حكم صلاة التهجد جماعة في رمضان، للصلوات أحكام حددها الفقهاء بالاستناد على ما ورد في مصادر التشريع الاسلامي، من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، والتي يتبعها المسلمون في القيام بهذه العبادة لتكون بالشكل المحدد لها وابتغاءً لمرضاة الله عزوجل، وكما لصلاة التهجد الأهمية البالغة والأجر الثواب والكبير عن الله تعالى؛ فإن لشهر رمضان المبارك فضل أعظم وأجور مضاعفة لكافة العبادات فيه، ونتابع السطور القليلة الآتية كي نرى حكم صلاة التهجد جماعة في رمضان.

ما هي صلاة التهجد

كم صلاة التهجد جماعة

قبل الانتقال الى التعرف على حكم هذه الصلاة في الشريعة الإسلامية، والتفصيل المطروح للقيام بها خلال شهر رمضان الفضيل، لابد من التعرف على مفهومها وكيف يتم تأديتها وما الوقت المخصص لها، والمقصود بصلاة التهجد انها تلك الصلاة الغير مفروضة، بل هي تطوع لله تعالى يقوم بها المسلمين لعبادة الله عزوجل وسنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، الذي أوضح لصحابته وأمته عظيم أجرها وثوابها، وتؤدى صلاة التَهجد في ساعات متأخرة من الليل والناس نيام، في ثلث الليل الأخير، ويكون له عظيم الفضل في شهر رمضان الكريم، أم سبب تسميتها بهذا الاسم، نظراً لأنها تقام بعد النوم، والدليل على ذلك ما قاله النووي رحمه الله (أن من صلى بالليل بعد نوم فهو متهجد وصلاته هذه من قيام الليل).

حكم صلاة التهجد جماعة في رمضان

وبعد التعرف على وصف هذه الصلاة، ومكانتها العظيمة وفضله الكبير عن الله تعالى، ننتقل هنا للاطلاع على الحكم الشرعي لتأديتها في جماعة خلال ايام الشهر الفضيل، وقد اختلف العلماء ولم يتفقوا في تحديد حكم صلاة التهجد في جماعة، فلم يتم اثبات رأي واحد بينهم، والغالب في هذا الرأي وما تم التوصل اليه أنه تكون صلاة التهجد بجماعة في شهر رمضان جائزة في حال كان ذلك لم يؤثر على خشوع المصلي في صلاته، ولم يؤثر على مدى استقراره وتركيزه في أداء الركعات، وبتحقق هذه الأمور تكون لا حرج فيها.

والدليل على هذا القول، ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قام بالناس في العشر الآواخر، وروى ذلك داود والترمذي، وصححه والنسائي وابن ماجه وغيرهم بإسناد صحيح عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: صمنا فلم يصل النبي حتى بقي سبع من الشهر، فقام بنا في الخامسة حتى ذهب شطر الليل، فقلنا يا رسول الله: لو نفلتنا بقية ليلتنا هذه فقال : إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف، كتب له قيام ليلة، ثم لم يصل بنا حتى بقي ثلاث من الشهر، فصلى بنا الثالثة ودعا أهله ونساءه، فقام بنا حتى تخوفنا الفلاح، قلت: وما الفلاح؟ قال: السحور.

حكم صلاة التهجد جماعة في العشر الأواخر من رمضان

وكما أشرنا في السطور أعلاها أن صلاته في جماعة مشروعة، بدليل أن النبي عليه الصلاة والسلام، أداها في جماعة في رمضان، وبهذ يصبح هذا العمل من الأعمال المسنونة عن رسول الله، أما بشأن قول صلاة التَهجد بدعة؛ فلم يرد ما يشير الى ذلك على لسان علماء الاسلام وفقهاء الشريعة الاسلامية، ولكن يجب التركيز على صحة الشرط المرتبط بجواز أدائها في جماعة، ألا تؤثر على تركيز المصلي وتتسبب في تشتيته، ووفقاً لتركيزه وتهجده فيها يستطيع المسلم تحديد ذلك، ان رأى أن تأديتها في البيت منفرداً أفضل قام بذلك، وان أحس أنها في جماعة أنشط وأكثر خشوعاً قام بذلك.

وورد عن الشيخ الألباني رحمه الله تعالى أنّه قال: “وتشرع الجماعة في قيام رمضان ، بل هي أفضل من الانفراد ، لإقامة النبي صلى الله عليه وسلم لها بنفسه ، وبيانه لفضلها بقوله ، وإنما لم يقم بهم عليه الصلاة والسلام بقية الشهر خشية أن تفرض عليهم صلاة الليل في رمضان”.

شاهد الآن: التهجد ليلة كم، اي يوم صلاة التهجد

ما الفرق بين صلاة التهجد وصلاة قيام الليل

الكثير من الناس يختلط عليها الأمر بشأن هذه الصلوات التطوعية لله عزوجل، والتي بالرغم من عدم فرضها على المسلمين الا أنها لها فضل كبير وثواب عظيم، لاسيما خلال شهر رمضان المبارك وفي ليالي العشر الآواخر منه، والفرق بينهما:

صلاة التهجد: هي الصاة التي تقام في ساعا تالليل في الثلث الأخير من الليل، فيستيقظ المسلم لأدائها هي فقط دون النية لأداء عبادات أخرى، وهي  أحد أنواع صلاة قيام الليل، والدليل على ذلك ما ورد عن الصحابي الجليل الحجاج بن غزية -رضي الله عنه- ما يدل على هذا الفرق، حيث قال : (يحسب أحدكم إذا قام من الليل يصلي حتى يصبح أنه قد تهجد، إنما التهجد المرء يصلي الصلاة بعد رقدة، ثم الصلاة بعد رقدة، وتلك كانت صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- له).

أما صلاة قيام الليل: يتم فيها القيام بالكثير من العبادات، فلم تقتصر على الصلاة فقط؛ بل بالذكر يُقام الليل، وبالدعاء وبتلاوة آيات القرآن الكريم، والكثير من العبادات الأخرى خلال ساعات الليل.

لابد من الاطلاع على الأحكام الوردة في السنة النبوية والقرآن الكريم، حول مشروعية العبادات الواجب القيام بها، سواء في شهر رمضان الكريم، او في أي وقت آخر من الشهور، وبهذا النحو ننتهي من التوضيح المطلوب على الاستفسار المطروح ونصل الى الختام.