هل يجوز بيع لحم الاضحية، حيث يتساءل البعض عن حكم بيع لحم الأضحية، حيث إن الأضحية هي من شعائر الإسلام، وهي ذبح الأنعام التي أحلها الله سبحانه وتعالى في يوم النحر وهو يوم عيد الأضحى المبارك، والذي يأتي في العاشر من شهر ذي الحجة، وهي من العبادات والطاعات التي يتقرب فيها المسلم إلى ربه، ويلبي أوامره، فقد أرسل الله سبحانه وتعالى كبش عظيم إلى نبيه إبراهيم كفدية له عن ابنه إسماعيل الذي أى أنه يذبحه في المنام، فصدق الرؤيا وهم بذبح ابنع حتى فداه الله بهذا الكبش.
تعريف الأضحية شرعا
الأضحية هي كُل ما يتم ذبحه من النعم بهدف التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، ويبدأ وقت الأضحية من اليوم الأول من أيام عيد الأضحى المبارك وبعد تأدية صلاة العيد، وحتى غروب شمس اليوم الأخير من أيام التشريق، ولا يصح ذبح الأضحية قبل أن يتم تأدية صلاة العيد، وجاء في الحديث الشريف عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن صَلَّى صَلَاتَنَا، ونَسَكَ نُسُكَنَا، فقَدْ أصَابَ النُّسُكَ، ومَن نَسَكَ قَبْلَ الصَّلَاةِ، فإنَّه قَبْلَ الصَّلَاةِ ولَا نُسُكَ له).
ما هو حكم بيع لحم الأضحية
كان هناك اتفاق من أهل العلم والجمهور وهم: المالكية والشافعيّة والحنابلة على عدم جواز بيع أي جزء من أجزاء الأضحية؛ حتى لو كان من لحمها، أو من جلدها، أو أي جزء من أجزائها، حيث قال الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله-: “لا يبيعها ولا يبيع شيء منها”؛ أي الأضحية؛ فالأضحية هي لله سبحانه وتعالى، فيقوم المسلم بذبح الأضحية للتقرب من الله عز وجل والفوز برضاه، أما بالنسبة لمذهب الحنفية فقال أن بيع جلود الأضاحي أمر مكروه وليس محرم.
شاهد أيضاً: كيفية ذبح الاضحية بالطريقة الشرعية
ما حكم بيع جلود الأضاحي
اختلفت آراء العلماء بشأن حكم بيع جلود الأضاحي؛ فالبعض أجاز بيعها؛ مثل الحسن، والنخعي، والأوزاعي، وابن عمر، ولكن بشرط التصدق بثمنها بعد أن يبيعها، والبعض الآخر قال أنه لا يجوز بيع جلد الأضحية؛ مثل الحسن البصري، ومالك، والشافعي، وأبو حنيفة -رحمه الله عليهم جميعاً- وورد عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- حين قال: (أَمَرَنِي رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- أَنْ أَقُومَ علَى بُدْنِهِ، وَأَنْ أَتَصَدَّقَ بلَحْمِهَا وَجُلُودِهَا وَأَجِلَّتِهَا، وَأَنْ لا أُعْطِيَ الجَزَّارَ منها، قالَ: نَحْنُ نُعْطِيهِ مِن عِندِنَا، وفي رواية: عَنِ النبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- وَليسَ في حَديثِهِما أَجْرُ الجَازِرِ).
كيف يتم تقسيم الأضحية
حسب ما أفتى فيه بعض العلماء أنه يتم تقسيم الأضحية ثلاثة أثلاث، ولكنه تقسيم ليس واجباً بل إنه مستحب، وهو من السنة؛ حيث يتم تقسيمها بالنظر، وقالوا أنه من الأفضل ألا يكون رأس وحواشي الأضحية من قسمة الذابح؛ وإذا كانت من قسمته فيجب أن تكون قسمته كقسمة غيره؛ بحيث تكون متساوية مع باقي الأقسام.
إن الأضحية في سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيجب أن يختار الأضحية السمينة ويقسمها إلى ثلاثة أثلاث، وفيما يخص قسمة الثلث؛ فقد قال بعض العلماء أن الذابح يأكل الثلث، ويُطعم من أراد من الناس الثلث، ويقوم بالتصدق بالثلث؛ وقيل أنه يأكل النصف، ويتصدق بالنصف الآخر.
شاهد المزيد: هل يجوز الاشتراك في الأضحية مع الأب ابن عثيمين
هل يجوز بيع لحم الاضحية، كان هذا عنوان مقالنا، والذي تحدثنا فيه عن تعريف الأضحية في الشرع، وكذلك تحدثنا عن حكم بيع لحم وجلد الأضحية، وكذلك تحدثنا عن كيفية تقسيم الأضحية شرعاً.