كيف يمكن تمييز الأشراف المزيّفين من الأشراف الحقيقيّين، من خلال تحديد بعض الصفات الخاصة بكلا القسمين، ويتصارع الجميع على أن يكون من الأشراف الحقيقين، وتجنب الصفات المُناقضة لذلك، ومقال اليوم يتناول كافة المعلومات المتعلقة بهذا الشأن، والتفاصيل التابعة للموضوع، الذي دار البحث عنه من قبل المتابعين بشكل كبير، ونتابع كي نرى كيف يمكن تمييز الأشراف المزيّفين من الأشراف الحقيقيّين.
الفرق بين السادة والأشراف وتمييز الأشراف المزيّفين
هناك تساؤل يدور في العقول كثيراً، بما يتعلق بتحديد الفروق بين كلمتي السيد والشريف، ومن خلال الرجوع الى كتب التاريخ من أجل البحث عن سبب تسمية جماعة من العلويين سادة وأخرى تم تسميتهم أشراف، نجد أن لفظة سيد لها مكانة بارزة في حياة المسلمين بسبب ارتباطها الوثيق بذرية الرسول الكريم والإمام على باعتبارهم يختصون بشرف الانتماء لبيت النبوة الذي طهره الله من الرجس، والسيد في اللغة الذي ليس فوقه شئ كما ورد في القاموس، وكذلك وردت كلمة سيد في القرأن في مدح النبي يحيئ ( مصدقا لكلمة من الله وسيدا وحصورا) وقول الرسول الاكرم ( انا سيد ولد ادم )، ويجمع اغلب المؤرخين علئ ان كلمة سيد التي التصقت بذرية الامام علي من زوجته فاطمة بنت النبي محمد هي مشتقة من قول الرسول ( الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة ) مع العلم ان كلمة سيد استعيض عنها في بعض الاحيان بكلمة شريف بعدظهورها في القرن الثالث الهجري.
كما وذكر البرادعي في كتابه الدرة السنية ( وتولئ السادة من ال البيت امارة المدينتين المقدستين بالحجاز واصبح يطلق لقب الاشراف على العائلة التي تحكم مكة والمدينة نسبة الى تشرفهم بامارة مكة والمدينة تميزا لهم عن بقية الاسر العلوية التي لم تتولى الامارة ..نخلص مما ذكر ان لقب الشريف يطلق على كل من تولى امارة مكة والمدينة وهو من اهل البيت، واطلق لاحقا على كل من تآمر على اماره من الهاشميين في اي مكان، وكلمة سيد على ذرية الحسن والحسين حصريا.
من هم الأشراف الحقيقيون
لابد من التعرف على صفات وسمات الأشراف الحقيقين ومن هم، قبل الانتقال الى الحديث عن الفروق بينهم وبين المزيفين، ويشار إلى أنّ الأشراف الحقيقيين هم الأشخاص الذي شـرّفهم الله سبحانه وتعالى بنسبهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم من ذريّة فاطمة وعلي رضي الله عنهما والحسن والحسين، وقد ذكر أهل العلم أنّ أحفاد النبي صلى الله عليه وسلم من نسل ابنته فاطمة رضي الله عنها موجودين وهم من يطلق عليهم اسم الأشـراف، وذلك أنّ نسبهم يصل إلى أشـرف البشر والخلق، وقد تمّ نسب ذرية النبي صلى الله عليه وسلم إليه ولا ينسبون إلى آبائهم وهذه خاصّة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر ابن القيم رحمه الله: “المسلمون مجمعون على دخول أولاد فاطمة رضي الله عنها في ذرية النبي صلى الله عليه وسلم المطلوب لهم من الله الصلاة؛ لأن أحدا من بناته لم يعقب غيرها، فمن انتسب إليه صلى الله عليه وسلم من أولاد ابنته فإنما هو من جهة فاطمة رضي الله عنها خاصة، وأما دخول أولاد فاطمة رضي الله عنها في ذرية النبي صلى الله عليه وسلم فالشرف هذا الأصل العظيم والوالد الكريم” والله ورسوله أعلم.
كيف يمكن تمييز الأشراف المزيّفين من الأشراف الحقيقيّين
يوبخصوص هذا الاستفسار، الذي دار البحث عنه خلال الآونة الأخيرة، للتعرف على طريقة التمييز بين كل من الأشراف الحقيقين وما دون ذلك، فقد كتب “علي رضا” هذا التفسير المبني على الدلائل والاثباتات من القرآن الكريم والسنة النبوية، وجاء كالتالي:
“إنّما علم الأنساب عند اللّه؛ لأنّه الوحيد الذي يعلم حقيقة المناكح والمواليد، ولا يعلم الآخرون إلا ما ظهر منها، وقد وهب اللّه هذا العلم لمن شاء من خلفائه؛ كما وهبه لرسوله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إذ قام في أصحابه وهو غضبان، فقال لهم: «لَا تَسْأَلُونِي الْيَوْمَ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَنْبَأْتُكُمْ بِهِ»، فسأله رجال عن أنسابهم، منهم عبد اللّه بن حذافة السهميّ، وكان يُشكّ في نسبه، فقال: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَبِي؟» فقال: «أَبُوكَ حُذَافَةُ»، ففرح بذلك وقال: «اللَّهُ أَكْبَرُ الَّذِي أَثْبَتَ نَسَبِي عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ»، وروي أنّ أمّه قالت له بعد ما رجع إليها: «أَيْ بُنَيَّ! لَقَدْ قُمْتَ الْيَوْمَ لِأُمِّكَ مَقَامًا عَظِيمًا! فَكَيْفَ لَوْ قَالَ الْأُخْرَى؟!» قال: «أَرَدْتُ أَنْ أَشْفِيَ مَا فِي صَدْرِي»، وفي رواية أخرى: «إِنْ كُنْتُ لَأُحِبُّ أَنْ أَعْلَمَ مَنْ كَانَ أَبِي مِنَ النَّاسِ»، وفي رواية أخرى: «لَوْ أَلْحَقَنِي بِعَبْدٍ أَسْوَدَ لَلَحِقْتُهُ»، ومنهم رجل آخر لم يُذكر اسمه، فقال: «مَنْ أَبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟» فقال: «أَبُوكَ سَالِمٌ مَوْلَى شَيْبَةَ»، فألحقه برجل لا يُنسب إليه، فلمّا رأى ذلك عمر قام إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وسأله الكفّ عن ذلك وقال: «إِنَّا يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَدِيثُو عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ وَشِرْكٍ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَنْ آبَاؤُنَا»، وفي رواية أخرى: «إِنَّهُ لَا عِلْمَ لَنَا بِمَا صَنَعَتِ النِّسَاءُ فِي خُدُورِهَا»، فسكن غضبه، وهذا علم ورثه الأئمّة من أهل بيته؛ كما روي عن الكلبيّ النسّابة أنّه قال: «دَخَلْتُ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَابْتَدَأَنِي بَعْدَ أَنْ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: أَنَا الْكَلْبِيُّ النَّسَّابَةُ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى جَبْهَتِهِ وَقَالَ: كَذَبَ الْعَادِلُونَ بِاللَّهِ، وَضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا، وَخَسِرُوا خُسْرَانًا مُبِينًا، يَا أَخَا كَلْبٍ! إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: ﴿وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا﴾، أَفَتَنْسُبُهَا أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: لَا جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَقَالَ لِي: أَفَتَنْسُبُ نَفْسَكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ، حَتَّى ارْتَفَعْتُ، فَقَالَ لِي: قِفْ، لَيْسَ حَيْثُ تَذْهَبُ! وَيْحَكَ، أَتَدْرِي مَنْ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، قَالَ: إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ ابْنُ فُلَانٍ الرَّاعِي الْكُرْدِيِّ، إِنَّمَا كَانَ فُلَانٌ الرَّاعِي الْكُرْدِيُّ عَلَى جَبَلِ آلِ فُلَانٍ، فَنَزَلَ إِلَى فُلَانَةَ امْرَأَةِ فُلَانٍ مِنْ جَبَلِهِ الَّذِي كَانَ يَرْعَى غَنَمَهُ عَلَيْهِ، فَأَطْعَمَهَا شَيْئًا وَغَشِيَهَا، فَوَلَدَتْ فُلَانًا، وَفُلَانُ بْنُ فُلَانٍ مِنْ فُلَانَةَ وَفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ! ثُمَّ قَالَ: أَتَعْرِفُ هَذِهِ الْأَسَامِيَ؟ قُلْتُ: لَا وَاللَّهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ! فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَكُفَّ عَنْ هَذَا فَعَلْتَ! فَقَالَ: إِنَّمَا قُلْتَ فَقُلْتُ، فَقُلْتُ: إِنِّي لَا أَعُودُ، قَالَ: لَا نَعُودُ إِذًا».
- هذا يدلّ على أنّ حقيقة الأنساب معلومة للّه فقطّ، ولا يمكن العلم بها إلا بنصّ من خليفته في الأرض؛ خاصّة في الزمان الحاضر.
شاهد أيضاً: من هم الاشراف الحقيقيون وهل ال سعود من الاشراف
من هم أنساب الأشراف تمييز الأشراف المزيّفين
وبناءً على ما أوضحه العلماء من أهل العلم فقد تم تقسيم ذريّة فاطمة الزهراء وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما إلى قسمين الحسنيين والحسينيين، وهم ذرية الحسن والحسين، كما ويشار الى أن الأشراف يحصرون في ذريتي الحسن والحسين رضي الله عنهما، وكان نسب الأشراف ينحصر فيما يأتي:
- الحسنيون الأشراف: وهم من كانت فيهم إمارة مكة والطائف ومعظم مدن الحجاز، ومنهم الهواشم والأشراف القتادات، والسليمانيون، والعيايشة والقرون والوكلاء، وآل بدوي وأل أبو عمرين وغيرهم.
- الحسينيون الأشراف: وهم من يقطنون في المدينة وما جاورها بمعظمهم، ومنهم بني حسين الأشراف القبيلة الواسعة الانتشار، ومنهم الأشراف الهواشم العياسا، والملاعبة، ومنهم آل الإمام جعفر الصادق كآل شطا والنسّابة وآل عشقي وغيرهم الكثيرون.
من هم أشراف مكة:
إنّ أشـراف مكّة هم النبلاء ومن ينتسبون للأشـراف الذين حكموا مكّة المكرمة على مرّ العصور والسنين، وهم في الغالب من العبادلة الذين ينتمون إلى الشـريف عبد الله بن الحسين، وهو جد الأشـراف آل عون، ويقسم العبادلة لعدد من الفروع أوّلهما ذوو حمود الذين منهم آل أبو بطين والعرجان وغيرهم، وواحدهم حمودي وشيخ شمل الأشـراف العبادلة منهم الشريف شاكر بن هزاع، وثانيهما آل عون الذين يعدّون من الفروع الرئيسة للأشراف العبادلة وأشهرهم تاريخيًا، وهم من كانت فيهم إمارة مكّة والحجاز لأكثر من مائة عام وحكموا العراق وسوريا، ولا تزال المملكة الأردنية الهاشمية تحت حكمهم إلى اليوم.
كيف يمكن تمييز الأشراف المزيّفين من الأشراف الحقيقيّين، والى هنا ننتهي من مقال اليوم ونصل الى الختام بعد الحديث عن الفرق بين الأشراف ومفهوم هذه الفئة من الناس، من خلال الرجوع الى السنة النبوية والقرآن الكريم.