التفسير الفقهي للقرآن الكريم pdf، ونقصد به المنهج الذي يقوم بالاهتمام بتفسير ودراسة آيات أحكام القرآن الكريم، والعمل على بيان كيفية الاشتقاق منها، ويعد المقصد التشريعي في القرآن الكريم من المقاصد المهمة التي نزل من أجلها، ويعتبر أمر تم الاجماع عليه من قبل الأمة وأخذت القرآن الكريم المصدر الأول للتشريع.
أصول التفسير الفقهي
التفسير الفقهي هو مُرَكَّب من التفسير والفقه، فالتفسير هو ” عِلم يُفهَم به كتاب االله المنزل على نبيه محمد -صلى االله عليه وسلم- وبيان معانيه”، وأما الفقه بأنه هو ” العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسبة من أدلتها التفصيلية”.
نشأ التفسير الفقهي في الفترة التي نزل فيها القرآن الكريم. وكان الصحابة رضي الله عنهم يحاولون استخلاص الأحكام واستخلاصها من القرآن الكريم. ومن الأدلة على ذلك ما وقع بين عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما في عدّة الحامل التي مات زوجها. هذه المسألة من أولى مسائل الفقه في الإسلام، ثم ظهر بعد ذلك أئمة المذاهب الفقهية، كانوا ينظرون إلى الواقعة وواقع الحياة في ضوء القرآن الكريم والمكرمين. السنة ومختلف مصادر التشريع، واستنبطوا منها أحكام شرعية.
أنواع التفسير القانوني
ينقسم التفسير الفقهي حسب القواعد المتبعة في هذا النوع من التفسير إلى قسمين، وهما
القضايا المرتبة من الحالات المستنتجة
وذكر بعض المفسرين عدة مسائل فقهية رتبت من خلال ترتيب آيات القرآن الكريم في القرآن الكريم، كما فعل الإمام القرطبي في كتابه جمع أحكام القرآن.
علامة التبويب الفقهية
وقد اتبع بعض المفسرين والفقهاء شرح طريقة أخرى، وهي شرح طريقة الجدولة الفقهية، أي على أبواب الفقه. فمثلاً كتاب الطهارة يجمع تحته آيات القرآن وسوره التي تدخله ويجمعها تحته ونحو ذلك حتى يتم استكمال أبواب الفقه، وهذا ما فعله الإمام الجساس الحنفي. في كتابه أحكام القرآن.
شاهد أيضاً: ملخص الأدلة الشرعية المتفق عليها pdf
أهم كتب الفقه
يوجد الكثير من الكتب الفقهية والتي توجد في التراث الإسلامي، منها:
- جملة أحكام القرآن القرطبي.
- كتاب أحكام القرآن للإمام الشافعي جمع الإمام البيهقي.
- أحكام القرآن للقاضي أبو بكر البغدادي.
- أحكام القرآن لابن العربي.
- أحكام القرآن لأبي يعلا محمد بن الحسين.
- تفسير أحكام القرآن لأبي بكر الجساس.
- الاكليل في استقطاع تحميل تحميل الامام السيوطي.
- موجز في أحكام الكتاب الغالي للفتن الحلبي.
- تلخيص أحكام القرآن لابن سراج القناوي.
- تنقيح أحكام القرآن لابن سراج القناوي.
- تفاسير الأحمدية في بيان الآيات الشرعية لأحمد بن أبي سعيد الحنفي.
التفسير الفقهي بين الأثر والرأي
ميز العلماء بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي، وهو عبارة عن تمييز قائم على التقريب والتغليب؛ بحيث عند التحقيق لا يمكن وجود أي تفسير يقوم على الأثر وحده، بحيث لا تجد تفسيرًا قام على الرأي وحده، فالتفسير الفقهي غير مستثنى من القاعدة، وإن كان إلى الرأي أقرب؛ ولما له من إعمالٍ للعقل وبذلٍ للجهد حتى يتم العمل على استنباط الدلالات القريبة والبعيدة للآية على الحكم، وما دل عليه استثناء ابن عطية التفسير الفقهي من التفسير بالرأي الذي تم ورود النهي عنه في حديث جندب بن عبد الله البجلي، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)[11]، قال ابن عطية: «وليس يدخل في هذا الحديثِ أن يفسِّر اللغويون لغته، والنحاة نحوه، والفقهاء معانيه، ويقول كلّ واحد باجتهاده المبنيّ على قوانين علم ونظر؛ فإنّ القائل على هذه الصفة ليس قائلًا بمجرّد رأيه».
الاختلاف في عدد آيات الأحكام
اختص التفسير الفقهي بآيات الأحكام، وتم اختلاف الكثير من العلماء في تحديد عددها، وجاءت الاشارة إلى الموضوع هذا عندما نتحدث عن شروط المجتهد، وهذا ما قاله الغزالي في المستصفى: «لا يُشترط معرفة جميع الكتاب، بل ما تتعلق به الأحكام منه، وهو مقدار خمسمائة آية»، وقال الغزالي في هذا العدد الرازي وابن العربي، وذكر غيرهم أنها لا يمكن أن تتعدَّى المائة والخمسين أو المائتين، ومنهم صدِّيق بن حسن القنوجي الذي قال: (وقد قيل: إنها خمسمائة آية، وما صح ذلك، وإنما هي مائتا آية أو قريب من ذلك، وإن عدَلْنا عنه وجعلنا الآيةَ كلَّ جملة مفيدة يصحّ عن أن تسمَّى كلامًا في عُرف النحاة؛ كانت أكثر من خمسمائة آية).
وإلى هنا وصلنا إلى نهاية المقال الذي تحدثنا فيه عن التفسير الفقهي، وأصله، وأهم كتب التفسير الفقهي في التراث الإسلامي.