ما هي شروط صحة الصيام، وكَونه من العبادات المفروضة على المسلمين، فإن له مجموعة من الأحكام والشروط، التي يجب على المسلم أن يلتزم بها كي يصح صومه، وينال رضا الله عزوجل في الدنيا والآخرة، وتكون الطاعات والعبادات على أكمل وجه لها، وفي مقال اليوم سوف نتابع التعرف على ما هي شروط صحة الصيام، بتوضيح وتبسيط للمعلومات، دار البحث عنها كثيراً خلال للتعرف على تلك المعايير واحدة تلو الأخرى.
ما هي شروط صحة الصيام
يبدأ الصيام منذ طلوع الفجر الثاني الى غروب الشمس، ويعد صيام شهر رمضان من أعظم العبادات التي يتوجب على المسلم القيام بها منذ سن محدد، يتخلل هذا الشهر بجانب الصيام الصلوات وقيام الليل وتلاوة القرآن، حيث انه شهر عتق من النار والرحمة والغفران، فيه الأجور مضاعفة، وهنا الحديث يدور حول توافر ثلاث شروط كي يكون الصيان صحيح من العبد، ننتقل الى التعرف عليها، وجاءت كما في هذا النحو التالي:
- الإسلام؛ لأن الصيام عبادة، فلا يصح من كافر.
- النية؛ لأن الصيام عبادة، فلا يصح إلا بنية.
- الطهارة من الحيض والنفاس-وهذا خاص بالنساء-.
ما هي أحكام الصيام
والصيام يتمثل في الامتناع والامساك عن مفسدات الصوم وعن جميع المفطرات، منذ طلوع الفجر الثاني الى غروب الشمس، وتُعدّ النيّة شرطاً من شروط استحضار القلب والعزم على تمسّك الشّخص بنيّة الأجر و الثواب؛ ليتميّزالعبد بأفعاله بين العادة والعبادة، فيُعتَبر الصوم بذلك طاعةً وتقرُّباً لله تعالى، وبعد التعرف على شروط صحة الصيام، هنا ننتقل الى التعرف على أحكام الصوم، وجاءت كما في هذا النحو:
- حكم صيام المسافر: يجوز للمسافر الإفطار في نهار رمضان باتّفاق جمهور أهل العلم، ويتساوى في الحكم القادر والعاجز، سواءً حصلت المشقّة أم لا، ويعتبر الشخص مُسافراً عُرفاً، مسافةً يتجاوز فيها البلد، وما اتّصل فيه من البناء، وألّا يكون سفره لتحقيق معصيةٍ ما، وألّا يقصد بالسفر التحايل لأجل الفِطْر، وإن سافر الصائم في النّهار، وكان مُقيماً؛ يجوز له الفِطْر، وهذا اختيار الحنابلة وبعض السّلف، بينما ذهب جمهور أهل العلم إلى أنّ جواز الفطر مشروطٌ بأن يشرع المسافر في سفره قبل طلوع الفجر؛ بحيث يصل إلى المكان الذي يُشرع فيه قصر الصلاة قبل طلوع الفجر، وإن وصل المسافر إلى مكان إقامته نهاراً؛ فمن السّنة أن يُمسك؛ مراعاةً لحُرمة الشهر، وعليه القضاء، سواءً أفطر أم لا.
- حكم صيام الحامل والمُرضع: يجوز للحامل والمُرضع الإفطار في نهار رمضان، باتّفاق الفقهاء، ويُشترط لذلك أن تخافا على نفسيهما، أو على ولدهما، أو على ولدهما ونفسيهما معاً، من المرض، أو زيادته، أو من الضرر، أو الهلاك، أو المشقّة، وكَرِهَ الحنابلة صومهما، واعتبر المالكيّة الحَمْل مرضاً حقيقةً، والرِّضاع بحُكم المرض، وليس مرضاً حقيقةً.
- حكم صيام الحائض والنفساء: صيام الحائض والنّفساء لا يجوز، ولا يصحّ، إذ عليهما الإفطار وقت الحيض والنّفاس، ويجب عليهما قضاء الصيام دون قضاء الصلاة؛ لِما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (سَأَلْتُ عَائِشَةَ فَقُلتُ: ما بَالُ الحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ، ولَا تَقْضِي الصَّلَاةَ. فَقالَتْ: أحَرُورِيَّةٌ أنْتِ؟ قُلتُ: لَسْتُ بحَرُورِيَّةٍ، ولَكِنِّي أسْأَلُ. قالَتْ: كانَ يُصِيبُنَا ذلكَ، فَنُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّوْمِ، ولَا نُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّلَاةِ).
شاهد ايضا: ما هي جمعة ختام الصوم عن المسيحيين
ما هي مبطلات الصيام
وهناك مفسدات للصوم لا يصح القيام بها، اتفق العلماء على تحديدها وتوضيحها لعموم المسلمين، لتجنب حدوثها والابتعاد عنها في نهار الصوم، وهنا ننتقل الى التعرف عليها كما في هذا النحو:
- الجماع: لقول الله -تعالى-: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ)،[١] وما أخرجه الإمام البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: (بيْنَما نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ هَلَكْتُ. قَالَ: ما لَكَ؟ قَالَ: وقَعْتُ علَى امْرَأَتي وأَنَا صَائِمٌ).
- الاستقاءة: أي التكلُّف في القيء؛ بتعمُّد إخراج ما في الجوف، وقد ذهب جمهور العلماء من المالكيّة، والشافعيّة، والحنابلة إلى أنّ الاستقاءة مُبطلةٌ للصيام في رمضان، ويتوجّب القضاء بسببها.
- الأكل أو الشُّرب عمداً: لا شك أن تعمُّد الأكل أو الشُّرب في نهار رمضان من مُبطلات الصيام، ويأثم فاعله، ويجب عليه إمساك بقيّة يومه، والقضاء، دون وجوب الكفّارة عليه، أمّا الأكل أو الشُّرب في نهار رمضان سهواً من غير قصدٍ، فلا يُبطل الصيام، ولا يُوجب القضاء، ولا الكفّارة؛ لِما ثبت عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، أنّه قال: (مَن نَسِيَ وَهو صَائِمٌ، فأكَلَ، أَوْ شَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فإنَّما أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ).
- دخول شيءٍ إلى الجوف من منفذ مفتوح.
- الرِدّة.
- الحيض والنفاس والولادة.
ما هي شروط صحة الصيام، والى هنا ننتهي من التعرف على الشروط المفروضة لصحة الصوم، وهو من أهم العبادات التي يجب الاهتمام بصحتها ونيل رضال الخالق عزوجل، وبهذا نختتم فقرات مقال اليوم.