ما حكم التلفظ بنية صيام رمضان، من ضمن الاستفسارات المطروحة من قبل الصائمين خلال شهر رمضان الكريم، والتي يكثر طرخها لضمان صحة الصوم وتجنب كل ما يشيع من أعمال غير صحيحة، ومقال اليوم سوف يتناول التوضيح الكافي للاجابة على السؤال الشرعي المطروح، وفقاً لما جاء به أهل العلم بالاستدلال على تلك الأحكام من القرآن الكريم والسنة النبوية.
ما حكم التلفظ بنية صيام رمضان
لم يتفق العلماء على رأي واحد بخصوص عقد نية الصيام في رمضان، ففريق منهم ذهب إلى تجديد النية في كل يوم من أيام شهر رمضان، من الليل أو قبل الزوال، وذلك لكي يتميز الإمساك عبادة عن الإمساك كونه عادة، ولأن كل يوم عبادة مستقلة، ولا ترتبط باليوم الذي قبله، ولا يفسد بفساد بعض، ويتخللها ما ينافيها، وهو الليالي التي يحل فيها ما يحرم في النهار، فأشبهت القضاء، وذهب الإمام مالك: “أنه تكفي نية واحدة عن الشهر كله في أوله، كالصلاة، وكذلك في كل صوم متتابع، ككفارة الصووم والظهار، ما لم يقطعه أو يكن على حاله يجوز له الفطر فيها، فيلزمه استئناف النية، وذلك لارتباط بعضها ببعض، وعدم جواز التفريق، فتكفي نية واحدة، وإن كانت لا تبطل ببطلان بعضها كالصلاة، وأما أبي حنيفة فقال: “أن كل يوم يفتقر إلى النية سواءًا صيامًا أم قضاء أم كفارة”، وقال المالكية: “بأن نية واحدة تكفي لصوم رمضان كاملاً، ويجوز صيام الشهر كاملاً بنية واحدة”.
دعاء نية صوم رمضان
لم يرد في الأثر عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أي أدعية مخصصة لنية الصيام في شهر رمضان، بل ان كل ما يتم التلفظ به أمر غير مشروع، وهو محدث وبدعة في الدين عند الكثير من العلماء، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “فإن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين، لم يُنقل عن أي واحد منهم أنه تكلم بلفظ أو دعاء قبل البدء بالصيام، لأنها تحصل مع لعلم بالفعل ضرورة، فالتكلم بأي دعاء أو كلام قبل البدء بالصيام هو عبث وهذيان، والنية محلها قلب الإنسان، وقد يعتقد بعض الناس أنها ليست في قلبه، فيريد تحصيلها بلسانه، فلذلك يقع الكثير من الناس في أنواع الوساوس”، فصيام المسلم صحيح حتى لو لم يتلفظ بأي دعاء بنية صوم رمضان.
شاهد ايضا: فوائد الصوم في رمضان
ماذا اقول في نية الصيام القضاء
يعتبر وجود النية واجب من أجل صحة الأعمال، فإذا كان صيامًا واجبًا فيجب على المؤمن أن يقوم بعقد النية وذلك قبل الفجر، أما في مسألة تجديد نية الصيام مع كل ليلة في شهر رمضان فهذا الاختلاف يكون بين العلماء رحمة، حيث قد ذهب بعض الجمهور إلى وجوب تبييت النية مع كل يوم من أيام شهر رمضان حيث اعتبروها عبادة مستقلة بذاتها، وقد خالف في ذلك الإمام مالك، حيث ذهب أن النية الواحدة للشهر كله تكون كافية، كما ذهب العديد من الجمهور إلى وجوب تعيين النية من أجل صوم رمضان، حيث لا يكفي المسلم تعينن مطلق الصوم، لذلك يلزم وجود النية للصيام، وهو واجب قبل طلوع الفجر الصادق، فلا يصح صيام من كان قد تيقن طلوع الفجر الصادق، أما من لم ينوِ الصيام، فليست العبرة بالأذان وإنما بطلوع الفجر الصادق، بكل حال فإن اختلاف العلماء رحمة للعالمين.