هل يجوز الاحتفال برأس السنة الهجرية، هناك الكثير من المسلمين في كافة أنحاء العالم يحتفلون ببداية العام الهجري الجهري 1444، والعمل على ذكر العديد من الدروس التي استفادت من الهجرة ومن خلال معاناة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الوصول إلى يثرب في المدينة المنورة بعد أن خرج من مكة المكرمة، في الإسلام تكون الهجرة النبوية واحدة من المناسبات التي عدها الأشخاص فرحة كبيرة، ويرغبون في الصيام والاحتفال فيها، ويجب أن تقف مع الحكم الشرعي الاحتفال بالمناسبة هذه وإضافة إلى حكم التهنئة برأس السنة الهجرية والعمل على تفصيل آراء العلماء المؤيدين من المعارضين، ومن خلال موقع تفاصيل سنبين لكم هل يجوز الاحتفال برأس السنة الهجرية.
التقويم الهجري
إن العرب كانوا في الجاهلية يؤرخون بالأحداث، منها عام الفيل، أو بناء الكعبة، أو عام الفجار، وبعد أن تم بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أصبح الكثير من المسلمين يطلقون على كل عام اسم خاص، كعام الخندق، وعام الحزن، وعام الوداع، وعام الرمادة، وظل الأمر إلى أن جاء عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الذي قام بأمر المسلمين، والعمل على توسع الفتوحات الإسلامية، وأصبحت الحاجة إلى ترتيب السنوات، وعندما اجتمعوا الصحابة للتشاور، قال عمر -رضي الله عنه-: “ضعوا للناس شيئًا يعرفونه”، فقد اقترح عليه الكتابة على تأريخ الروم، والبعض منهم اقترحوا بتأريخ الفرس، وأما عمر -رضي الله عنه- اختار أن يتم كتابة التاريخ من هجرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وتم البدء بالعمل بالتاريخ الهجري من العام السابع عشر للهجرة.
شاهد أيضاً: هل يجوز جمع الصلاة قبل السفر
هل يجوز الاحتفال برأس السنة الهجرية
يعد الاحتفال برأس السنة الهجرية واحد من الأمور التي قام الكثير من علماء أهل السنة والجماعة اختلفوا في الحكم، بحيث أن البعض قال بحرمانية الاحتفال والبعض منهم قال بالإباحة، ويوجد لكل العلماء حجته في ذلك، ويتم العمل على تفصيل آراء علماء أهل السنة والجماعة في ذه المسألة، ونضيف أيضاً الأدلة الشرعية التي تم الاستدلال عليها:
الرأي الأول
“ذهب أصحاب هذا الرأي إلى أن الاحتفال برأس السنة الهجرية هو من الأمور البدعية أي التي لا يجوز الإتيان بها في الشريعة الإسلامية، وقالوا إن أول من احتفل برأس السنة الهجرية هم من ناصروا البدعة وهم الفاطميون، وقد ورد في ذلك: “موسم رأس السنة: وكان للخلفاء الفاطميين اعتناء بليلة أول المحرم في كل عام؛ لأنها أول ليالي السنة وابتداء أوقاتها”، ولا يصح للمسلم أن يحتفل سوى بالأعياد المقررة في الإسلام وهي عيدي الفطر والأضحى والله أعلم”.
الرأي الثاني
“ذهب أصحاب هذا الرأي إلى أنه على المسلم ألا يبتدئ التهنئة في ذلك، وإنما لو ابتدأه الناس فيرد عليهم بكلام لينٍ لطيف، وقد ذكر أصحاب المذهب الحنبلي أنه لا بأس برد التهنئة على الآخرين، ولكن لم يتم الوقوف على إباحة الاحتفال في هذه الليلة إذ الاحتفال يعني المبادرة وإثبات الأمر، ولم يذكر العلماء ذلك، وإنما قالوا بأنه يمكن الرد على التهنئة بكلام لين لطيف، فالله أعلم”.
حكم التهنئة برأس السنة الهجرية
هناك الكثير من المسلمين اعتادوا على مبادلة الكثير من التهاني والتبريكات في العديد من المناسبات الدينية، بحيث كانت في عيد الأضحى أو عيد الفطر أو في رأس السنة الهجرية، وسنوضح لكم حكم التهنئة في رأس السنة الهجرية، حيث أن الاحتفال برأس السنة الهجرية لا يجوز في الشرع وأيضاً التهنئة بها لا يجوز لأن ذلك لم يتم وروده في الدين والشرع أو في القرآن الكريم والسنة النبوية.
وحتى نؤكد على جواز الاحتفال والتهنئة برأس السنة الهجرية يجب أن تبتعد عن التهاني والاحتفالات من أجل المحافظة على مرضاة الله عز وجل، وجاء عن الشيخ ابن باز أنه قال: “فالتهنئة بالعام الجديد لا أعلم لها أصلًا عن السلف الصالح، ولا أعلم شيئًا من السنة أو من الكتاب العزيز يدل على شرعيتها”، وبالرغم من ذلك إذا قام شخص ما بتهنئتك وقال لك أحد: كل عام وأنت بخير في رأس السنة الهجرية لا يوجد أي مانع في الرد عليه قائلاً: وأنت بخير أيضًا.
حكم التهنئة بالسنة الهجرية إسلام ويب
إن حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد عن إسلام ويب قالوا بأنه لا يوجد أي ضير من التهنئة لطالما تم ورودها في محاسن العادات، والأصل في العادات هو الإباحة، ويتم الأخذ منها المعنى، فإن المعنى هو التودد وإظهار الفرحة، فالأصل هو ألا يبتدئ المسلم التهنئة كما ذكر عن الإمام أحمد بن حنبل، حيث قال “أنا لا أبتدئ أحداً، فإن ابتدأني أحد أجبته، وذلك لأن جواب التحية واجب، وأما الابتداء بالتهنئة فليس سنة مأموراً بها، ولا هو أيضاً مما نهي عنه، فمن فعله فله قدوة، ومن تركه فله قدوة، والله أعلم”، وأن هذا يكون الصواب كما قال الشيخ ابن عثيمين.
شاهد أيضاً: هل يجوز الاحتفال بعيد الأم إسلام ويب
ماذا أقول لمن يهنأني برأس السنة الهجرية
لا يوجد أي بأس من الرد على من يقوم بتهنئتك بقدوم بداية العام الهجري، حيث إذا قال لك كل عام وأنت بخير، تقوم بالرد عليه وتقوم أيضاً كل عام وأنت بخير، وإذا قال لك شيء آخر تقول له ولك مثله، أو يعود علينا وعليك بالخير، وتعد هذه من ضمن الأمور الجائزة التي لا يوجد على الإنسان المسلم أي وزر.
السبب في عدم جواز التهنئة بالسنة الهجرية
إن الأصل إلى الإنسان المسلم الالتزام بما ورد في كتاب الله –عز وجل- وسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، والتي لم يتم ورود فيها الاحتفال برأس السنة الهجرية، بحيث أن المقريزي ذكر بأن أول من قام بالاحتفال برأس السنة الهجرية هم حكام الدولة الفاطمية في دولة مصر، والذي يجب على المسلم في هذا اليوم التفكير في الأمور الماضية من عمره، وما قدمه من الأعمال، وأن يعزم على الاجتهاد في العام القادم، والعمل على تحسين كافة الأمور التي تحتوي على انحراف أو اعوجاج، ولا يوجد أي بأس من القيام بذكر سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وهجرته وجهاده في سبيل صلاح الأمة ونفعها.
هل يحتفل المسلمون برأس السنة الهجرية
أتى رأي بعض من علماء الدين والفقه الإسلامي الذين قالوا بأن الاحتفال برأس السنة الهجرية يكون جائز ولا حرج فيه، ولهذا يقوم الكثير من المسلمين بالاحتفال برأس السنة الهجرية كما غيرها من المناسبات الدينية الأخرى منها المولد النبوي الشريف والإسراء والمعراج، بحيث أن الاحتفال لا يكون محتوى على أي نوع من المشروبات أو المأكولات أو أمور أخرى تكون مخالفة للشريعة الإسلامية، وإنما إظهار الفرحة فلا بأس فيه، حيث قال تعالى: “قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ”.
شاهد أيضاً: هل يجوز بدء صيام القضاء بيوم الجمعة
حكم التهنئة بالسنة الهجرية ابن باز
إن فضيلة الشيخ ابن باز -رحمه الله تعالى- قال “أن التهنئة بالعام الجديد لا علم له بأصل عنها من السلف الصالح، ولا كذلك من الكتاب أو السنة الشريفة؛ مما يدل على مشروعيتها، ولكن من بادر بتقديم التهنئة أو قول “كل عام وأنت بخير” فلا مانع من الرد عليه بقول وأنت بخير إن شاء الله، أما بالنسبة للمبادرة بتقديم التهنئة، فلم يرد عن السلف الصالح أي دليل يؤكد على مشروعيتها أو ضرورة العمل بها، والله أعلم”.
وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا والذي تعرفنا من خلاله على هل يجوز الاحتفال برأس السنة الهجرية، والكثير من الأحكام الشرعية التي تتعلق بالاحتفال برأس السنة الهجرية، وأيضاً آراء العديد من العلماء والشيوخ منهم ابن باز، وموقع إسلام ويب، وأيضاً السبب في عدم جواز التهنئة بالسنة الهجرية وغيره من الأحكام.