حقيقة الصيحة في شهر رمضان، حيث إن النصف من رمضان هو اليوم الخامس عشر من شهر رمضان المبارك، وهذا اليوم هو نقطة تحول هامة في هذا الشهر الفضيل، حيث يمثل منتصف الشهر الذي يتم فيه تقدير المدة المتبقية من الشهر المبارك، والحديث يطول عن روحانيات هذا الشهر العظيم، وعن فضله وثوابه وأيامه الجميلة التي كلها عبادة وطاعة وتقرب من الله عز وجل، وهو الشهر المخصص بالصيام والقيام وكثرة العبادات، وسنتحدث عبر هذا الموقع عن حقيقة الصيحة في رمضان.
حديث الصيحة في شهر رمضان
جاء في الحديث عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان صيحة في رمضان فإنه يكون معمعمة في شوال، وتمييز القبائل في ذي القعدة، وتسفك الدماء في ذي الحجة والمحرم، وما المحرم -يقولها ثلاث مرات- هيهات هيهات، يقتل الناس فيه هرجا هرجا، قلنا: وما الصيحة يا رسول الله؟ قال: في النصف من رمضان ليلة الجمعة فتكون هدة توقظ النائم وتقعد القائم، وتخرج العواتق من خدورهن في ليلة جمعة في سنة كثيرة الزلازل والبرد، فإذا وافق شهر رمضان في تلك السنة ليلة الجمعة، فإذا صليتم الفجر من يوم الجمعة في النصف من رمضان، فادخلوا بيوتكم وأغلقوا أبوابكم وسدوا كواكم ودثروا أنفسكم وسدوا آذانكم، فإذا أحسستم بالصيحة فخروا لله سجدا، وقولوا سبحان القدوس، سبحان القدوس ربنا القدوس، فإنه من فعل ذلك نجا، ومن لم يفعل هلك.
شاهد أيضا: من فطر صائما كان له مثل أجره هل هو حديث
حديث الصيحة في جمعة منتصف رمضان والقران الكريم
حسب ما ورد عن أهل العلم أن أحاديث الصيحة جاءت في عدة روايات، وكان منها الصحيح وهو حديث أبو هريرة -رضي الله عنه- ومنها ما هو ضعيف وهو حديث عبد الله ابن مسعود -رضي الله عنه- المذكور أعلاه، والذي أخرجه نعيم بن حماد في كتاب الفتن، وقال فيه أهل العلم أن في سنده ابن لهيعة وهو ضعيف الحديث، وفيه كذلك الكثير من علماء الحديث من المجروحين، والذين لا يؤخذ بحديثهم، لذلك حديث ابن مسعود عن صيحة رمضان لا يحتج به.
شاهد أيضا: ما صحة حديث رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة ابن عثيمين
حديث الصيحة في منتصف رمضان إسلام ويب
جاءت الكثير من الأحاديث بروايات متنوعة حول الصيحة في رمضان، وحديث ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “فيقولُ: انفخْ نفخةَ الفزعِ، فيفزعُ أهلُ السماءِ والأرضِ إلا ما شاء اللهُ ويأمرهُ فيمدُّها ويديمُها ويطوِّلُها يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ : { وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ } ويكونُ ذلك يومُ الجمعةِ في النصفِ من شهرِ رمضانَ، فيسيِّرُ اللهُ الجبالَ فتمرُّ مرَّ السحابِ ، ثمَّ تكون سرابًا ثمَّ ترتجُّ الأرضُ بأهلِها رجًّا وهي التي يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ، وهذا الحديث صحيح، بينما ما جاء من غيره من أحاديث فهي ضعيفة ومنكرة ولا يحتج بها.
حقيقة الصيحة في رمضان، كان هذا عنوان مقالنا، والذي تحدثنا فيه عن حقيقة الصيحة في رمضان، وقد جاء فيها الكثير من الأحاديث النبوية، ومنها ما هو صحيح مثل الحديث المروي عن أبي هريرة، بينما غيره من أحاديث في هذا الشأن فهي ضعيفة ولا يحتج بها.