هل يجوز قول رضي الله عنه لغير الصحابة، لابد أن للصحابة مكانة كبيرة في قلوبنا من خلال ما قدموا في سبيل نشر الدعوة الإسلامية برفقة النبي عليه الصلاة والسلام، كما أننا نحب على الدوام في التعبير عن حبنا لهم وتقديرنا لما قدموه، ويأتي واحدة من طرق تعبيرنا عن تقديره بإرفاق أسمائهم بقول رضي الله عنهم، فماذا عن الحكم الشرعي لهذه الكلمة أو الدعاء، وفي مقالنا هل يجوز قول رضي الله عنه لغير الصحابة، سنتعرف على الحكم الذي يخص الصحابة والتابعين وعموم المسلمين، وفي المقال نقدم الحكم الشرعي الموثق.
هل يجوز قول رضي الله عنه لغير الصحابة
يتم التعامل مع أسماء الصحابة من حيث المكانة التي ميزتهم عن غيرهم في صحبتهم للنبي عليه الصلاة والسلام، وتمتعهم بهذا التشريف الكبير، وقد اعتاد المسلم على قول رضي الله عنه وراء كل اسم الصحابي عند ذكره تلقائيا، لما وصل إلينا من أحاديث وقصص عنهم وعن محبتهم الكبيرة للرسول عليه الصلاة والسلام، والسؤال المطروح في المقال هل هذه الكلمة حكراً على الصحابة أم يجوز أن تقال لغيرهم، بل أن البعض يتساءل عن حكم إطلاق الكلمة حتى على الصحابة أنفسهم، وفيما يلي سنتعرف على الإجابة عن هذا الحكم من خلال أحد مشايخنا الأجلاء.
شاهد أيضا: من هو فواز محمد الجوهى الطاعن فى النبي والصحابة
هل يجوز قول رضي الله عنه لغير الصحابة ابن باز
لا بد أن إطلاق التشريعات أو الأحكام نأخذها عن طريق أهل العلم، فهم أهل لإطلاق الفتاوي تجاه أي معلومة أو تساؤل، وبالفعل سنتطرق للتعرف على الحكم من خلال فتوة شيخنا الجليل رحمه الله ابن باز، لما له من مكانة وثقة في الأحكام والفتاوى التي يقدمها، بعد السؤال للشيخ بحكم قول رضي الله عنه لغير الصحابة، جاءت الإجابة كالتالي: قال الشيخ باز رحمه الله بأنّه “لا حرج على المسلم أن قال رضي الله عنه للمؤمنين سواء كانوا من التابعين أو أتباع التابعين، انتهى”
وبذلك تعرفنا على حكم قول رضي الله عنه لمن لم يشهدوا عهد الرسول ولم يصاحبوه في الدنيا.
شاهد أيضا: من أول من دفن في البقيع من الصحابة المهاجرين
حكم الترضي على الصحابة واجب
بعد أن تعرفنا على أنه لا حرج في الترضي على من هم المسلمين من التابعين وغيرهم، نتعرف في السطور التالية، على حكم الترضي على الصحابة، فمنهم من شدد في الحكم واعتبره واجباً، فهل هذا الحكم صحيح، وبمعنى أكبر ما هو الحكم الصحيح للترضي على الصحابة الكرام، والذي نأخذه من الشيخ النووي في مقاله التالي: “قال النووي -رحمه الله-: “يستحب الترضي والترحم على الصحابة والتابعين، فمن بعدهم من العلماء والعباد وسائر الأخيار، فيقال: رضي الله عنه، أو رحمة الله عليه، أو رحمه الله ونحو ذلك”، كما لا يجوز عدم الترضي عنهم تنقيصاً منهم، فهذا حرام شرعاً، لأنّه لا يجوز احتقار أي مسلم من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم، فكيف بالصحابة الذين اصطفاهم الله تعالى لصحبة خير خلقه -عليه الصلاة والسلام”
ومن خلال ما سبق نصل لأن حكم الترضي على الصحابة والتابعين مستحب، ولكن لا يصل لمرتبة الواجب.
هل يجوز قول رضي الله عنه لغير الصحابة، إلى هنا نصل لنهاية المقال والذي تعرفنا من خلاله على حكم قول رضي الله عنه، هذا فيما يخص الشخصيات التي جاءت من بعد زمن الصحابة رضوان الله عنهم جميعاً، ونتمنى أن نكون قد استوفينا فيما قدمنا كل ما تحتاجه من معلومات بخصوص هذا الموضوع.