من هم الشهداء في الاسلام وما اجرهم، ولاشك ان الشهادة من أعظم المراتب وأعلاها، لما لها من الأجر والثواب الكبير عند الله تعالى، فضلها عن غيرها من أنواع الجهاد المختلفة في الاسلام، ولكن الحديث في مقال اليوم يدور حول التعرف على تعريف من هو الشهيد، وفقاً لما أشار ت اليه مصادر الشريعة الاسلامية من القرآن الكريم والسنة النبوية، التي أوضحت مراتبها، وضمن السطور الآتية نرى من هم الشهداء في الاسلام وما اجرهم، لتقديم أفضل توضيح على الاستفسار المطروح.
الحالات التي يعتبر فيها الميت شهيد
هناك حالات معينة من الوفاة، عندها يُعتبر من مات شهيداً في الاسلام، ينال أجر ومنزلة الشهداء عند الله تعالى، ويحظى بالثواب العظيم الذي وعد به لمن جاهد في سبيله، وهنا نلخص ما توصل اليه أئمة العلم من توضيح وتفسير، مشهود بأدلة ونصوص شرعية:
- شهيد الآخرة الذي يكون له أجر شهيد في الآخرة لكنه في الدنيا يطبق عليه ما يطبق على الميت العادي فهذا أصناف منهم المقتول ظلماً من غير قتال، وكالميت بأنواع من الأمراض ونحو ذلك، وكالغريق في البحر الذي ركبه وكان الغالب فيه السلامة بخلاف من ركبه وكان الغالب عدم السلامة، أو ركبه لإتيان معصية من المعاصي ونحو ذلك، فأما الاستشهاد في ساحة القتال فإن أجره عظيم جداً، وهو قمة مراتب الشهادة، ولا يمكن لأي نوع آخر من الشهداء أن يصل إلى هذا المقام، قال الله تعالى: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ [آل عمران:170-171] وقال صلى الله عليه وسلم: (للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة من دمه، ويُرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن الفزع الأكبر، ويحلى حلية الإيمان، ويزوج من الحور العين، ويشفع في سبعين إنساناً من أقاربه). وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يا رسول الله! ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد؟ قال: كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة) رواه النسائي وسنده صحيح، فترجى هذه الشهادة لمن سألها مخلصاً من قلبه ولو لم يتيسر له الاستشهاد في المعركة لقوله صلى الله عليه وسلم: (من سأل الله الشهادة بصدق؛ بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه) ولذلك كان لا بد من سؤال الله الاستشهاد في سبيل الله بصدق لتحصيل هذا الأجر العظيم، ولو مات الإنسان حتف أنفه.
شاهد ايضا: لماذا ضحك النبي من قول الحبر
من هو الشهيد في القرآن الكريم
وردت الكثير من الآيات القرآنية في كتاب الله عزوجل، ولتي بينت الأجر والمنزلة الكبرى التي وعد الله تعالى بها من يضحي بنفسه في سبيله وابتغاءً لمرضاته، وهذه النصوص القرآنية هي:
- {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}(169 آ ل عمران)
- {وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اَللَّه أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكُنَّ لَا تَشْعُرُونَ} (البقرة، 154).
- {وَ الَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّیقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ}.
أنواع الشهداء في الإسلام
الشهداء في الاسلام هم ثلاثة أقسام، هنا نتطرق الى التعرف على كل واحد منها، من خلال توضيحها والاستدلال عليها من مصادر التشريع الاسلامي، والتي تبين صحتها ودلالتها، وجاءت الأقسام كما في هذا النحو:
الأول شهيد الدنيا والآخرة: شهيد الدنيا والآخرة هو الذي يقتل في قتال مع الكفار مقبلاً غير مدبر لتكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى، دون غرض من أغراض الدنيا، لما جاء عن أبي موسى قال: إن رجلاً أتى النبي فقال مستفهماً: الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ قال: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله”
والثاني شهيد الدنيا: أما شهيد الدنيا فهو من قتل في قتال مع الكفار وقد غل في الغنيمة، أو قاتل رياء، أو عصبية عن قومه، أو لأي غرض من أغراض الدنيا، ولم يكن قصده إعلاء كلمة الله، فهذا وإن طبقت عليه أحكام الشهيد في الظاهر من دفنه في ثيابه ونحو ذلك لكنه ليس له في الآخرة من خلاق، ونحن نعامل الناس على حسب الظاهر في الدنيا، والله الذي يعلم الحقائق هو الذي يتولى حسابهم يوم القيامة.
والثالث شهيد الآخرة: وأما شهيد الآخرة الذي يكون له أجر شهيد في الآخرة لكنه في الدنيا يطبق عليه ما يطبق على الميت العادي، فهذا أصناف منهم المقتول ظلماً من غير قتال، وكالميت بأنواع من الأمراض ونحو ذلك، وكالغريق في البحر الذي ركبه وكان الغالب فيه السلامة بخلاف من ركبه وكان الغالب عدم السلامة أو ركبه لإتيان معصية من المعاصي ونحو ذلك.
من هم الشهداء في الاسلام وما اجرهم، تناول المقال كافة العناوين المهمة، والتي من خلالها قمنا بالتعرف على النصوص الشعرية المتضمنة لمنزلة الشهداء عند الله تعالى بالاضافة الى الحديث عن مراتبهم الثلاث، والى هنا ننتهي من مقال اليوم ونصل الى الختام.