هل يجوز الترحم على المنتحر اسلام ويب، وهو من الأسئلة التي اعتاد المسلمون على طرحها، في أوقات الأحداث التي تمر بها المجتمعات العربية المختلفة، وبشكل عام فقد حرم الله تعالى الانتحار على المسلمين، وأمر باتباع كل ما يفيد النفس ويضمن سلامتها دون أذيتها، وهو واضح بين آيات كتاب الله تعالى وفي سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، والحديث في مقال اليوم يدور حول التعرف على هل يجوز الترحم على المنتحر اسلام ويب.
هل يجوز الترحم على المنتحر
أوضح علماء الأمة الإسلامية الحكم الشرعي في الترحم على المنتحر، إنّه يجوز الترحم على المنتحر؛ بتفسير أن المنتحر لم يمت على غير دينه؛ بتوضيح أن فاعل الكبيرة لا يكفر ، فما دام المسلم لم يمُت على شرك، فإنّه ما يزال على الإسلام وهو تحت رحمة الله -تعالى- يرجى له الرحمة والمغفرة، ودليل جواز ذلك “لَمَّا هاجَرَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- إلى المَدِينَةِ، هاجَرَ إلَيْهِ الطُّفَيْلُ بنُ عَمْرٍو وهاجَرَ معهُ رَجُلٌ مِن قَوْمِهِ، فاجْتَوَوُا المَدِينَةَ، فَمَرِضَ، فَجَزِعَ، فأخَذَ مَشاقِصَ له، فَقَطَعَ بها بَراجِمَهُ، فَشَخَبَتْ يَداهُ حتَّى ماتَ، فَرَآهُ الطُّفَيْلُ بنُ عَمْرٍو في مَنامِهِ، فَرَآهُ وهَيْئَتُهُ حَسَنَةٌ، ورَآهُ مُغَطِّيًا يَدَيْهِ، فقالَ له: ما صَنَعَ بكَ رَبُّكَ؟ فقالَ: غَفَرَ لي بهِجْرَتي إلى نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: ما لي أراكَ مُغَطِّيًا يَدَيْكَ؟ قالَ: قيلَ لِي: لَنْ نُصْلِحَ مِنْكَ ما أفْسَدْتَ، فَقَصَّها الطُّفَيْلُ علَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اللَّهُمَّ ولِيَدَيْهِ فاغْفِرْ”، والله أعلم.
شاهد ايضا: حقيقة ارتفاع حالات الانتحار في ريف إدلب
هل يجوز الترحم على المنتحر اسلام ويب
هل يجوز الترحم علي المنتحر ابن باز
العلامة والشيخ الكبير عبد العزيز بن باز -رحمه الله-، لم يتطرق الى الحديث عن الانتحار ضمن فتاويه المنشورة على موقعه الرسمي، ولم يرد أي توضيح لمسألة الترحم على المنتحر، ولكنّه كان قد أوضح خلال الفتاوي، وقال أنه يغسل ويكفن ويصلى عليه ويُدفن في مقابر المسلمين؛ فصحيح أنه قد أتى جريمة عظيمة، ولكنّ المعصية لا تمنع الصلاة عليه، والله أعلم.
هل تجوز الصلاة على المنتحر
أما بشان حكم الصلاة على المنتحر؛ فقد ذهب جمهور العلماء إلى أنّ قاتل نفسه يُصلّى عليه ولا يُترك، وأمّا ما ورد في الأثر عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، بترك الصلاة على من قتل نفسه فإنّه محمول على التنفير من الانتحار، بالاستدلال على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصلِ على رجل عليه دين للتنفير من الدَّين، ولكنّه أمر أصحابه بالصلاة عليه، فهذا الفعل للتنفير من العمل وليس على أنّه كافر، والله أعلم.
وقد ورد في السّنة النّبوية الشّريفة أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- امتنع عن الصّلاة عن رجل منتحر، فقد روى جابر بن سمرة قال: “أُتِيَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ برَجُلٍ قَتَلَ نَفْسَهُ بمَشَاقِصَ، فَلَمْ يُصَلِّ عليه”. وقال أهل العلم أنّ هذا يدلّ على أنّ الإمام الأكبر أو صاحب الأهميّة يمتنع من الصلاة عليه من باب الإنكار لما قام به، والنّبي -صلى الله عليه وسلّم- لم ينه عن الصّلاة عليه إنّما امتنع بنفسه فقط.
والى هنا ننتهي من مقال اليوم ونصل الى ختام فقراته، والتي تناولت التوضيح الشرعي في إحدى أهم المسائل الدينية المطروحة، والتي شغلت الكثير من المسلمين بالبحث عن رأي علماء الإسلام فيها، بدلالات من مصادر الشريعة.