هل يجوز للمرأة أن تعتكف في بيتها، مع اقتراب انتهاء شهر رمضان المبارك، وبدء العشر الاواخر في هذا الشهر الكريم، الشهر الذي يقوم فيه أغلب المسلمون بالاعتكاف في المساجد للتقرب من الله وهبة أنفسهم للعبادات، واستغلال هذه الأيام الفضيلة في الالتزام بالعبادات المختلفة، من صلاة وقراءة قران وذكر الله والتسبيح والاستغفار وقيام الليل وبلوغ ليلة القدر، والاستفادة من أجرها العظيم وكسب أجرها والحرص على بلوغها وقيامها، حيث يعتكف المسلمون في المساجد في العشر الأواخر من الشهر الكريم، هل يجوز للمرأة أن تعتكف في بيتها.
مفهوم الاعتكاف في الشريعة الإسلامية
حيث يقصد يالاعتكاف هو من العبادات والطاعات التي يقوم المسلمون بأدائها لنيل الاجر والثواب المضاعف من الله والتقرب لله عز وجل، حيث يقوم المسلم في العشر الأواخر بالتزام المسجد للقيام بالعبادات المختلفة، التي أمر الله سبحانه وتعالى بها بصفة مخصوصة، حيث أن اعتكاف المسلم في المسجد سنة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث أن النبي قد اعتكف في المسجد في العشر الاواخر من شهر رمضان المبارك، كما أن زوجاته أمهات المؤمنين قد قاموا بالاعتكاف أيضاً، حيث يجوز للمسلم الاعتكاف في أي يوم لكن الأفضل والأثوب أيام شهر رمضان المبارك، وبالأخص العشر الأواخر، حيث لا يوجد حد لأقله، إلا أن البعض قال بأن أقله يوم أو يوم وليلة، حيث أن لتشريع الله سبحانه وتعالى الاعتكاف مجموعة من الحكم، والتي من أبرزها:
- التقرب إلى الله عز وجل
- التفرغ لعبادة الله وذكره وتسبيحه واستغفاره
- التفرغ لقراءة القران الكريم
- تزكية النفس وتطهير القلب
- الابنتعاد عن الناس وعن مشاغل الدنيا للتقرب من الله وطاعته
شاهد أيضاً: هل يجوز الصلاة خلف إمام الحرم من الفنادق المجاورة
هل يجوز للمرأة أن تعتكف في بيتها
حيث يجوز للمرأة ان تقوم بالاعتكاف لكن بإذن من وليها، وأن لا يكون اعتكافها سبب من أسباب الفتنة سواء لها أو لغيرها، حيث يتم الاعتكاف في أماكن مخصصة للنساء بعيدة عن الرجال، حيث تقوم في اعتكافها الانشعغال بالطاعات المختلفة من الصلاة والذكر والتسبيح والاستغفار وقراءة القران، بعيداً من أمور الدنيا ومشاغلها، حيث أن علماء الفقه قد اختلفوا في مكان اعتكاف المرأة، وقد ظهر اختلافهم في التالي:
- رأى جمهور العلماء أن المرأة كالرجل لا يجوز لها الاعتكاف إلا في المسجد، ودليلهم على ذلك ما روي عن ابن عبّاس: “أَنَّهُ سُئِل عَنِ امْرَأَةٍ جَعَلَتْ عَلَيْهَا؛ أَيْ نَذَرَتْ أَنْ تَعْتَكِفَ فِي مَسْجِدِ بَيْتِهَا، فَقَال: ” بِدْعَةٌ، وَأَبْغَضُ الأَْعْمَال إِلَى اللَّهِ الْبِدَعُ”.
- الإمام الشافعي في مذهبه القديم اتفق مع جمهور العلماء، لكن في مذهبه الجديد قال بأن المرأة لا يصح لها الاعتكاف إلا في بيتها.
- الحنيفة قالوا بكراهة اعتكاف المرأة في المسجد، والأفضليه أن تعتكف في بيتها، ودليلهم في ذلكما روته السيدة عائشة فقالت: “كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ إذا أرادَ أن يعتكفَ صلَّى الفجرَ ثم دخلَ مُعتكفَهُ، قالَتْ: وإنَّهُ أرادَ مرةً أن يعتكفَ في العشرِ الأواخرِ من رمضانَ، قالَتْ: فأمرَ ببنائِهِ فضُرِبَ فلمَّا رأيْتُ ذلك أمرْتُ ببنائي فضربَ، وأمرَ غيري من أزواجِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ ببنائِهنَّ فضُرِبَ، فلمَّا صلَّى الفجرَ نظرَ إلى الأبنيةِ، فقال: ما هذه؟ آلبرَّ تُردْنَ؟ فأمرَ ببنائِهِ فقوِّضَ، وأمرَ أزواجَهُ بأبنيتهِنَّ فقوضْنَ، ثم أخَّرَ الاعتكافَ إلى العشرِ الأولِ، يعني من شوال”.
- ابن تيمية رأى بأن المرأة يصح لها أن تعتكف في المسجد.
- ابن قدامة يرى بأنه يصح للمرأة أن تعتكف في المسجد، باستثناء مسجد البيت فلا يصح لها الاعتكاف فيه.
هل يجوز للمرأة أن تعتكف في بيتها، وفي نهاية هذا المقال قمنا بالتعرف على أفضل العبادات التي يمكن للمسلم أن يتقرب بها من الله وخاصة في شهر رمضان المبارك في العشر الأواخر، بالإضافة غلى التعرف على الحكمة من مشروعية الاعتكاف، ومكان اعتكاف المرأة وحكم اعتكافها في البيت.