هل يجوز الاضحية بالمعز، وهو من أكثر الاستفسارات المطروحة خلال الفترة الحالية، التي تشهدها الامة الإسلامية وهي على أعتاب حلول عبد الأضحى المبارك، وفي هذه الأيام يسعى المُضحي الى اختيار نوع من أنواع المواشي والأبقار لذبحها قرباناً الى الله تعالى، وبالتالي جاء الاستفسارات الوارد بأنه هل يجوز الاضحية بالمعز، ممن يرغبون في معرفة ان كان يجوز أخذها أضحية أم لا، ووفقاً لما أوضحه علماء الشريعة الإسلامية سوف نتناول التوضيح بين السطور الآتية.
هل يجوز الاضحية بالمعز
وتأتي الماعز ضمن قائمة الأغنام في التصنيف، وتنقسم الغنم إلى معز وضأن، ووفقاً لما أوضحه واتفق عليه جمهور الفقهاء فإنه يجوز الأضحية بها إذا ما توافرت بكل منها الشروط المطلوبة في الشرع لكي تجزئ الأضحية حينها تلك الشروط هي:
- أن تكون الغنم في سن معتبرة.
- ألا تكون معيبة.
- أن تكون عن شخص واحد.
- أن تكون ملكاً للمضحي.
- أن يضحي بها في الوقت المحدد شرعا.
شاهد ايضا: تفسير حلم الماعز في المنام لابن سيرين بالتفصيل
ما هو سن ذبح الماعز
هل يجوز ذبح الماعز الصغير
إن الجائز في ذبح الأضحية من الماعز؛ هو ذبح الماعز التي تبلغ من العمر عام ولكن قد يحدث أن تكون الماعز أقل في العمر من ذلك ببعض الأيام، وهنا تنهال التساؤلات لفهم الحكم الشرعي في التضحية بالماعز الصغيرة بعيد الأضحى، وقد اتفق الفقهاء على أن الماعز التي لم تتم السنة الكاملة وقت الذبح لا تصلح لأن تكون أضحية، وسوف نعرض لكم فيما يلي أقوال الفقهاء في ذبح الماعز الصغير:
- المذهب الحنفي: ذهب الأحناف إلى أن الماعز الجائز ذبحه هو ما أتم السنة الأولى ودخل بالسنة الثانية.
- المذهب المالكي: قال المالكية أن الماعز الجائز ذبحه هو ( ابن سنة عربية ودخل في الثانية دخولاً بيناً كشهر).
- المذهب الشافعي: يرى الشافعية أنه من الشروط التي يجب أن تتوفر لكي يتم ذبح الماعز أن تكون دخلت في السنة الثالثة من العمر وهو ما ينطبق على البقر أيضاً، أما الإبل فيجب أن تكون قد أتمت العام السادس من العمر.
- المذهب الحنبلي: يرى الحنابلة أن الماعز يجب أن تكون قد أتمت عام كامل لكي يجوز ذبحها والتضحية بها.
العيوب التي لا تجوز في الأضحية
يشترط في صحة الأضحية أن تكون تكون خالية من العيوب، تلك التي من شأنها تقلل من قيمتها أو إفساد لحمها، حيث إن كل ما يترتب عليه إفساد بلحوم الأضحية أو أن يصبح لحمها بذلك مكروهاً تصبح معه غير مقبولة، وهو ما ينطبق على ما يقلل بشكل واضح من قيمتها.
والعيوب تنقسم إلى عيوب واضحة وردت صراحةً بالنصوص الشرعية، أو ملتحقة بما نص عليه الشرع من عيوب سواء كانت متساوية معها في قدر العيب، أو أن يكون العيب أكثر من العيب المنصوص عليه، وسوف نوضح لكم فيما يلي العيوب المتفق عليها والمختلف عليها في الإجزاء بالأضحية:
العيوب المتفق عليها التي تمنع الإجزاء
هناك أربع من العيوب المتفق عليها التي لا تجزئ الأضحية إن وجدت بالشاه، وتلك العيوب ورد بيانها في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال (أربعٌ لا تجوزُ في الأَضاحيِّ: العَوْراءُ بيِّنٌ عَوَرُها، والمريضةُ بيِّنٌ مرَضُها، والعَرْجاءُ بيِّنٌ ظَلْعُها، والكَسيرُ التي لا تُنْقي) وهو ما سوف نوضحه تفصيلاً فيما يلي:
العوراء بينة العور
يقصد بالعور فقد واحدة من العينين، وفي الشاه يقصد به النقص في النظر وهو ما يترتب عليه الإنتقاص من قيمتها، ولا تجزئ الشاه العورا استناداً إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (العَوْراءُ البيِّنُ عَوَرُها)، وهو ما ينطبق على العوراء التي تكون العين بها قائمة ولا يكون من اليسير على الرائي اكتشاف أنها لا ترى وهي ما لا يمكن اعتبارها عوراء، أو الشاه الفاقدة للبصر وهو ما لا يكون له تأثير ويمكن التضحية به، حيث تكون العين موجودة بموضعها، ولكن في الحالة التي يكون الضرر بها واضحاً يحول دون قدرتها على الرعي كأخواتها وهو ما يكون له تأثير سلبي على جودة لحومها فإنها لا تجزئ، وبالقياس على ذلك فلا يجوز التضحية بالشاه العمياء كذلك.
الشاه المريضة
إن الشاه المريضة لا يجوز ولا يصح التضحية بها، تلك التي تعاني من مرض واضح، وهو ما أجمع أهل الفقه عليه، وقد يكون ذلك المرض في البهيمة من جسدها بالخارج مثل الجرب، أو أن يكون المرض في أعضاء جسمها الداخلية بحيث يتعذر على غير صاحبها العلم بالمرض واكتشافه، ففي الحالة التي يكون المرض مؤثراً به فإن الأضحية بها لا تصح، ولكن إن كان غير مؤثر على لحومها وجودتها فيجوز الأضحية بها، فضلاً عن عند جواز الأضحية بالبهيمة المصابة بمرض دائم لا علاج له، ولكن إن كان مرضاً عارضاً يجب أن تتلقى العلاج وتشفى تماماً قبل ذبحها، وهناك رأي ذهب إلى جواز التضحية بها إن كان مرضاً عارضاً يمكن الشفاء منه.
شاهد ايضا: كيفية ذبح الاضحية بالطريقة الشرعية
الشاه العرجاء
ينقسم العرج إلى حالتين أولهما العرج الخفي الغير ظاهر أو واضح إلى بعد إمعان النظر والتدقيق به، وهو ما لا يكون ذو تأثير على الشاه ويجزأ الأضحية بها، ولكن في الحالة التي يكون العرج واضحاً بها وظاهراً وهو ما يصيبها غالباً بعد إصابتها بالكسر فهو ما لا يكون من الجائز معه التضحية بها.
أما في حال كان العرج مؤقت وعارضا فإنه لا يؤثر عليها، ولكن الأمر الغير جائز هنا هو أن يتم التضحية بالبهيمة في وقت عرجها حيث تكون ناقصة في هذه الحالة، وقد أتى المنع في التضحية بالشاه العرجاء من الشرع، حيث إنها لا تعتبر وقت الرعي مثلها مثل مثيلاتها، فلا تقدر على اللحاق بالطعام الكافي لها مما يكون ذو تأثير على لحمها، ولأنها ناقصة بواحد من أعضائها وذلك النقص لا يجزئ، وهو ما ينطبق عليه الشلل حيث يكون العضو به ذهب ذهاباً كاملاً.
الشاه العجفاء
العجفاء هي الشاه الطاعنة بالعمر الهزيلة التي وصل الحال بها إلا أن زال ما بعظمها من مخ وهو ما كان يتناوله الناس لطيب مذاقه، وعلى ذلك فإن ذهابه يعتبر من قبيل النقص بالأضحية، ولما كانت الغاية من الأضحية هو تناول لحمها ويترتب على تقدمها بالعمر تغير مذاق ذلك اللحم للأسوأ، وهو ما ورد به قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (والكسيرةُ الَّتي لا تُنقي).
والكبر في سن الشاه قد يلحقه الهزل وهو ما لا يجزئ كذلك، وقد يترتب عليه المرض، أو أن يكون أصل خلقتها الهزل حيث لا تقبل الطعام مثل غيرها، أو أن تكون قد تعرضت إلى قلة أكل ونقص في الطعام وهو ما يكون له تأثير على ما يوجد بين العظام من مخ دون أن يرجع ذلك للمرض أو الكبر، حيث إن ذلك الهزل إن وجد بالأضحية لا يؤثر عليها وتجزئ.
هل يجوز الاضحية بالمعز، والى هنا ننتهي من مقال اليوم ونصل الى ختام فقراته، والتي تناولت اهم المعلومات عن الأضاحي والمواشي التي يجوز ذبحها والتي لا تصح للأضحية، وهي الأحاديث المتبادلة بين المسلمين خلال الفترة الحالية.