هل يجوز صيام ليلة النصف من شعبان، يبحث الكثير من الناس عن هذا الحكم، ويعد واحد من ضمن الأحكام الشرعية والفقهية التي يجب أن نسلط الضوء عليها ونبين الآراء والأحكام الشرعية فيها، بحيث أن الصيام في شهر شعبان بصورة عامة هو واحد من السنن التي وردت عن النبي محمد ﷺ، ومن خلال موقع تفاصيل سنبين لكم الحكم من صيامه، وأيضاً حكم الاحتفال بها، والعديد من الامور التي تتعلق بهذه الليلة.

متى ليلة النصف من شعبان

هي ليلة الخامس عشر من شهر شعبان، وتعتبر الليلة التي تسبق يوم 15 شعبان، وبدأت من مغرب يوم 14 شعبان وتنتهي مع فجر يوم 15 شعبان، ويوجد لليلة هذه أهمية عظيمة وخاصة في الإسلام، بحيث فيها تم تحويل القبلة من بيت المقدس إلى البيت الحرام في مكة المكرمة  وكان في العام الثاني من الهجرة، بعد أن صلى المسلمين ما يقارب الستة عشر شهراً بتجاه المسجد الأقصى، والكثير من الاحاديث التي ذكرت أهميتها وفضلها.

شاهد أيضاً: هل يجوز الصيام بدون سحور

هل يجوز صيام ليلة النصف من شعبان

يجوز للمسلم أن يكثر الصوم في العموم في كل أيام السنة، ويستحب  أن يكثر من الصوم في شهر شعبان وبالاخص لما رواه الشيخان من حديث عائشة أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ : “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لَا يُفْطِرُ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لَا يَصُومُ، وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إِلَّا رَمَضَانَ وَمَا رَأَيْتُهُ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْهُ صِيَامًا فِي شَعْبَانَ”.

وأما صيام يوم النصف يجوز صيامه مع كافة أيام الشهر أو أن يصومه من له عادة مثل صيام يوم وإفطار يوم أو صيام الإثنين والخميس، فهذا يتوافق مع يوم النصف من شعبان، أو صيامه على أنه من الأيام البيض، بحيث لا يشرع تخصيصه بصيام دون بقية أيام شعبان.

فضل ليلة النصف من شعبان

هي ليلة مباركة وعظيمة، وقد ورد في فضلها العديد من الاحاديث، وذهب جمهور الفقهاء إلى العمل على إحياء ليلة النصف من شعبان لأنها عمل على تكفير الذنوب في السنة، وليلة الجمعة تكفر ذنوب الأسبوع، وليلة القدر تكفر ذنوب العمر، ومن الاحاديث النبوية الشريفة التي تدل على فضلها:

  • عن أبي بكر الصديق قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ” إذا كانت ليلة النصف من شعبان ينزل الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا فيغفر لعباده إلا ما كانن من مشرك أو مشاحن لأخيه”.
  • حيث قال الرسول-صلى الله عليه وسلم- ” إن الله يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان، فيغفر للمؤمنين، ويملي للكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه”.
  • حيث قال النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: ” من أحيا الليالي الخمس وجبت له الجنة ليلة التروية وليلة عرفة وليلة النحر وليلة الفطر وليلة النصف من شعبان”.

شاهد أيضاً: هل يجوز الاحتفال بعيد الام

ما هو حكم الاحتفال بهذه الليلة

لا يجوز الاحتفال بهذه الليلة ولا يجوز القيام بتخصيصها، حيث أن الرسول محمد ﷺ أتمَّ الدين للمُسلمين وقام ببيان الطريق الصحيح والحسن، ولا يجوز لأي مسلم أن يخالف منهج رسول الله ﷺ، أو العمل على استحداث أمور لا تكون موجودة فيه، ويكون هذا من البدع التي تؤدي إلى الضلالة والله أعلم.

أقوال العلماء في فضل هذه الليلة 

إن مشروعية إحيائها ثابت عن العديد من السلف، وهو يكون قول الجمهور من الفقهاء، وعمل المسلمين سلفاً وخلفاً؛ ومن اقوال العلماء في المذاهب الأربعة:

  • قال محمد بن فراموز في (درر الحكام شرح غرر الأحكام): “ومن المندوبات إحياء ليال العشر الأخير من رمضان وليلتي العيدين وليالي عشر ذي الحجة وليلة النصف من شعبان والمراد بإحياء الليل قيامه وظاهره الاستيعاب ويجوز أن يراد غالبه ويكره الاجتماع على إحياء ليلة من هذه الليالي في المساجد”.
  • قال الحطاب في (مواهب الجليل): قال في جمع الجوامع للشيخ جلال الدين السيوطي: ” من أحيا ليلتي العيدين وليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت القلوب”.
  • قال الامام الشافعي في (الأم): “وبلغنا أنه كان يقال: إن الدعاء يستجاب في خمس ليال في ليلة الجمعة، وليلة الأضحى، وليلة الفطر، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان”.
  • قال ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: “إذا صلى الإنسان ليلة النصف وحده، أو في جماعة خاصة كما كان يفعل طوائف من السلف، فهو أحسن وأما الاجتماع في المساجد على صلاة مقدرة كالاجتماع على مائة ركعة، بقراءة ألف: قل هو الله أحد دائما فهذا بدعة، لم يستحبها أحد من الأئمة والله أعلم”.

وإلى هنا وصلنا إلى ختام مقالنا والذي تحدثنا فيه عن هل يجوز صيام ليلة النصف من شعبان، بحيث لا يجوز العمل على تخصيها لوحدها، بحيث إذا كان يصوم الأيام في الشهور الأخرى من السنة.