الاذكار المستحبة في عشر ذي الحجة، والتي دار البحث عنها باقتراب دخول شهر ذي الحجة آخر شهور العام، حيث أن المسلم يحرص على استقبالها كما ينبغي، لنيل رضا الله تعالى، وتحصيل الثواب والأجر الكبير في هذه الايام، والحديث في مقال اليوم يدور حول التعرف على ما ينبغي القيام به في الايم المنتهية بيوم عيد الأضحى المبارك، وما يردد من الاذكار المستحبة في عشر ذي الحجة.
الاذكار المستحبة في عشر ذي الحجة
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قد أمرنا بالإكثار منها، قال صلى الله عليه وسلم: “ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد”.
- التهليل: والمقصود به قول: “لا إله إلا الله”، وهي شهادة الإسلام، وأول أركانه وعنوان التوحيد، وقد فسر أهل العلم أمر النبي صلى الله عليه وسلم في الإكثار منها في العشر من ذي الحجة المباركة، أنها أيام الحج التي يتوجه فيها الناس إلى ربهم متجردين من الدنيا وزينتها موحدين طائعين منيبين
راجين رحمته ومغفرته، خائفين من عذابه، فكان من أكثر الأذكار مناسبة في هذه الأيام التهليل، وقد وردت العديد من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، في فضل التهليل، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: “من قال: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير” في يوم مائة مرة،
كتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما أتى به إلا رجل قال مثل ما قال أو زاد” رواه البخاري ومسلم، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا، قوله : “خير الدعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له،له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير”. - التكبير: والمقصود به قول: اللّه أكبر ، وفي التكبير دلالة على تعظيم المولى عز وجل، فهو إقرار بأن الله تعالى أعظم وأكبر من كل شيء، وأنه هو المستحق وحده بالعبادة، وفيه دلالة أيضًا على التوحيد الذي يعد واحدًا من أعظم مقاصد الحج،
وقد صرح أهل العلم أن أصح الصيغ الواردة في التكبير في أيام العشر من ذي الحجة، هو ما رواه عبد الرزاق عن سلمان بسند صحيح قال: كبروا . الله أكبر الله أكبر كبيرا، وعن عمر وابن مسعود: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. - التحميد: والمقصود به تكرار قول الحمد لله، والحمد عبادة يؤديها المسلم سواء حدثت له نعمة أو لم تحدث، لإظهار الرضا بقضاء الله كله خيره وشره وذلك لأن الحمد المطلق إنما يستحقه الله عز وجل لكماله وصفاته،
أما بخصوص هذه الأيام فأعظم نعمة ظاهرة فيها أنه عز وجل بلغ العبد هذه الأيام الفاضلة التي تضاعف
فيها الحسنات، وتغفر فيها الذنوب، فيجب على كل مسلم في المقابل أن يحرص على الاكثار من التحميد.
شاهد ايضا: اليوم الموافق ليوم 8 ذي الحجة بالميلادي 2023
فضل صيام 9 أيام من ذي الحجة
ولقد جعل الله تعالى للأيام العشر فضل خاص، يختلف عن سائر أيام الشهر، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم (صيامُ يومِ عرفةَ، أَحتسبُ على اللهِ أن يُكفِّرَ السنةَ التي قبلَه، والسنةَ التي بعده)، ويتقرب العبد الى الله تعالى بالأعمال الصالحية، وخير الأعمال هي الصيام، فجاء في الحديث القدسي: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به)، وقد حثنا الرسول صل الله عليه وسلم على صوم يوم عرفة، وهو واحد من العشرة أيام من ذي الحجة. أقسم الله عليهم، وقال في كتابه: وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ”، وليال عشر قد اجتمع العلماء على أنها أيام العشر ذي الحجة.
- يقترب من الله ويحصل على رضاه، بالإضافة إلى هذا التقرب إلى الله في يوم عرفة.
- وبيوم عرفة يُكفر الله عن الخطايا الصغرى في السنة التي سبقته، والسنة التي تليه.
- صوم عشر ذي الحجة على وجه الخصوص، يعوض الشخص عن عدم التوازن في أداء الواجبات والعبادة.
- يرفع فيه الله درجات المسلمين، ويزيد من الفوائد ويغفر ذنوبه، فأكثروا من الأعمال المرغوبة والمحببة إلى الله في الأيام العشر من ذي الحجة.
- في هذه الليالي، يصلي المسلم ويصلي على النبي ويمدحه، ويعجل التوبة ويستغفر الخطايا خاصة في هذا الموسم. الذي يوجد فيه قدر كبير من الرحمة والبركة بين المسلمون، كما أنه يصوم هذه الأيام، لأن الصيام هو واحد من أعظم العبادة.
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ).
- أيام العشر من ذي الحجّة متّصلة بركنٍ عظيم من أركان الإسلام، ألا وهو حجّ بيت الله، كما أنّها تُختتم بيوم عرفة الذي ثبت فيه فضائل عظيمة، ومن ثمّ أيام عيد الأضحى المبارك، فكلّها أيام فضيلة في الشريعة الإسلامية.
الاذكار المستحبة في عشر ذي الحجة ودعاء أيام العشر مكتوب 2023
ان المسلم يرفع الأمنيات والدعوات في العشر الأوائل من ذي الحجة، وهي ادعية يتم البحث عنها باقتراب دخول هذه الأيام المباركة من ذي الحجة، من المسلمون من كافة أرجاء الأرض:
- الاذكار المستحبة “اللهم إني أسألُك النَّعيمَ المقيمَ الذي لا يحُولُ ولا يزولُ اللهم إني أسألُك النَّعيمَ يومَ العَيْلَةِ، والأمنَ يومَ الحربِ، اللهم عائذًا بك من سوءِ ما أُعطِينا، وشرِّ ما منَعْت منا”.
- اللهم حبِّبْ إلينا الإيمانَ وزَيِّنْه في قلوبِنا، وكَرِّه إلينا الكفرَ والفسوقَ والعصيانَ واجعلْنا من الراشدين اللهم توفَّنا مسلمِين، وأحْيِنا مسلمِين وألحِقْنا بالصالحين، غيرَ خزايا، ولا مفتونين”.
- اللهم لا تطوي صفحة هذه الايام الفضيلة. إلا وقد سترت عوراتنا ومحوت سيئاتنا، وقبلت توبتنا، وفرجت همومنا، واستجبت لدعواتنا، وأصلحت ابنائنا وبناتنا وأزواجنا وغفرت لموتانا”.
- “اللهم هذه الأيام المباركة الميمونة، والمسلمون فيه مجتمعون في أرضك، يشهد السائل منهم والطالب والراغب والراهب، وأنت الناظر في حوائجهم. فأسألك بجودك وكرمك وهوان ما سألتك عليك أن تصلي على محمد وآله، وأن لا تخرجنا جميعاً من هذه الأيام. إلا مجبورين الخاطر محققين أهدافنا ومنتصرين على أعدائنا”.
- اللهم إني أسألك.. بفضلك وعظمتك وجلالك وهيبتك وجبروتك وقوتك وبأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تفرج عنا ما نحن فيه وأن تقدر لنا الخير فيما نريده وننويه .. وأن ترزقنا من رزقك وأن تظلنا بظلك يوم لا ظل إلا ظلك.
- ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد. إلهي يا معطي من تشاء ومانع من تشاء، إلهي فاعطنا اللطف والرحمة، وامنع عنا البطش والنقمة، وامدد لنا من لدنك رزقا حلالا بمعرفتك وطاعتك.
أحاديث عن فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة
في الاذكار المستحبة وردت في السنة النبوية العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، التي ذكرت فضل العشر الأوائل، وكيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يوجه صحابته الى استغلالها والاجتهاد فيها، والبركة والفضل الكبيرين في نهارها ولياليها:
- روى البخاري رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام – يعني أيام العشر – قالوا : يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء».
- وروى الإمام أحمد رحمه الله عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أيام أعظم ولا احب إلى الله العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد».
- وروى ابن حبان رحمه الله في صحيحه عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أفضل الأيام يوم عرفة».
- الحديث روي عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ”.
فضل صيام الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة
إن الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة ولياليها أيام مباركة، يضاعف فيها العمل الصالح ويستحب فيها الاجتهاد فى العبادة وتحديداً الصوم، وغيره كقراءة القرآن الصدقات، والعمل الصالح فى الأيام العشر الأوائل من ذى الحجة،
- أفضل من العمل الصالح فيما سواها من باقى أيام السنة، وروى ابن عباس رضى الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام”، ويعنى الأيام العشر الأوائل من ذى الحجة، قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد فى سبيل الله؟ قال: “ولا الجهاد فى سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشىء” رواه البخارى.
- وتعد العشر الأوائل من ذي الحجة من الأيام المباركة التي يتضاعف فيها الأجر وتغفر فيها السيئات، وقد شهد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها خير أيام الدنيا، وقال تعالى: «وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ» (البقرة: 203).
- خصَّ الله عز وجل عبادة الصيام من بين العبادات بفضائل وخصائص عديدة، منها: أولًا: أن الصوم لله عز وجل وهو يجزي به، كما ثبت في البخاري (1894)، ومسلم ( 1151 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي».
- إن للصائم فرحتين يفرحهما، كما ثبت في البخاري ( 1904 ) ، ومسلم ( 1151 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ».
- إن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، كما ثبت في البخاري (1894) ومسلم ( 1151 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله عز وجل يوم القيامة من ريح المسك».
شاهد ايضا: وقت محرم في السنة الهجرية
تغريدات عن فضل ذي الحجة
وبعد الاطلاع على الاذكار المستحبة نستعرض أجمل تغريدات توتير عن فضل ذي الحجة في هذه النقاط التالية، وهي عبارة عن تغريدات يمكن لرواد موقع تويتر التغريد بها ونشرها على حساباتهم الشخصية على تويتر بمناسبة اقتراب موعد شهر ذي الحجة:
- الحمد لله رب العالمين الذي أكرمنا بهذه الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة، هذه الأيام المليئة بالخيرات والبركات، اللهم أكرمنا ببلوغ هذه الأيام والعمل الصالح فيها.
- ربي لك الحمد أن جعلتنا من عبادك الصالحين المقبولين في هذه الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة، ربي لك الحمد في كل وقت وحين.
- لقد أقبلت علينا نسائم أيام شهر ذي الحجة المباركة، هذا الشهر الذي يضمّ يوم عرفة وهو من أفضل أيام السنة، ويضم يوم عيد الأضحى المعروف بيوم النحر، وهو يوم عيد مشروع للمسلمين، فما أعظم شهر ذي الحجة!
شعر عن عشر ذي الحجة
وبالرجوع الى الأدب العربي، فقد كتب الشعراء العرب العرب الكثير من الأشعار عن عشر ذي الحجة، ومن هذه الأشعار ما جاءت بعنوان “يا راحلين الى منى”، وقصيدة “هتف الفوائد”، وهنا ننتقل الى نص أبياتها كما في هذا النحو التالي:
- قصيدة يا راحلين إلى منى، والتي يقول فيها الشاعر:
يا راحلين إلـى منـىً بقيـادي * * * هيّجتموا يوم الرّحيـل فـؤادي
سرتم وسار دليلكم يا وحشتـي * * * الشّوق أقلقني وصوت الحـادي
وحرمتموا جفني المنام ببعدكـم * * * يا سّاكنين المنحنـى والـوادي
ويلوح لي ما بين زمزم والصّفـا * * * عند المقام سمعت صوت منادي
- قصيدة هتف الفؤاد، والتي يقول فيها الشاعر:
هتف المنادي فانطلق يا حادي * * * وارفق بنا إن القلوب صــوادي
هتف المنادي فاستجب لندائه * * * وامنحه وجدان المحب وناد
لبيك فاح الكون من نفحاتها * * * وتعطَّرت منها ربوع الوادي
لبيك فاض الوجد في قسماتها * * * وتناثرت فيها طيوف وداد
لبيك فاتحة الرحيل وصحبه * * * هلا سمعت هناك شدوا الشادي.
خواطر عن عشر ذي الحجة
إنها من أعظم الأيام التي يتمنى المسلم ان يبلغه الله تعالى اياها، في كل موسم من العام، يمحو الله تعالى فيها الذنوب والخطايا، ويمن على العبد بالفرج وتوسيع الرزق، باجتهاده بالعبادات ورفع الدعوات بتذلل وخشوع للخالق عز وجل عسى أن يستجيب.
- تهب علينا في بدايات شهر ذي الحج نسائم الإيمان ونسائم الرحمة والمغفرة الرضوان من الله رب العالمين، نستغفر الله من كل ذنب، ونتوب إليه ونسألك السلامة والسعادة والعفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.
- العشر الأوائل من ذي الحجة هي أيام خير وأيام سعادة، هي أيام فرح وسرور نعيشها مرة واحدة في السنة، نسأل الله أن تكون مليئة بالخير علينا، ومليئة بالرحمة والمغفرة.
- تتضاعف الحسنات من الله رب العالمين في العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، إنها كالمطر الهابط من المساء علينا، مطرًا ناعمًا هادئًا، فالحمد لله رب العالمين في الأول والآخر.
قصص عن فضل العشر الأوائل من ذي الحجة
وفي سياق الحدي عن الاذكار المستحبة؛ فقد ورد في فضل هذه الأيام الكثير من الأدلة في الكتاب الكريم والسنة النبوية، فيقول ابن كثير بتفسير الآية الكريمة: ” والفجر وليال عشر) أن المراد بها عشر ذي الحجة كما قاله
ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغيرهم، ورواه الإمام البخاري.
- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، “ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر”
قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟
قال: “ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء”. - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، “ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر؟
فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد”.
كيف نستقبل العشر الأوائل من ذي الحجة
يتساءل المسلمون عن الاذكار المستحبة مع حلول الأيام العشر من ذي الحجة، وعن فضل هذه الأيام على غيرها من باقي الأيام، وما هي الأعمال الصالحة التي يستحب الإكثار منها في هذه الأيام العشر، وإن من مواسم الطّاعة العظيمة العشر الأول من ذي الحجة ، التي فضّلها الله تعالى على سائر أيام العام ؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر . قالوا ولا الجهاد في سبيل الله!! قال : ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء ) أخرجه البخاري، ونستقبل العشر الأواخر كالتالي:
- التوبة الصادقة :
فعلى المسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامة بالتوبة الصادقة والعزم الأكيد على الرجوع إلى الله، ففي التوبة فلاح للعبد في الدنيا والآخرة، يقول تعالى: (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون( [النور:31].
- العزم الجاد على اغتنام هذه الأيام :
فينبغي على المسلم أن يحرص حرصاً شديداً على عمارة هذه الأيام بالأعمال والأقوال الصالحة، ومن عزم على شيء أعانه الله وهيأ له الأسباب التي تعينه على إكمال العمل، ومن صدق الله صدقه الله، قال تعالى:( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) العنكبوت
- البعد عن المعاصي:
فكما أن الطاعات أسباب للقرب من الله تعالى، فالمعاصي أسباب للبعد عن الله والطرد من رحمته، وقد يحرم الإنسان رحمة الله بسبب ذنب يرتكبه÷ فإن كنت تطمع في مغفرة الذنوب والعتق من النار فأحذر الوقوع في المعاصي في هذه الأيام وفي غيرها؟ ومن عرف ما يطلب هان عليه كل ما يبذل.
فاحرص أخي المسلم على اغتنام هذه الأيام، وأحسن استقبالها قبل أن تفوتك فتندم، ولات ساعة مندم.
ومن الأعمال التي يستحب للمسلم أن يحرص عليها ويكثر منها في هذه الأيام ما يلي:
أداء مناسك الحج والعمرة.
وهما افضل ما يعمل في عشر ذي الحجة، ومن يسر الله له حج بيته أو أداء العمرة على الوجه المطلوب فجزاؤه الجنة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) [متفق عليه].
والحج المبرور هو الحج الموافق لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، الذي لم يخالطه إثم من رياء أو سمعة أو رفث أو فسوق، المحفوف بالصالحات والخيرات.
الصيام :
وهو يدخل في جنس الأعمال الصالحة، بل هو من أفضلها، وقد أضافه الله إلى نفسه لعظم شأنه وعلو قدره، فقال سبحانه في الحديث القدسي: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) [متفق عليه].
وقد خص النبي صلى الله عليه وسلم صيام يوم عرفة من بين أيام عشر ذي الحجة بمزيد عناية، وبين فضل صيامه فقال: (صيام يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده) [رواه مسلم].
وعليه فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على العمل الصالح فيها. وقد ذهب إلى استحباب صيام العشر الإمام النووي وقال: صيامها مستحب استحباباً شديداً.
الصلاة :
وهي من أجل الأعمال وأعظمها وأكثرها فضلاً، ولهذا يجب على المسلم المحافظة عليها في أوقاتها مع الجماعة، وعليه أن يكثر من النوافل في هذه الأيام، فإنها من أفضل القربات، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: (وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه) [رواه البخاري].
التكبير والتحميد والتهليل والذكر:
فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) [رواه أحمد]. وقال البخاري ك كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرها. وقال: وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً. وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه، وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعاً.
ويستحب للمسلم أن يجهر بالتكبير في هذه الأيام ويرفع صوته به، وعليه أن يحذر من التكبير الجماعي حيث لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من السلف، والسنة أن يكبر كل واحد بمفرده.
الصدقة :
وهي من جملة الأعمال الصالحة التي يستحب للمسلم الإكثار منها في هذه الأيام، وقد حث الله عليها فقال: (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون) [البقرة:254]، وقال صلى الله عليه وسلم (ما نقصت صدقة من مال) [رواه مسلم].
شاهد ايضا: دعاء اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق مكتوب
بعد الانتهاء من التعرف على الاذكار المستحبة، انتهينا من مقال اليوم، بعد إضافة الفقرات المتضمنة للأدعية والأذكار المستحب القيام بها في العشر الأوائل من ذي الحجة، بالإضافة الى ارفاق أجمل العبارات التي يمكننا مشاركتها بمناسبة حلول العشر الأوائل على الامة الإسلامية العربية.