الرد على البقاء لله، الموت هو الحقيقة الوحيدة في هذه الدنيا، مهما تمر الأيام والشهور والأعوام، حتى يحين موعد الإنسان للقاء ربه، تاركًا ورائه احبائه، وعائلته، وأصدقائه، أكثر ما يتأذى به الإنسان من الموت هو الفراق، لأنه يعلم جيدًا أنه لن يستطيع رؤية المتوفى، ولن يستطيع ضمه أو احتضانه، ومنذ سماع الخبر الذي ينزل على صاحبه كالصاعقة، وحتى تجهيز المتوفى يشعر من حوله بالأسى والحزن الأليم.
الرد على البقاء لله
في تلك اللحظة هؤلاء الأشخاص ينتظرون كلمة واحدة تساعدهم في الشعور بأن الموت كأس مرير سيمر على جميع من في هذه الدنيا، ولكن لكل شخص فيها موعده الذي حدده الله عز وجل، وبالطبع لا يوجد سوى كلمة البقاء لله التي يُرددها الكثير من المعُزيين بحالة الوفاة.
قد نسمع تلك الكلمة ولكن نشعر بقلة الحيلة في بعض الأحيان ما هو الرد على البقاء لله، وما هو الرد الذي يمكن أن يقوله أصحاب المتوفى حين يتلقون العزاء بكلمة البقاء لله التي تعني أن الله هو فقط الباقي والدوام له فقط، وأن كلًا من على هذه الدنيا في زوال.
بحثنا وشاهدنا الكثير من علماء وأساتذة الدين، عن الرد على البقاء لله، وأتينا لكم من خلال موقع تفاصيل بهذه الردود، بجانب بعض الأمور التي يمكن القيام بها مع الأشخاص الذين يفقدون أحبائهم بالموت، وما الذي يمكن القيام به من أجل الإلهام بالصبر والسلوان عند فراق الأحبة.
ما هو الرد المناسب على البقاء لله؟
فترة تجهيز الميت وعند تبليغ أحد الأشخاص أنهم فقدوا عزيز لديهم، يجب التأني في الحديث، وعدم التفوه بأي كلمة يمكن أن تأتي على مخيلتكم، ولأنه من الصعب على أي إنسان رؤيته وهو يتألم بل ويعتصر من الألم بسبب فراق أحد أفراد عائلته، أصدقائه، الأشخاص المقربين منه، يجب معرفة أنه يجب الاستماع لما يقوله من يحبونه بعد الرد كلمة البقاء لله والانتظار حتى الانتهاء تمامًا من يُريدون قوله.
لأنهم بالغالب يعربون عن حبهم الدفين للشخص المتوفي، وهذا سيجعلك تشعر بالسعادة، أنه سيحصد كل الأدعية الصالحة من هؤلاء، وسيعرضون أيضًا خدماتهم، والتي حتى وإن كنتم في غنى عنها، فيكفي أن تشعرون أنه يوجد أشخاص مستعدون للمساعدة، وأنكم لستم بمفردكم في هذا الظرف الأليم، وتلك بعض من الردود التي يمكن استخدامها في الرد على البقاء لله:-
- الرد على البقاء لله :- سعيكم مشكور وذنبكم مغفور بإذن الله تعالى.
- جزاك الله عنا خيرًا ورحمك الله رحمة واسعة، ولا أراكم الله في عزيز لديكم.
- الحمد لله، لله ما أعطى، ولله ما أخذ، الحمد لله على كل عطاياه، الحمد لله و إنا لله وإنا إليه راجعون، جزاك الله خيرًا ورحمنا.
- حفظ الله لك ما تحب، وحفظكم من كل سوء، وإن لله وإليه راجعون.
- ونعم بالله كله في زوال، وكله إلى الله ولا نقول إلا الحمد لله رب العالمين.
- سبحان من له الدوام، عظم الله اجركم وشكر سعيكم.
- رحمنا الله أجمعين برحمته الواسعة، ونعم بالله، ولا إله إلا الله، شكر الله سعيكم.
- رحمنا الله وإياك واستجاب لك.
- ونعم الله أتمنى من الله أن يجيرنا في مصيبتنا، ويلهمنا الصبر والسلوان، وأن ينزل الله السكينة على قلوبنا.
- الدوام والبقاء لله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ما هي العبارات المناسبة للإجابة على عبارة البقاء لله؟
الموت يُحدث شرخًا في القلب بشكل كبير، يجعل الإنسان يتخبط من بداية معرفته بالخبر، وينتظر عبارات التعزية والمواساة من الأشخاص المقربين له، حتى يجد فيها ما يضمد هذا الشرخ، وبالفعل كلمة البقاء لله، تعتبر من الكلمات المُداوية للقلوب، لأنها وبكل بساطة تتسبب في استيقاظ العقل والقلب معًا.
بأن الدنيا فانية، وما هي إلا محطة يمر فيها الناس، ليعملوا إن كان خيرًا كانوا من أهل الجنة وإن كان شرًا فإن الله شديد العقاب، والمواساة من أقرب الأشخاص تُهون على القلوب، وفي أغلب الأوقات لا يعلم البعض ما هي العبارات المناسبة التي يمكن من خلالها الرد على البقاء لله:-
- “جزاكم الله عنا خيرًا، البقاء والدوام لله الواحد الأحد، كل الشكر والامتنان تعازيكم الحارة لنا، ووقوفكم في مصيبتنا، لا وضعكم الله في مثل محنتنا آمين يا رب العالمين”.
- نشكركم على تعازيكم، وجزاكم الله عنا خيرًا، ولا أتعب الله قلوبكم بمثل حزننا، ونتمنى من الله ألا تنسوا فقيدنا بالدعاء في صلاتكم.
- الدوام لله سبحان الله وتعالى، وأبعد الله عنكم الحزن وأراكم السعادة في حياتكم، لا حول ولا قوة إلا بالله، لله ما أعطى ولله ما أخذ.
- ونعم بالله له البقاء والدوام، أشكرك على مشاعرك و تعازيك، بارك الله فيك ولا أراك الله سوءً في عزيًز لديكم.
- أشكركم على كل شيء، أحمد الله على قضائه، ولا أقول إلا ما يرضي الله، وإنا لله وإليه راجعون.
- ونعم بالله رحم الله المتوفي (اسم)، ورحم كل وأمواتكم وأموات المسلمين، سبحان من له الدوام، أشكركم على تعازيكم، وأثلج صدورنا بالصبر على ما نحن فيه.
الرد على عبارة البقاء لله الصحيح من الأحاديث النبوية الشريفة
صرح العلماء والأساتذة أنه لا يوجد لفظ خاص يمكن من خلاله تقديم واجب العزاء أو الرد على البقاء لله، لأن التعزية بوجه عام ما هي إلا كلمات لتحمل ألم الفراق والموت، لذا لا يوجد بعض العبارات الخاصة يمكن أن تقال في التعزية، وعلى حسب ما ورد عن ابن قدامة رحمة الله عليه قال ” لا نعلم في التعزية شيئًا محدودًا”.
ولكن عبروا عن أنه يُفضل أن يكون الرد على البقاء لله مثلما كان رد النبي (صلى الله عليه وسلم) في ابنته، حيث قال ” إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل عنده بأجل مٌسمّى، فلتصبر ولتحتسب”، رواه البخاري ومسلم، حيث تحث تلك التعزية على الصبر والاحتساب وأن الله استرد وديعته، ولا يمكن أن نقول إلا ما يرضي الله عز وجل، كما جاء أيضًا في نصوص التعزية، أنه يمكن الرد على البقاء لله ببعض العبارات الأخرى مثل:-
- عظم الله أجرك، وغفر لميتك، وألهمك صبرًا، وأجزل لنا ولك بالصبر أجرًا.
- أسأل الله أن يساعدهم ويُعنني في مصيبتي، وأن يوفقني في تحمل الفراق الأليم، الحمد لله على كل حال.
والتي جاء بها بعض العلماء فقد اختاروها لتكون هي الأخرى بجانب التعزية التي عزى بها النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كل الكلمات الحميدة والطيبة يمكن الرد بها في تلك اللحظات التي يمكن أن يتوه فيها الكلام من العقل واللسان، ويظل القلب يعتصر فقط على الفراق الأليم.
واعلموا جيدًا أن الأمر لا يقتصر على الاهتمام بالرد على المُعزين ومعرفة ما هو الرد على البقاء لله، حيث يجب أيضًا الاهتمام بعدم المبالغة في سرادق العزاء، ولا بقول الكلمات التي تغضب الله والاعتراض على الوفاة، لذا يمكن أن ينتهي العزاء بالمقابر.
لأن الأهم هو أن يجد اهل المتوفي الأقارب والأصدقاء بجوارهم يساعدونهم في مصيبتهم و يساعدونهم على أن تمر تلك الأزمة، وأهم من كل هذا الدعاء للميت، والدعاء من الله أن يلهمهم الصبر والسلوان.