فضل صيام يوم عرفة يوم الجمعة، العشر الأوائل من ذي الحجة هي أفضل أيام السنة، ويوم عرفة واحد من هذه الأيام العشر، يستحب في هذه الأيام القيام بالأعمال الصالحة، ويجدر الإشارة إلى أنّ الأعمال الصالحة كثيرة ومتنوعة من بينها الصيام، وفي هذه المقالة سوف نقوم بتسليط الضوء على يوم عرفة، وفضل صيام يوم عرفة.
يوم عرفة
يوم عرفة هو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، حيث أنّه يعتبر من أفضل أيام السنة عند المسلمين، وفيه يقف حجاج بيت الله الحرام على جبة عرفة في مكة المكرمة، حيث أنّ الوقوف على جبل عرفة واحد من أركان الحج، والتي من دونها لا تصح الحجة، ومن الجدير بالذكر أنّه مع شروق شمس اليوم التاسع من شهر ذي الحجة يخرج الحجاج من منى بالتوجه إلى عرفة، ويجدر الإشارة إلى أنّ صيام هذا اليوم فيه تكفير للذنوب والمعاصي لسنة مضت وسنة قادمة.
شاهد أيضاً: حقيقة إعفاء الشيخ محمد العيسى من خطبة عرفة
فضل صيام يوم عرفة
اتفق جميع الفقهاء وعلماء الدين على أنّه يستحب الصيام في يوم عرفة، حيث أنّ حكم الصيام فيه سنة مؤكدة عن النبي –صلى الله عليه وسلم-، فمن الجدير بالذكر أنّ الصيام في هذا اليوم أجره وثوابه عظيم، ويترتب عليه مغفرة من الله –سبحانه وتعالى- للذنوب والمعاصي التي اقترفها الشخص في السنة الماضية والسنة القادمة، وقد روي عن النبي –صلى الله عليه وسلم- عن فضل صيام يوم عرفة وقال: ” احتسب على الله أنّ يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده”.
شاهد أيضاً: هل يصح صيام يوم عرفة يوم الجمعة
دليل من السنة على فضل يوم عرفة
هناك أحاديث نبوية شريفة تضمنت الحديث عن يوم عرفة وفضل الصيام في هذا اليوم، ومن خلال الأسطر القليلة القادمة نضع إليكم أبرز الأدلة من السنة النبوية وهي:
- تكفير ذنوب سنة قبله وسنة: بعده قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حديث صيام يوم عرفة: (صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ).
- فضل العمل الصالح فيه عظيم: قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما مِن أيَّامٍ العمَلُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللَّهِ مِن هذهِ الأيَّامِ العَشر فقالوا: يا رسولَ اللَّهِ ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ؟ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ إلَّا رجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ).
- العتق من النار: قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمُ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟”.
- عِظم رحمه الله تعالى فيه: قال -عليه الصلاة والسلام- في الحديث: (ما رُئِيَ الشَّيطانُ يَومًا هو فيه أصغَرُ، ولا أدحَرُ، ولا أحقَرُ، ولا أغيَظُ منه يَومَ عَرَفةَ، وما ذاك إلَّا لِمَا يَرى مِن تَنزُّلِ الرَّحمةِ، وتَجاوُزِ اللهِ عنِ الذُّنوبِ العِظامِ”.
- مباهاة الله -تعالى- ملائكته بالحُجّاج: قال الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ اللهَ يُباهي بأهلِ عَرَفاتٍ أهلَ السَّماءِ؛ فيَقولُ لهم: انظُروا إلى عِبادي جاءوني شُعْثًا غُبْرًا).
- يُعَدّ يوماً للتكبير وهو رُكن الحَجّ، قال -عليه الصلاة والسلام-: (الحَجّ عَرَفةٌ -أوْ عَرَفاتٌ- فمَنْ أَدْرَكَ عَرَفةَ قبلَ طُلوعِ الفَجْرِ فقد أَدْرَكَ الحَجَّ).
حكم صيام يوم عرفة للحاج
صيام يوم عرفة يعتبر واحد من النوافل التي يتقرب بها العبد من الله –سبحانه وتعالى-، والصيام من أحب الأعمال إلى الله، ومن الجدير بالذكر أنّ صيام يوم عرفة بالنسبة للحاج من الأمور التي اختلف بها فقهاء الدين، حيث أنّهم قالوا:
- الحنفية والمالكية: يروا بأنّ صيام عرفة للحاج مكروه، لأنّه يتسبب بالتعب الحاد على الحاج.
- الشافعية: ذهب إلى جواز صيام يوم عرفة للحاج، بشرط أنّ يكون الحاج مقيم في مكة، وقد ذهب إلى جبل عرفة في الليل.، بينما الحاج الذي يذهب إلى عرفة في النهار فيسن له الإفطار.
- الحنفية: ذهب إلى استحباب الصيام في يوم عرفة للحاج، ويشترط في ذلك أنّ يكون الحاج قد وقف على عرفة في الليل، وفي حال وقف في النهار فإنّ صيامه مكروه.
فضل صيام يوم عرفة يوم الجمعة، تعرفنا في هذه المقالة على مجموعة كبيرة من التفاصيل التي تتعلق بيوم عرفة وصيامه، كما أنّنا قمنا بذكر بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تتحدث عن فضل هذا اليوم العظيم.