هل يعتق الله في آخر ليلة من رمضان، ولاشك ان شهر رمضان المبارك من أجمل الأيام وأكثرها خير وبركة، يحرص المسلمون على استغلالها بالطاعات والعبادات على مدار الشهر كاملاً، من خلال الاجتهاد بأداء صلاة التراويح وقيام الليل، بالاضافة الى قراءة القرآن الكريم وتلاوته والدعاء الى الله تعالى، فأيامه مليئة بالرحمة والعفو والغفران، والحديث في مقال اليوم يتناول توضيح الاستفسار الوارد، والذي يشير الى أنه هل يعتق الله في آخر ليلة من رمضان.
هل يعتق الله في آخر ليلة من رمضان
جاء في السنة النبوية الكثير من الأحدايث الدالى على شمول عتق الله تعالى بعض عباده من النار، ولكن يجدر بالاشارة الى أن الله سبحانه وتعالى لم يحدد في الأحدايث الواردة، أن عتق عباده من النار سوف يكون في آخر ليلة من رمضان، والحديث الذي ورد عن أن الله تعالى له عدد معين من العتقاء في آخر ليلة من شهر رمضان هو حديث ضعيف ولا سند له، ولا يؤخذ به، والذي ينص على: (إنَّ للهِ عزَّ وجلَّ في كلِّ ليلةٍ من رمضانَ سِتَّمِائةِ ألْفِ عَتيقٍ من النارِ ، فإذا كان آخِرُ ليلةٍ أعتَقَ اللهُ بِعددِ ( كُلِّ ) مَنْ مَضَى)، فلم يؤكد الفقهاء وعلماء الدين الاسلامي على صحة الحديث والألفاظ الواردة فيه، ولكن ورد غيره من الأحاديث التي تدل على عتق الله تعالى لأناس كثيرين من النار، ومنهم من صام صيامًا حقيقيًا، وصامت جوارحه عن كل ما يغضب الله تعالى.
أحاديث صحيحة عن العتق من النار
- عن أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا كانَ أوَّلُ ليلةٍ من شَهْرِ رمضانَ : صُفِّدَتِ الشَّياطينُ ومرَدةُ الجنِّ ، وغُلِّقَت أبوابُ النَّارِ فلم يُفتَحْ منها بابٌ ، وفُتِّحَت أبوابُ الجنَّةِ فلم يُغلَقْ منها بابٌ ، ويُنادي مُنادٍ يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ ، ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِرْ وللَّهِ عُتقاءُ منَ النَّارِ ، وذلكَ كلُّ لَيلةٍ).
- عن جابر بن عبدالله عبدالله عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنَّ للَّهِ عندَ كلِّ فِطرٍ عتقاءَ وذلِك في كلِّ ليلةٍ)
صحة حديث إذا كان أول ليلة من رمضان
ينص الحديث المذكور بقول: “اذا كان أولُ ليلةٍ من شهرِ رمضانَ صُفِّدَتِ الشياطينُ ومَرَدةُ الجنِّ، وغُلِّقتْ أبوابُ النارِ فلم يُفتحْ منها بابٌ، وفُتِّحَتْ أبوابُ الجنةِ فلم يُغلقْ منها بابٌ، ويُنادي منادٍ كلَّ ليلةٍ: يا باغيَ الخيرِ أقبلْ، ويا باغيَ الشرِّ أقْصرْ، وللهِ عتقاءُ من النارِ، وذلك كلَّ ليلةٍ.
في هذا الحديثِ يُخبِرُ أبو هُريرةَ رَضِي اللهُ عَنه، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال: “إذا كانَت أوَّلُ ليلةٍ مِن رمَضانَ”، أي: إنَّه مَع بَدْءِ شهرِ رمَضانَ تَحدُثُ علاماتٌ على دُخولِه، وهَدايا مِن اللهِ لعِبادِه؛ فأُولى هذه العلاماتِ والهدايا هي ما جاء في قولِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: “صُفِّدتِ الشَّياطينُ”، أي: شُدَّتْ عليهِم الأغلالُ والسَّلاسِلُ، “ومَردةُ الجِنِّ”، وكذلك تُشَدُّ الأغلالُ والسَّلاسِلُ على مرَدَةِ الجِنِّ، وهم رُؤساءُ الشَّياطينِ المتجرِّدون للشَّرِّ، أو هم العُتاةُ الشِّدادُ مِن الجِنِّ، والحِكمةُ في تَغْليلِهم حتَّى لا يَعمَلوا بالوَساوِسِ للصَّائِمين ويُفسِدوا عليهم صَومَهم.
هل يعتق الله في آخر ليلة من رمضان، والى هنا ننتهي من مقال اليوم ونصل الى الختام بعد الحديث عن المعلومات الواردة في مصادر التشريع الاسلامي، من القرآن الكريم والسنة النبوية، بشأن عتق الله تعالى لعباده في اخر ليلة من رمضان.