوم يجب تتابعه، وقد ورد في الموسوعة الفقهية الكويتية أنّه: “ذهب الحنفية والشافعية والحنابلة إلى أن نسيان النية في بعض الليالي في الصوم الواجب تتابعه يقطع التتابع كتركها عمدا… وذهب المالكية إلى أنه تكفي نية واحدة لكل صوم يجب تتابعه كرمضان والكفارات التي يجب تتابع الصوم فيها” ويكفي في تبييت النية أن يخطر الصوم على بال المسلم ليلًا وذلك شرطٌ في صيام الفريضة أما في النافلة فلا يُشترط والله أعلم.

شاهد ايضا: ما حكم الحناء في نهار رمضان اسلام ويب

النية محلها القلب والتلفظ بها

يقول الامام ابن باز رحمه الله: ” أن التلفظ بالنية غير مشروع، بل بدعة، فإذا أراد الصلاة لا يقول: نويت أصلي أن كذا وكذا، ولا نويت أن أطوف، أو أسعى لا، النية محلها القلب، وهكذا عند الوضوء لا يقول: نويت أن أتوضأ، أو نويت أن أغتسل، النية محلها القلب، الأعمال بالنيات محلها القلب، النية هي القصد، قصد القلب، فلا يشرع التلفظ بها”.

وأتبع هذا التوضيح بقوله: “وما ذكره بعض الفقهاء من التلفظ لا دليل عليه، بل هو غلط، والمشروع أن ينوي بقلبه، إذا قام للوضوء نوى بقلبه، إذا قام يصلي نوى، هذه النية، إذا توجه إلى الكعبة ليطوف هذه النية، توجه إلى المسعى ليسعى هذه النية، ما يحتاج يقول: نويت أن أفعل كذا.

حكم عدم تبييت النية من الليل في صيام التطوع

وفي ذات السياق، كان من بين التساؤلات المطروحة بشأن النية، هو عدم تبييتها ليلاً قبل دخول الصوم، وبهذا الرد فقد اختلف العلماء في حكم عدم تبييت النية من الليل في صيام التطوع، وذلك على قولين اثنين، أولهما وهو قول الجمهور من أهل العلم أنّه لا يشترط تبييت النية في صيام التطوع، ولكن بشرط أن لا يحصل ما ينافي الصوم من بعد الفجر إلى وقت إنشاء نية الصوم في النهار، وقد استدلوا بالكثير من الأحاديث الشريفة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أما القول الثاني فقد ورد عن المالكية أنّه من شرط صحة الصوم أن يبيت الرجل نية الصوم من الليل حتى في صوم التطوع، وقد ذكر الشيخ ابن باز في ذلك قوله: ” عم، له أن يصوم في النهار، إذا كان ما أكل شيء ولا تعاطى مفطراً فلا بأس، لو أصبح ما أكل شيئاً ولا تعاطى ما يفطره ثم أراد أن يصوم في الضحى فله ذلك، ثبت عن رسول الله: أنه دخل على عائشة فسألها: هل عندها شيء؟ قالت: لا، قال: إني إذاً صائم، رواه مسلم في الصحيح، احتج به العلماء على أن المتنفل له أن يصوم من أثناء النهار، إذا كان لم يتعاط مفطراً، وله أجره من حين نوى الصيام”.

حكم التلفظ بالنية في الصيام لابن باز، وبعد اضافة التوضيح المطلوب على الاستفسار الشرعي الوارد، ننتهي من مقال اليوم ونصل الى ختامه، كون هذا الامر من أهم الأمور التي تُبنى عليها العبادة.