متى فرض الصيام وكم رمضانيا صام رسول الله، لابد أننا نعلم أن تعاليم الدين لم تنزل دفعة واحدة بل أتت على مراحل، وذلك ليتم تعليمها للمسلمين لتبقى إلى نهاية الحياة الدنيا و يتوارثها الأجيال بالتعاليم الصحيحة و عن سنة الرسول عليه الصلاة و السلام، و هذا ما نجده في الدقة المتناهية في قل الأحاديث و السيرة النبوية، وفي مقالنا متى فرض الصيام وكم رمضانيا صام رسول الله، سنتطرق لتاريخ الصيام في شهر رمضان متى كان ومتى صام عليه الصلاة و السلام، وكم رمضان مر عليه في حياته.
متى فرض الصيام وكم رمضانيا صام رسول الله
نعتمد في بحوثنا المطروحة عبر منصة تفاصيل إلى الفتاوي المعتمدة من مشايخنا السنيين، وننتهج سنة رسول الله عليه أفضل الصلاة و السلام، و كل ما يطرح هو فتاوي موثقة في المراجع الدينية العليا في العالم الاسلامي، مبتعدين عن الريبة و الشكوك و البدع الموضوع، بإذن الله تعالى، و وفقاً لذلك نقدم الإجابة الأولى عن متى فرض الصيام بالتاريخ الهجري، تم فرض الصيام بالتاريخ الهجري في السنة الثانية للهجرة.
قال النووي رحمه الله في “: صام رسول الله ﷺ رمضان تسع سنين ، لأنه فرض في شعبان في السنة الثانية من الهجرة وتوفي النبي ﷺ في شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة اهـ” والله أعلم.
حيث بدأت أسس الدولة الإسلامية بالتكون و بدأت ملامح الإسلام تبرز للعالم أجمع و في ذلك حكمة عظيمة، كون الصيام لم يفرض في اول البعثة، كي لا يشق على المسلمين مقاومة كفار قريش و الصيام في آن معاً، و قياساً على ذلك فإن رسول الله عليه الصلاة و السلام صام تسع مواسم من رمضان، أخذ بها أصحابه منه السنن التي كان يأتي بها في رمضان و الخصوصية التي كان يخص بها هذا الشهر من العبادات و القيام و تحري ليلة القدر و فضل العشر الأواخر في زيادة التهجد و القيام.
شاهد أيضا: في اي سنه فرض صيام رمضان
متى فرض الصيام ميلاديا
بعد أن تعرفنا على التاريخ الهجري لفرض الصيام بالتقويم الهجري، أي بالنسبة لتاريخ هجرة الرسول عليه الصلاة و السلام إلى المدينة المنورة و قيام الدولة الإسلامية، نتعرف على التاريخ الميلادي الموافق له، و الذي كان في العام الميلادي سنة 624 ميلادية، و هو ما يوافق العام الثاني لهجرة النبي عليه الصلاة و السلام إلى يثرب “المدينة المنورة”، و التي أول ركائز الدولة الإسلامية و مركز انطلاقها إلى العالم بأسره، و من هنا بدأ فرض الصيام بعد قيام الدولة، والجدير بالذكر أن فرض الصيام أيضاً لم يأتي جملة واحدة بل أتى على مراحل، و هذا ما سنأتي على ذكره في الفقرة التالية.
شاهد أيضا: هل يجوز الحلاقة في نهار رمضان
شاهد أيضا: شروط إفطار المسافر في رمضان
متى فرض الصيام على المسلمين
فرض الصوم على المسلمين على مراحل و لم تأتي دفعة واحدة، و لله الحكمة في ذلك، و قد أكد المؤرخون الاسلاميون ذلك و فيما يلي نقدم الاجابة الكاملة عن مراحل فرض الصيام و التي اتت بالتحديد على ثلاث مراحل كما يلي:
- صوم عاشوراء: أي العاشر من شهر محرم ، وهو أول ما فرض على المسلمين من صيام، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها قَالَتْ: كَانَتْ قُرَيْشٌ تَصُومُ عَاشُورَاءَ فِي الجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَصُومُهُ، فَلَمَّا هَاجَرَ إِلَى المَدِينَةِ، صَامَهُ وَأمَرَ بِصِيَامِهِ، فَلَمَّا فُرِضَ شَهْرُ رَمَضَانَ قال: «مَنْ شَاءَ صَامَهُ، وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ». متفق عليه. وهو من الاحاديث الصحيحة و التي جاءت عن النبي عليه الصلاة و السلام و التي تأكد أن أول ما فرض من الصيام كان يوم عاشوراء.
- فرض صيام رمضان على التخيير بين الصيام والفدية، أتت في المرحلة الثانية من تدرج فرض الصيام، صيام شهر رمضان على من يستطيع الصيام و دفع الفدية “إطعام مسكين عن كل يوم” لمن لا يستطيع الصيام، وقد أتى هذا الفرض في قول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [183] أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ [184]” [البقرة:183- 184].
- فرض صوم رمضان على كل مسلم بدون تخيير، وهي المرحلة الأخيرة من فرض الصيام و التي تم الفرض النهائي لصيام الشهر دون تخيير مع جواز الإفطار وفق شروط شريعة متعارف عليها، وقد تم هذا الفرض من خلال قوله تعالى: “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [185]” [البقرة:185].
ومن خلال هذا التدرج في صيام الشهر الفضيل نستخلص العديد من العبر، و التي نستطيع من خلالها تعليم أبنائنا الصيام بالتدريج لما له من أثر إيجابي في النفس، وقبوله بروحانية عالية، فالحمد لله على نعمة الإسلام.
متى فرض الصيام وكم رمضانيا صام رسول الله، إلى هنا نصل لنهاية مقالنا و الذي تعرفنا من خلاله على كم سنة صام عليه الصلاة و السلام و كم كان تاريخ اول رمضان تم فيه فرض الصيام، آملين أن ينفعنا الله و اياكم بما قدمنا.