مفهوم تطوير الذات، سعى الإنسانِ بصورة فطريَّة إلى القيام بتحصيل الأرباح والمكاسب عن طريق تحقيق العديد من الاهداف والطموحات المتنامية والمتغيرة، بحيث يتم تغيرها من خلال تغير المراحل العمرية، والحاجة الفكرية، والفطرية، والاجتماعية، بحيث أن الإنسان الناجحُ يقوم ببناء أهدافه نظراً لما يتم امتلاك شخصيته من السلوكيات والمهارات والمواهب والمعارف.
البحث عن تطوير الذات
عندما نقول إن التنمية الذاتية تمثل إحدى طرق الله عز وجل في خلقه، فلا يمكن وصف هذا القول بالمبالغة، وقد جعله كثير من علماء التنمية البشرية شعارًا ينادون به ويعلنونه، لأنه كان سببًا لذلك، تغيير ظروفهم وتغيير مجرى الحياة والتاريخ تمامًا، حيث لا يتطلب الأمر المزيد من التمتع بالعزيمة الصادقة والإرادة القوية، وأحيانًا يكون سبب تنمية الشخصية هو التعامل مع شخص أو المرور الوضع الذي يصيب الإنسان، وقد يعتمد حتى على كلمة يسمعها ويكون لها ذلك الأثر.
وروي عن الشيخ الكبير والإمام الطحاوي صاحب عقيدة الطحاوية، أنه قرر تغيير مجرى حياته ومسارها ببضع كلمات قالها. سمعت من عمه المقرب منه (المزني) وهو يحضر محافل العلم، فلما يئس منه عمه ردد له هذا الكلام (والله لا ينفع منك ولا فائدة) وعلى الرغم من قلة الكلمات وقلة الكلام إلا أنها كان لها تأثير كبير على الإمام الطحاوي والدافع حتى أصبح من أئمة الأمة، وفي ذلك قال (رحم الله المزاني) لو كان حياً الآن لكفّر يمينه).
مفهوم تطوير الذات
مفهوم تطوير الذات هو عبارة عن نظامٍ تنمويّ متركز على تحسين مهارات الذات والسلوكيات من خلال مجموعة من العمليات المستمرة لشخصية الفرد، وهي تضمنت اكتساب المعلومات والمهارات والمعارف والقيم والسلوكات التي تدعم الفرد.
يستخدم الإنسان جميع المواهب والمهارات الفكرية والفطرية والعقلية التي منحها الله تعالى للوصول إلى أفضل مستويات الذات من خلال تطوير ومتابعة عمليات التحسين لجميع القدرات الذاتية، بما في ذلك الاهتمام بالجسد والروح والصحة جميعًا، ومن أقسام تطوير الذات تنمية العقل الذي يحتاج إلى تنمية فكرية وثقافية مع منح التعلم الذاتي المستمر وتنمية جميع المهارات العملية والعلمية المتعلقة بالعمل والحياة، في حين أن التنمية الذاتية المتعلقة بالجسم يجب أن تهتم بالصحة العامة للفرد، حيث يقال إن العقل السليم يكمن في الجسم السليم، لذا فإن الاهتمام بالصحة يساهم بشكل كبير في القدرة على التفكير بشكل جيد ومنطقي، كما أن تنمية الذات من أهم عوامل الدعم النفسي التي تمنحها الثقة والقدرة على التواصل مع الآخرين بطرق جيدة وممتازة مع تحسين العلاقات الاجتماعية للأفراد والمجتمعات المحيطة.
شاهد أيضاً:
أهداف التنمية الذاتية
تتضمن عملية التنمية الذاتية العديد من الفوائد والأهداف والمزايا للأفراد والمجتمعات، ومن أبرزها ما يتم عرضه في النقاط التالية:
- دعم وتحسين الحالة النفسية والمزاجية للأفراد للحصول على مزيد من مشاعر الفرح والسعادة.
- القدرة على مواجهة الصعوبات وحل المشكلات من خلال اتباع منظمة تفكير استثنائية من خلال وضع الأمور في نصابها.
- رفع وتقوية المجتمع ككل.
- دعم طرق التواصل والتواصل مع الآخرين بما يؤدي إلى توطيد العلاقات الاجتماعية ودعمها.
- زيادة الثقة بالنفس، مما يزيد من القدرة على مواجهة جميع المواقف الصعبة التي قد يواجهها المرء.
كيف تطور نفسك وتقوي شخصيتك
سنعرض لكم الخطوات التي يمكن العمل على اتخاذها من أجل تطوير نفسك بأفضل الطرق والأساليب، ومنها:
- يجب على الإنسان أن يغير أسلوب حياته وأن يقوم بالتجديد فيه ولا يتبع روتينًا واحدًا وتيرة واحدة، بل يجب أن يخرج عن المألوف ويضع خططًا جديدة، على أن يتم ذلك في إطار ما هو أفضل ويساعده ليحقق التقدم والنجاح في مستقبله.
- لا تضع حدودًا أو حدودًا لطموحك، بل يجب أن يكون لديك أفق واسع مع ضرورة فهم آراء وآراء الآخرين مهما كنت مختلفًا عن آرائك.
- ركز على ما عليك فعله في حياتك، بعيدًا عن التفكير في التفاهات وروح الانتقام.
- ابتعد تمامًا عن الجلوس مع أي شخص محبط واجه الفشل في حياته ولم يكلف نفسه عناء بذل الجهد ومحاولة تكرار التجربة ولكن عليك أن تدرك أن الفشل خطوة جديدة تأخذك إلى طريق النجاح .
مهارات تطوير الذات
سبق أن ذكرنا أهم خطوات التطوير الذاتي، ولكن ما سنقدمه هنا بعض المهارات التي تساهم في زيادة فرص تحقيق ذلك النجاح
- اقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله في حديثه الشريف “ابتسامتك في وجه أخيك صدقة”. إنه الوجه المبتهج الذي علم الناس معنى الألفة والود والتواضع أينما ذهبوا في تعاملاتهم مع من حولهم.
- التغلب على الكسل وكل العوائق وغيرها من الصفات والعادات التي قد تعيق التقدم والمضي قدماً في المستقبل، ولا يقتصر هذا على العمل فقط، بل يمتد إلى الحياة الشخصية أيضاً.
- تجنب تضييع الوقت في ما هو عديم الفائدة وعديم الفائدة في محاولة البحث وإيجاد فرضية العمل المثالية أو المقبولة لمن يريد العمل، حيث أن الإيمان بأن كل من يعمل ما يحبه اليوم ويحقق النجاح هو ما تمناه في بداية عمله. اتبع الخطوة حتى تصل إلى الوظيفة التي تحلم بها والتي يمكنك أن تثبت فيها نجاحك.
- اجعل ممارسة الرياضة عادة يومية، فهي لا تمنح الجسم النشاط والطاقة والحيوية فحسب، بل تساهم أيضًا في التخلص من التوتر والعصبية والقلق وتحويل الطاقة السلبية إلى إيجابية.
تحدث الفيلسوف أفلاطون عن التطور الذاتي في فلسفاته، حيث قال (إن تربية الإنسان لنفسه أفضل بكثير من تربية الآخرين له، أي أنه يثقف نفسه وفقًا لقناعاته الإيجابية التي يرى فيها الأمان، وأن أفلاطون يدعم فكرة أن الإنسان يطور نفسه ويعمل على اكتساب المهارات والسلوكيات الإيجابية والالتزام بها ورفض السلوكيات والأمور السلبية والابتعاد عنها حتى يتمكن من تطوير نفسه والارتقاء بنفسه.
وإلى هنا وصلنا إلى نهاية المقال الذي تحدثنا فيه عن تطوير الذات، وما هو مفهومه، وكيف تطور ذاته وتطور شخصيتك، واهم مهارات تطوير الذات.