التلفظ بنية صيام رمضان، تعد النية في الصيام من ضمن الأركان والشروط المهمة لصحة الصيام، ويعتبر وقت نية الصيام بحيث يتم البدء من غروب الشمس لغاية أذان الفجر، بحيث أن تم وقوعها في الصيام بعد صلاة الفجر لا يمكن أن تصح عند جمهور الفقهاء، فالنية تكون من القلب ويكون غير مشترطاً أن يقوم بالنية من اللسان، فالنية عند العديد من العلماء بأنه يجب تجديد النية في كل يوم من الأيام في رمضان.
النيّة في الصيام
إن معنى النيّة في اللغة هو القَصْد، وأن يعزم بفعل امر من غير أي تردد، ويتم عقد القلب، ونيّة الصيام: وهي أن ينوى المسلم الصيام؛ من قلبه ويكون عاقد العزم على فِعله، وأن محل النيّة القلب، والكثير من العلماء أجمعوا على هذا، واستدلوا بالعديد من النصوصٍ القرآنية ومن السنة النبوية، حيث قال الله تعالى: (إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)، وأما من السنة النبويّة قال الرسول محمد ﷺ: (ألَا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً: إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألَا وهي القَلْبُ).
التلفظ بنية صيام رمضان
لا يصحُّ الصَّومُ من غير نيَّةٍ، ويكون من خلال اتفاق المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ: المالكية، الحنفيَّة، والمالكيَّة، الشَّافعيَّة، الحَنابِلة، والإجماعُ حكى على ذلك، ويوجد بعضاً من الأدلة من السنة النبوية، عن عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إنَّما الأعمالُ بالنيَّاتِ، وإنَّما لكُلِّ امرئٍ ما نوى))، وأنَّ الصَّومَ عبادةٌ مَحضةٌ، تفتقر إلى النيَّةِ، مثل الصَّلاةِ وغيرها، ويعد الصَّومَ هو الإمساكُ في اللغة والشرع، بحيث لا يتميَّزُ الشَّرعيُّ عن اللُّغَويِّ إلَّا من خلال النيَّةِ، فوجب التمييز.
شاهد أيضاً: حكم الشعبنة قبل رمضان ابن باز
حكم تبيت النية
يجب القيام بتبييتُ النيَّةِ مِنَ الليلِ وقبل أن يطع الفجر،وهو من قبل المذاهب: المالكيَّة، والشَّافِعيَّة، والحَنابِلة، وأيضاً السلف، والدليل على ذلك من السنة، حيث قال النبي محمد ﷺ: (إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ, وإنَّما لكُلِّ امرئٍ ما نوى) والدليل أن الصيام عمل فالأعمال بالنيات، وأجزاءُ النَّهارِ تكون غير مُنفصلةٍ مِن اللَّيلِ بأي فاصِلٍ يتحَقَّقُ، فلا يمكن أنيتم تحقيقه إلا واقعت النية في جزء من الليل، وعن حفصة رضي الله عنها زوج النبي صلى اللهُ عليه وسلَّم قالت: (لا صِيامَ لِمَن لم يُجمِعْ قبلَ الفجرِ).
حكم تجديد النية في كل يوم من رمضان
الكثير من أهل العلم اشترطوا في تجديد النية في كل يوم من رمضان بقولين، وهما:
- القول الأول: يُشتَرَط تجديدُ النِّيَّةِ لكلِّ يومٍ من رَمَضانَ، وهو مَذهَبُ الجُمهورِ: الحَنَفيَّة، والشَّافِعيَّة، والحَنابِلة، والدليل مِن السُّنَّةِ قَولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّما الأعمالُ بالنيَّاتِ, وإنَّما لكُلِّ امرئٍ ما نوى))
- القول الثاني: أَنَّ ما يُشتَرَط فيه التتابُعُ تكفي النِّيَّةُ في أوَّلِه، فإذا انقطَعَ التَّتابُعُ لعُذرٍ يُبيحُه، ثم عاد إلى الصَّومِ؛ فإنَّ عليه أن يجَدِّدَ النِّيَّة، وهو مذهَبُ المالكِيَّة، وقولُ زُفَرَ مِن الحَنَفيَّة، واختاره ابنُ عُثيمين
بحيث أن الصَّومَ المُتتابِعَ يكون مثل العبادةِ الواحدةِ، من خلال الربط مع يعضهما البعض، والقيام بعدم جوازِ التفريقِ بينها؛ ولهذا اكتفاء النيَّةُ الواحدةُ.
ثواب من أنشأ نية الصوم أثناء النهار
من قام بإنشاء نية الصيام في النهار يتم كتابة له الثواب لمن صامه، من نوى الصيام، فمذهَبُ الحَنابِلَة، ويكون اختيارُ ابنِ تيميَّةَ، وابنِ باز، وابن عُثيمين.
وإلى هنا وصلنا إلى نهاية المقال والذي تحدثنا فيه عن التلفظ بنية صيام رمضان، وما هي النية في الصيام، وذكرنا لكم حكم تبيت النية، وأيضاً حكم تجديد النية في كل يوم من رمضان.