ما حكم إهداء ثواب الأعمال للميت؟ حيث يرغب الكثير من الأشخاص بالقيام ببعض العبادات والأعمال الصالحة وإهدائها إلى الأموات سواء كانوا لآبائهم أو أمهاتهم أو أي شخص عزيز عليهم، وهناك الكثير من الأعمال الصالحة التي يمكن القيام بها ووهبها للأموات مثل إخراج الصدقات، أو أداء العمرة عن الشخص الميت، أو إفطار صائم وغيرها، وسنقدم لكم من خلال هذا الموقع أهم المعلومات والتفاصيل عن حكم إهداء ثواب الأعمال الصالحة للأموات، وهي يصل ثوابها لهم أم لا.
حكم إهداء ثواب الأعمال للميت
إن القيام بالأعمال الصالحة أمر جيد وفيه الكثير من الحسنات والأجر والثواب، وفيما يخص مسألة إهداء ثواب الأعمال للميت، حسب ما أجمع عليه العلماء والفقهاء، فقد قالوا إن الدعاء والصدقة هما من الأمور التي ينتفع بهما الميت، ويصل ثوابهما إليه وقد جاء ذلك في الحديث النبوي الشريف حيث قال صلى الله عليه وسلم: إذا مات ابن آدم؛ انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له. رواه مسلم
أما فيما يخص الأعمال الصالحة الأخرى مثل الأذكار وقراءة القرأن والصلاة، فقد كان فيها اختلاف من العلماء، فمنهم من قال أنه لا يصل للميت شيء من هذه الأعمال، ومنهم من قال أنها تصل جميعها، فقد قال في كشاف القناع: “وكل قربة فعلها المسلم وجعل ثوابها أو بعضها كالنصف ونحوه كالثلث أو الربع لمسلم حي أو ميت جاز ذلك ونفعه لحصول الثواب له”.
شاهد أيضا: ما حكم سماع الأغاني وقت المطر
رأي الشيخ ابن تيمية في إهداء الأعمال الصالحة للأموات
بخصوص فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن وهب الأعمال الصالحة للأموات فقال: وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بالصدقة على الميت، وأمر أن يصام عنه الصوم، فالصدقة عن الموتى من الأعمال الصالحة، وكذلك ما جاءت به السنة في الصوم عنهم، وبهذا وغيره احتج من قال من العلماء: إنه يجوز إهداء ثواب العبادات المالية والبدنية إلى موتى المسلمين، كما هو مذهب أحمد وأبي حنيفة، وطائفة من أصحاب مالك والشافعي، فإذا أهدي لميت ثواب صيام أو صلاة أو قراءة جاز ذلك، وأكثر أصحاب مالك والشافعي يقولون: إنما شرع ذلك في العبادات المالية، ومع هذا لم يكن من عادة السلف إذا صلوا تطوعاً وصاموا وحجوا أو قرأوا القرآن، يهدون ثواب ذلك لموتاهم المسلمين، ولا بخصوصهم، بل كان عادتهم كما تقدم ـ أي فعل العبادة لأنفسهم مع الدعاء والصدقة للميت ـ فلا ينبغي للناس أن يبدلوا طريق السلف، فإنه أفضل وأكمل. انتهى.
رأى الشافعي في إهداء ثواب الأعمال للميت
أما رأي الإمام الشافعي في مسألة إهداء ثواب الأعمال للميت فقد قال : ما عدا الواجب والصدقة والدعاء والاستغفار , لا يفعل عن الميت, ولا يصل ثوابه إليه ، وقال تعالى:{وأن ليس للإنسان إلا ما سعى}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية , أو علم ينتفع به من بعده , أو ولد صالح يدعو له ” . ولأن نفعه لا يتعدى فاعله , فلا يتعدى ثوابه.
شاهد المزيد: ما هو التخاطر الروحي وحكمه في الاسلام
ما حكم إهداء ثواب الأعمال للميت؟، كان هذا عنوان مقالنا، والذي تحدثنا فيه عن حكم إهداء الأعمال الصالحة للميت، مثل الدعاء والصدقة والذكر وغيرها، وذكرنا آراء بعض الأئمة في هذا الشأن مثل شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام الشافعي.