ثواب صيام عشرة ذي الحجة وحكمها

ثواب صيام عشرة ذي الحجة، شهر ذي الحجة من الأشهر الهجرية التي عظمها الله عز وجل وعظم كل عمل صالح فيها، ففيها تقام شعائر الدين الإسلامي التي ذكرها الله عز وجل وأمر على فعلها منها الحج وهو الركن الخامس من أركان الإسلام، بالإضافة إلى الكثير من الأعمال المستحبة التي لها الثواب والأجر العظيم ومنها الصيام في العشر الأوائل من ذي الحجة، لذلك فإن الكثيرين يتساءلون عن ثواب الصيام في تلك الأيام وهنا سنوضح بالتفصيل ثواب صيام عشرة ذي الحجة وكل ما يتعلق به من أعمال صالحة.

العشر الأوائل من ذي الحجة

إن العشر الأوائل من ذي الحجة تعد من أفضل أيام الشهر الهجري والتي لها أهمية كبيرة، عدا عن الفضائل التي تعود على العبد من تلك الأيام والقيام بالأعمال المحببة والتي لها ثواب وأجر عظيم كالصيام والعبادات الأخرى، وإن العشر من ذي الحجة:

هي الأيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة من كل عام هجري، وهي الأيام التي يؤدي فيها المسلمون فريضة الحج في كل عام.
وهي أيام مباركة يستحب، يكثر فيها المسلم من العبادات.
والأعمال الصالحة وأعمال الخير والبر ويستحب أيضا أن يكثر فيها من البر.
قال تعالى في سورة الحج: {ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام}.
ومعنى ليذكروا اسم الله في أيام معدودات: أي يواظبون على الذكر في أيام العشر من ذي الحجة.
ومن أيام العشر من ذي الحجة يوم عرفة وهو من أكثر أيام السنة بركة وخيرا ويصادف يوم التاسع من ذي الحجة.
ويوم عيد الأضحى أيضا الذي يصادف يوم العاشر من ذي الحجة.
وفيما يأتي سنتحدث عن فضل كل يوم من عشر ذي الحجة.

شاهد أيضا: حكم صيام العشر من ذي الحجة

ثواب صيام عشرة ذي الحجة

إن صيام عشرة ذي الحجة من الأيام التي لها فضل كبير فهي أيام عظيمة، ففيها يفعل بها العبد الأعمال الصالحة التي لها فضل وثواب عظيم، ومن الأعمال الصالحة الصيام الذي يعتبر من العبادات التي حث عليها الدين الإسلامي ولكن يكمن ثواب الصيام في تلك الأيام العشرة في التالي:

ورد أنه قد حافظ النبي -صلى الله عليه وسلم- على صيام العشر من ذي الحجة.
ودليل ذلك ما ورد في السنة النبوية من حديث حفصة -رضي الله عنها-، قالت:
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر).
وعلى الرغم من عدم ثبوت صحة بعض الأحاديث الواردة في فضل صيام هذه العشر على وجه الخصوص، إلا أنه لا يمنع من صومها.

فضل وثواب صيام اليوم التاسع من ذي الحجة

إن اليوم التاسع من ذي الحجة هو من الأيام الأوائل لشهر ذي الحجة، فالعمل الصالح فيه من الأمور التي لها أجر وثواب عظيم، حيث يتمثل فضل وثواب صيام اليوم التاسع من ذي الحجة في الكثير من الأمور التي ذكرتها الشريعة الإسلامية وهي:

يشار إلى أن صيام اليوم التاسع من ذي الحجة؛ وهو يوم عرفة مشروع لغير الحاج.
فقد قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله.
ويوم عرفة من أيام الله العظيمة، وحري بالمسلم أن يستغل فيه نفحات الرحمة.
كما يستحب أن يصومه المسلم غير الحاج؛ ابتغاء تكفير ذنوبه.

شاهد أيضا: فضل صيام العشر من ذي الحجة

حكم صيام عشرة ذي الحجة

إن لصيام عشرة ذي الحجة ثواب وأجر عظيم وحكمها في الدين الإسلامي، وقد أوضحت الشريعة الإسلامية الكثير من الأحكام المتعلقة بالعشر الأوائل من ذي الحجة والتي لمعرفتها الأهمية الكبيرة، حيث يتمثل حكم صيام عشرة ذي الحجة في:

ذكر فقهاء أن الصوم في الأيام العشر من ذي الحجة من صيام التطوع وليس الفرض.
لمن استطاع ولا يشترط صيامها كلها، فمن صام منها يوما أو يومين فقد تقرب إلى الله بعمل صالح يؤجر.
ويستحب صيام الأيام العشر من ذي الحجة ما عدا أيام العيد، وأيام التشريق الثلاثة.
لما ثبت في البخاري (2840)؛ ومسلم (1153) من حديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا”.

أحب الأعمال في العشر من ذي الحجة

هناك الكثير من الأعمال التي يستحب القيام بها في تلك الأيام العظيمة والتي لها أهمية كبيرة، ففيها ثواب وأجر عظيم يعودان على العبد في الكثير من الأمور، ومن الأعمال المستحب القيام بها في الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة تتمثل في:

أداء شعائر الحج والعمرة، وذلك أفضل ما يؤدى من العبادات في ذي الحجة؛ إذ ثبت في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه.
أن النبي عليه الصلاة والسلام- قال: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة».
الصيام، ويخص منه صيام يوم عرفة، وقد ورد في فضل صيامه قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده».
كذلك التكبير، والتحميد، والتهليل، والذكر؛ فهي الأيام المعلومات التي ورد الحض فيها على ذلك.
أيضا التوبة، والاستغفار، والإقلاع عن الذنوب والمعاصي.
ثم التقرب إلى الله بالصلاة، والدعاء، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
والأضحية؛ اقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم-؛ إذ ثبت أن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال:
«ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيده، وسمى وكبر، ووضع رجله على صفاحهما».
كذلك الحرص على أداء صلاة العيد.
أداء مختلف الأعمال الصالحة؛ من الصدقات، وقراءة القرآن، وإكرام الضيف، وصلة الرحم.
وحفظ اللسان، وبر الوالدين، والدعاء لهما، والحرص على صلاة السنن الرواتب، وإدخال السرور على قلوب الآخرين، وغير ذلك من صالح الأعمال.

فوائد صيام العشر الأوائل من ذي الحجة

هناك الكثير من الفوائد التي تعود على المسلم من صيام العشر الأوائل من ذي الحجة أولها الأجر والثواب العظيم، كذلك الصحة والعافية واكتساب الكثير من الحسنات التي ترفع من درجات العبد وتقرب العبد من ربه، فمن تلك الفوائد تتمثل في:

صيام العشر الأوائل من ذي الحجة فضيلة عظيمة.
ومن الأفضل أن يستغل المسلم هذه الأيام الفاضلة، في أداء أعمال العبادة والعبادة والصوم والصلاة والدعاء.
وذلك لكي يقترب من الله ويحصل على رضاه، بالإضافة إلى هذا التقرب إلى الله في يوم عرفة.
الذي فيه يكفر الله عن الخطايا الصغرى في السنة التي سبقته، والسنة التي تليها.
لكن هذا التكفير مرتبط بترك أكبر الخطايا والعودة إلى الله، ومن المعروف أن صوم النوافل بشكل عام.
فإن صوم عشر ذي الحجة على وجه الخصوص، يعوض الشخص عن عدم التوازن في أداء الواجبات والعبادة.
يرفع فيه الله درجات المسلمين، ويزيد من الفوائد ويغفر ذنوبه.
فأكثروا من الأعمال المرغوبة والمحببة إلى الله في الأيام العشر من ذي الحجة.

شاهد أيضا: متى تبدأ العشر الأوائل من ذي الحجة 2023

فضل عشر ذي الحجة من القرآن الكريم

ذكر الله عز وجل ذي الحجة في القرآن الكريم وفضله وثوابه على المسلمين، فهذا الشهر من أشهر السنة الهجرية العظيمة وآخرها حيث تختم السنة العظيمة بأعظم العبادات التي تكفر الذنوب وتحمي السيئات والمعاصي ففضل تلك الأيام من القرآن الكريم تتمثل في:

قال تعالى في سورة الحج: {ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ۖ فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير}.
وقد قال عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في شرح هذه الآية: “هي أيام العشر”.
أي العشر الأوائل من ذي الحجة.
كذلك قال تعالى في سورة الفجر مقسما بالعشر الأوائل: {وليال عشر}.
قال مجاهد وابن عباس: “هي الليالي العشر من الذي الحجة”، والله تعالى أعلم.

ثواب صيام عشرة ذي الحجة، وبذلك نكون قد وضحنا في مقالنا هذا الكثير من الأمور المتعلقة بصيام العشر من ذي الحجة والتي تزيد من درجات العبد وتقربه من ربه سبحانه وتعالى، كما وقد تطرقنا للتعرف على فضل صيام تلك الأيام وحكمها التي أوضحتها الشريعة الإسلامية في الكثير من المواضع، في حين تعرفنا على فضلها في القرآن الكريم والسنة النبوية.