هل بطانة الرحم المهاجرة تمنع الحمل، وهو من الحالات المرضية الشائعة التي تصيب نسبة كبيرة من النساء حول العالم، ومقال اليوم يتناول التوضيح الكافي المتضمن لمزيد من المعلومات المتعلقة بهذه الحالة، في ظل طرح العديد من التساؤلات والاستفسارات الطبية من قبل النساء، ونتابع السطور الآتية كي نرى هل بطانة الرحم المهاجرة تمنع الحمل.
بطانة الرحم المهاجرة
وقبل الانتقال الى توضيح الاستفسار المطروح، تعرف بطانة الرحم بانها عبارة عن اضطراب يصب أنسجة الرحم حيث تنمو أنسجة مماثلة للأنسجة المحيطة بالتجويف الداخلي للرحم تعرف باسم بطانة الرحم، خارجه وتهاجر إلى مناطق مناطق أخرى خارج الرحم مثل المبايض وقناتي فالوب، وفي بعض الحالات تنتقل خلايا بطانة الرحم إلى أجزاء أخرى من الجسم.
وترتبط أنسجة الرحم بالدورة الهرمونية للمرأة، وفي المقابل نجد انه على العكس من أنسجة البطانة الموجودة داخل الرحم، لا يمكن للأنسجة “المهاجرة” الانسلاخ والخروج من الجسم، تحتبس في داخله وتسبب التصاقات وخراجات مملوءة بالدم، ولا تبقى الحالة المرضية على منسوبها بل تتطور حالة بِطانة الرَحم المهاجرة عادة بعد عدة سنوات من بداية الدورة الشهرية، وقد تتحسن علاماتها وأعراضها بشكل مؤقت مع الحمل وقد تختفي تماماً مع انقطاع الطمث، إلا إذا كانت المرأة تتناول هرمون الاستروجين، كما ويمكن أن تكون أعراض بطانة الرحم المهاجرة مشابهة لأعراض حالات أخرى مثل أكياس المبايض والتهاب الحوض. لذا فإن علاج الألم الذي تعانين منه يحتاج إلى تشخيص دقيق للحالة.
هل بطانة الرحم المهاجرة تمنع الحمل
ومما أوضحه الأطباء أن ضعف الخصوبة وصعوبة حدوث الحمل يعتبران من أهم المضاعفات الرئيسية الناجمة عن بطانة الرحم المهاجرة، نظراً لأن النسيج المُنتبذ يعمل على انسداد قناة فالوب مما يمنع التقاء البويضة مع الحيوان المنوي فيحول دون تلقيحها، ويتم العلاج بناءً على وضع المرأة ودرجة العقم من خلال الجراحة لإزالة الأنسجة الزائدة لتحسين فرصة الحمل، أو الحمل بواسطة التلقيح الصناعي.
علاج بطانة الرّحم المهاجرة
وبعد التعرف على ماهية هذه الحالة المرضية، هنا ننتقل الى توضيح ما يمكن أن يساعد في علاج هذه الحالة، وأمام المريضة يوجد عدة خيارات علاجية تساعد في السيطرة على الأعراض، والتي تعمل بدورها على إبطاء نمو النسيج المُنتَبذ-نسيج بِطانة الرَحم النامي خارج الرحم-، والحد من المشاكل المرتبطة بالحمل والمضاعفات الأخرى، ويقوم الطبيب المختص بالحالة بالاعتماد على على عدة عوامل لاختيار العلاج المناسب، منها: طبيعة الأعراض وحدتها، وعمر المرأة، ورغبتها في الحمل مستقبلًا، ويتم العلاج كالآتي:
- مسكنات الألم، مثل: الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية، لتخفيف الآلام المصاحبة للدورة الشهرية.
- العلاج بالهرمونات، حيث يساعد العلاج الهرموني على تخفيف الألم، ووقف تطور الانتباذ البطاني الرحمي من خلال عملها على تنظيم التغيرات الهرمونية الشهرية التي تعزز نمو أنسجة بطانة الرحم.
- الجراحة، وتُعتبر خيارًا مناسبًا لتخفيف الأعراض والألم، وتحسين قدرة المرأة على الحمل، فهي تهدف إلى إزالة أنسجة بطانة الرحم دون الضرر بالأعضاء التناسلية، وتتم من خلال المنظار أو جراحة البطن.
- استئصال الرحم والمبيضين، لأن هذه الأعضاء هي المسؤولة عن إنتاج الأستروجين، وهو الهرمون الذي يلعب دورًا في تكوين أنسجة بطانة الرحم، ورغم أن هذه الطريقة قد تُعتبر الحل الأخير الذي يلجأ إليه الطبيب إذا لم تجدِ الطرق السابقة نفعًا، وبناءً على قرار المريضة من حيث عدم رغبتها بالإنجاب مستقبلًا، لكن بعض الأطباء لا يحبذونه، وبدلًا من ذلك يفضلون التركيز على إزالة جميع أنسجة بطانة الرحم المهاجرة بشكل شامل ودقيق.
شاهد ايضا: كيف اعرف ان قرحة الرحم راحت
أسباب الاصابة ببطانة الرحم المهاجرة
أما الدواعي فلا بد من التعرف عليها، كي يتم تجنب مسببات هذه الحالة، والابتعاد هن آثارها على الصحة العامة، ورغم أنه لم يتم تأكيد الأسباب الحقيقية وراء الإصابة، لكن هناك عدة تفسيرات وأسباب محتملة، منها:
- الحيض الارتجاعي، ويحدث عندما يتدفق دم الدورة الشهرية الذي يحتوي على خلايا بطانة الرحم عبر قناتي فالوب إلى تجويف الحوض بدلًا من خروجه عبر المهبل كما في الوضع الطبيعي، مما يؤدي إلى التصاق خلايا بطانة الرحم بجدار الحوض وأعضاء الحوض، بحيث تنمو ويزداد سمكها وتستمر بالنزيف خلال كل دورة شهرية.
- اضطرابات ومشاكل في الجهاز المناعي، تؤدي إلى عدم قدرة الجسم على التعرف على خلايا بطانة الرحم التي تنمو في أماكن خارج الرحم.
- انتقال خلايا الرحم بواسطة الأوعية الدموية والسائل الليمفاوي إلى أماكن أخرى في الجسم.
- التصاق خلايا بطانة الرحم بالشق الجراحي بعد إجراء عملية جراحية مثل: العملية القيصرية.
- الهرمونات، مثل هرمون الإستروجين والتي تعزز تحويل الخلايا البريتونية المبطنة للجانب الداخلي من البطن إلى خلايا تشبه خلايا بطانة الرحم.
- العامل الوراثي، أو وجود تاريخ عائلي لبطانة الرحم المهاجرة.
وبهذا النحو ننتهي من مقال اليوم ونصل الى ختام فقراته، والتي تناولت اهم المعلومات الصحية والطبية عن بطانة الرحم المهاجرة، التي تعاني منها نسبة كبيرة من السيدات في العالم.