حكم التكبير الجماعي في العيد عند المالكية، التكبير من الأعمال الصالحة التي يستحب القيام بترديدها في كل مكان بالأيام العشر من ذي الحجة، حيث أنّ التكبير ينقسم إلى قسمين وهما: التكبير المطلق، والتكبير المقيد، فمن الجدير بالذكر أنّ التكبير المطلق هو التكبير الذي يبدأ من أول أيام عشر من ذي الحجة، بينما التكبير المقيد فهو الذي يبدأ من مغرب يوم التاسع من ذي الحجة حتى آخر أيام التشريق، وهناك الكثير من التساؤلات من قِبل المسلمين حول حكم التكبير الجماعي في العيد عند المالكية.

حكم التكبير الجماعي في العيد عند المالكية

حكم التكبير الجماعي في العيد عند المالكية

المالكية واحد من فقهاء الدين الإسلامي الأربعة، يبتع نهجه الكثير من المسلمين حول العالم، حيث أنّه يُقدم العديد من الإجابات والاستفسارات فيما يتعلق بالأعياد الإسلامية، ومع دخولنا في الأيام العشر من ذي الحجة، هناك الكثير من الاستفسارات حول التكبير الجماعي في العيد، وهنا نستعرض لكم حكم التكبير الجماعي في العيد عند المالكية وهي:

  • فلا خلاف في مشروعية التكبير في العيدين قال تعالى ( ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ) وقال سبحانه ( والبدن جعلناها لكم من شعائر الله … كذلك سخرناها لكم لتكبروا الله على ما هداكم ) والأحاديث في مشروعية التكبير كثيرة كما أن على ذلك عمل المسلمين على مر العصور.
  • ولكن حصل الخلاف بين أهل العلم في أمور في التكبير غير أصل المشروعية ومن ذلك التكبير بصوت جماعي :
    – فذهب الشافعية والحنابلة وهو قول في مذهب المالكية إلى أن ذلك مشروع.
    – والقول الآخر عند المالكية على أن ذلك غير مشروع.
    – ولم أجد للحنفية كلاما في ذلك لكنهم يستحبون رفع الصوت في عيد الأضحى واختلفوا في عيد الفطر والراجح عندهم أنه كالأضحى
    ولكن لهم قولان في الذكر الجماعي كما سيأتي في آخر المبحث والتكبير داخل في الذكر.

شاهد أيضاً: موعد وقفة عرفات 2023 وعيد الاضحى في البلدان العربية

ما هو حكم التكبير الجماعي في العيد عند المالكية

حكم التكبير الجماعي في العيد عند المالكية

هناك الكثير من الأشخاص يرغبوا في الوصول إلى الحكم الذي نطق به المالكية فيما يتعلق بالتكبير الجماعي، وفي هذه الفقرة نضعه لكم بشكل كامل وهو:

رفع الصوت بالتكبير في أيام العيد من الشعائر التي تميزت بها الأمة الإسلامية عن بقية الأمم السابقة، فالتكبير المطلق والمقيد في عيدي الفطر والأضحى – سواء كان فردياً أم جماعياً – هو سنة مستحبة، واظب عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم، وقد قال الله تعالى: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) البقرة/185.
والمناسب لهذه الشعيرة أن تكون على وتيرة واحدة ومنتظمة من قِبل الناس؛ لأن التكبير الجماعي أقوى وأعلى صوتاً، وأوقع في النفس من أن يكبّر كل شخص وحده، وأحرى ألا يقع الاضطراب والتشويش بسبب اختلاف الأصوات وتعارضها إذا لم يكن بصوت واحد، ويؤيد ذلك ما يلي:
جاء في صحيح البخاري(2/589) أن ابن عمر وأبا هريرة رضي الله عنهما كان يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبّران ويكبّر الناس بتكبيرهما وكبر محمد بن علي خلف النافلة.
وحديث أم عطية هو من أصرح أحاديث دلالة على مشروعية التكبير جماعةً. ففي الصحيحين من حديث أم عطية قالت: (كُنَّا نُؤْمَرُ أَنْ نَخْرُجَ يَوْمَ الْعِيدِ، حَتَّى نُخْرِجَ الْبِكْرَ مِنْ خِدْرِهَا، حَتَّى نُخْرِجَ الْحُيَّضَ فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ، فَيُكَبِّرْنَ بِتَكْبِيرِهِمْ، وَيَدْعُونَ بِدُعَائِهِمْ، يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَطُهْرَتَهُ)، ففي قولها ” فيكبرن بتكبيرهم” يدل على سنيتها, فكيف يقال إنها بدعة.
وفي صحيح البخاري(2/594) أن عمر كان يكبّر في قبّته بمنىً فيسمعه أهل المسجد فيكبّرون ويكبّر أهل الأسواق حتى ترتجَّ منىً تكبيراً. قال ابن حجر(2/594-595) تعليقاً على قوله ترتج: ” بتثقيل الجيم أي يضطرب وتتحرك, وهي مبالغة في اجتماع رفع الصوت.” وهذا الفعل يأخذ حكم الرفع, والظاهر أنها كانت أمراً معروفاً. فكيف يقال إنها بدعة؟ ولا يقال إن ذلك كانت توافقاً, لأن في الحديث أن أهل المسجد وأهل السوق كبروا لما سمعو تكبيرة عمر, وما كانو يكبرون قبله, فالظاهر أنهم فعلوا ذلك عمداً
البيهقي في السنن الكبرى :
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق قال : قال أبو عبيد فحدثني يحيى بن سعيد عن ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عمر رضي الله عنه :”كان يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون فيسمعه أهل السوق فيكبرون حتى ترتج منى تكبيرا واحدا “.
وهذا إسناد صحيح لا تعلم له علة
وفي صحيح البخاري(2/594) أن ميمونة كانت تكبِّر يوم النحر, وكن النساء يكبّرون خلف أبان بن عثمان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المسجد، وهذا يدل أيضاً أن النساء يكبرن مع الرجال جماعة.
يقول الإمام الشافعي في الأم(1/400) ” يكبر الناس في الفطر, حتى تغيب الشمس ليلة الفطر, فرادى وجماعة في كل حال حتى يخرج الإمام لصلاة العيد, ثم يقطعون التكبير”آه
وقال الإمام الشافعي رحمه الله أيضا في “الأم”: “إذا رأوا هلال شوال أحببت أن يكبر الناس جماعة وفرادى في المسجد والأسواق والطرق والمنازل، ومسافرين ومقيمين، في كل حال، وأين كانوا، وأن يظهروا التكبير”.
والتكبير شعار هذه الأيام وقال تعالى: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ.
وبهذا نعلم أن التكبير الجماعي بصوت واحد مشروع في أصل السنة، وأنه على فرض عدم ورود ظواهر الأدلة عليه فليس ثمة ما يمنع منه، ولا تترتب عليه أي مفسدة، ولا يدعي أحد أن الذكر بصوت واحد أكثر أجراً وأحب إلى الله، وإنما هو أداء تلقائي ثبت في السنة وفي آثار الصحابة الكرام، فلا يجوز الإنكار على فاعليه، وتناقل هذا الفعل بين أجيال المسلمين من غير نكير أمارة على المشروعية أيضا.
ووقت التكبير يبدأ في عيد الفطر من غروب شمس آخر يوم من رمضان (ليلة العيد)، أو من ثبوت رؤية هلال شوال، وينتهي بالشروع في صلاة العيد.
وأما التكبير في عيد الأضحى فيبدأ من صبح يوم عرفة ويستمر حتى عصر آخر يوم من أيام التشريق، والله تعالى أعلم.
حكم التكبير الجماعي قبل صلاة العيد ابن باز

من المسائل التي عليها جدال كبير عند المسلمين هو التكبير الجماعي قبل صلاة العيد سواء عيد الأضحى المبارك أو عيد الفطر السعيد، وفي هذه الفقرة نضع إليكم إجابة ابن الباز حول هذا الأمر وهو:

  • الأصل في التكبير في ليلة العيد، وقبل صلاة العيد في الفطر من رمضان، وفي عشر ذي الحجة، وأيام التشريق، أنه مشروع في هذه الأوقات العظيمة وفيه فضل كثير، من جملة الذكر المشروع في هذه الأيام المعلومات والمعدودات التكبير المطلق والمقيد، كما دلت على ذلك السنة المطهرة وعمل السلف، وصفة التكبير المشروع: أن كل مسلم يكبر لنفسه منفردا ويرفع صوته به حتى يسمعه الناس فيقتدوا به ويذكرهم به، أما التكبير الجماعي المبتدع فهو أن يرفع جماعة – اثنان فأكثر – الصوت بالتكبير جميعا يبدؤونه جميعا وينهونه جميعا بصوت واحد وبصفة خاصة، وهذا العمل لا أصل له ولا دليل عليه، فهو بدعة في صفة التكبير ما أنزل الله بها من سلطان، فمن أنكر التكبير بهذه الصفة فهو محق؛ وذلك لقوله: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد أي مردود غير مشروع.

شاهد أيضاً: متى يبدأ التكبير في أيام عشر ذي الحجة

صيغ التكبير في عيد الأضحى المبارك

هناك صيغ عديدة ومختلفة وردت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وعن صحابته -رضوان الله عليهم-، ومن بين هذه الصيغ هو الآتي:

  • “اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا اللَّهُ أَكْبَرُ وَلَا نَعْبُدُ إلَّا اللَّهَ مُخْلِصِينَ له الدَّيْنَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ صَدَقَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَاَللَّهُ أَكْبَرُ”.
  • “الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا”.
  • “الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله والله أكبر ، ولله الحمد على ما هدانا ،اللهم اجعلنا لك من الشاكرين”.
  • “اللهُ أكبر اللهُ أكبر، لا إلهَ إلَّا الله، واللهُ أكبر اللهُ أكبر، ولله الحَمْد”.
  • “الله أكبر كبيراً ، والحمد لله كثيراً ، وسبحان الله بكرة وأصيلاً ، ولا حول ولا قوة إلا بالله”.

أنواع التكبير في عشر ذي الحجة

هناك نوعين للتكبير في العشر من ذي الحجة وهما: التكبي المطلق، والتكبير المقيد، وفي هذه الفقرة سوف نتحدث عن كل واحد منهم على حدى وبشكل تفصيلي، وهذا ما ستجده في التعداد الآتي:

  • التكبير المطلق: يبدأ وقت التكبير المطلق منذ اليوم الأول من شهر ذي الحجة وحتّى آخر أيام التشريق (اليوم الثالث عشر من ذي الحجة)، ويكون مطلقًا في كل مكان، فيجوز للمسلم التكبير في البيوت والأسواق والمساجد وعلى فراشه وغيرها.
  • التكبير المقيد: يبدأ وقت التكبير المقيد بعد صلاة الفجر في اليوم التاسع من يوم عرفة وحتّى انتهاء صلاة العصر من اليوم الثالث عشر منه (آخر أيام التشريق)، وسمّي بالتكبير المقيد لتقيّده بأوقات الصلاة، فيكون بعد كل فريضة صلاة في أيام عيد الأضحى المبارك ويوم عرفة.

حكم التكبير الجماعي في العيد عند المالكية، في هذه المقالة تطرقنا للحديث بشكل مفصل عن الحكم الذي نطق به المالكية حول قضية التكبير الجماعي، كما وقمنا بوضع صيغ التكبير التي يُمكن ترديدها في هذه الأيام المباركة، ومع نهاية هذا الموضوع نُهنئكم ونهنئ الأمة الإسلامية بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك.