هل الترحم على غير المسلم حرام، حكم الترحم على الموتى الغير مسلمين، من أهم الأمور التي يهتم المسلمون بالتعرف عليها، فكثيراً ما يرد أخبار وفاة شخصيات بارزة في الوطن العربي ولكنها لم تعتنق ديانة الإسلام، وهنا يتساءل المسلمون عن حكم الدعاء لهم بالرحمة والمغفرة، كما هو الحال بالدعاء إلى المسلمين، ومقال اليوم يتناول التوضيح الكافي للإجابة على الاستفسار المطروح، وفقاً لما ورد في مصادر التشريع الإسلامي.

هل الترحم على غير المسلم حرام

هل الترحم على غير المسلم حرام

إن رحمة الله تعالى واسعة وسعت كل شيء، وكان من أبرز المواقف العامة المتعلقة بقضية الترحم على غير المسلمين، ما حدث في عام 2005، حينما توفي بابا الروم الكاثوليك يوحنا بولص الثاني، فدعا له الشيخ يوسف القرضاوي حفظه الله تعالى قائلا: “ندعو الله تعالى أن يرحمه ويثيبه؛ بقدر ما قدَّم من خير للإنسانية وما خلّف من عمل صالح أو أثر طيب”، ولكن هذا الدعاء أثار ردودا غاضبة من بعض شيوخ السلفية وكثير من العامة ضد الشيخ القرضاوي، الأمر الذي لا يزال يثير النقاش في وقائع مشابهة حين يدعو بعض الناس للمتوفى إن كان من غير أهل الإسلام.

وما أجمع عليه الألباني وعلماء الإسلام بهذا الشأن هو: ” وقد انعقد الإجماع على أن الكفار لا تنفعهم أعمالهم ولا يثابون عليها بنعيم ولا تخفيف عذاب، لكن بعضهم أشدُّ عذابا من بعض؛ بحسب جرائمهم”، أي إن الدعاء للكفار ليس يحرم فقط بل لا يُجدي نفعا مع موتهم على الكفر”.

شاهد ايضا: تفاصيل استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة

هل يجوز الترحم على غير المسلم ابن باز

يقول الإمام ابن باز رحمه الله، أنه لا يجوز الترحم على من هم غير مسلمين، وهي فتوى خاصة بالشيخ، موضحاً أنه من مات من اليهود أو النصارى أو من عبد الأوثان أو أنكر وجود العبادات مثل الصلاة وغيرها أو لم يؤديها أساسًا فالترحم عليه غير جائز شرعًا ولا الاستغفار أو الدعاء له، وقد ورد دليل ذلك في القرآن الكريم في قوله تعالى: “مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ”، كما أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أن يأذن له بالاستغفار لأمّه فقد ماتت في الجاهلية وهي تعبد الأوثان، فلم يأذن له الله تعالى أن يستغفر لها، وهي أمّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فكيف لغيرها من غير المسلمين أن يُستغفر له أو الدعاء له بالرحمة، والله أعلم.

هل يجوز قول الله يرحمه للمسيحي

في قوله تعالى بسورة التوبة، ““مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنوا أَنْ يَسْتَغْفِروا لِلْمشْرِكِينَ وَلَوْ كَانوا أولِي قرْبَى”، نزلت بسبب أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال لعمه أبي طالب لما توفي على الشرك “وَاللَّهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أنْهَ عَنْكَ”، فَأَنْزَلَ اللَّه: “مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنوا أَنْ يَسْتَغْفِروا لِلْمشْرِكِينَ” حيث أن هذا الحديث متفق عليه.

أما تعزية المسيحي وزيارته؛ فقد روى البخاري عن الرسول صلى الله عليه وسلم: “كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يَعوده، فلا ينهى الله تعالى عباده عن تعزية غير المسلمين.

وهو ما ورد في سورة الممتحنة بقوله تعالى في سورة الممتحنة: ” لَا يَنْهَاكم اللَّه عَنِ الَّذِينَ لَمْ يقَاتِلوكمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يخْرِجوكمْ مِنْ دِيَارِكمْ أَنْ تَبَروهمْ وَتقْسِطوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يحِب الْمقْسِطِينَ”، والى هنا ننتهي من مقال اليوم ونصل إلى ختام الفقرات المتضمنة لرأي الشريعة الإسلامية بهذا الحكم.