هل صام النبي العشر من ذي الحجة، يوجد الكثير من الأحكام الشرعية التي يهتم بها الكثير من المسلمين مع قرب شهر ذي الحجة، ويكون في هذا الشهر القيام بالكثير من الأعمال الصالحة وأداء العبادات والطاعات، وتعد هذه الأيام هي الأيام العشر من ذي الحجة، والتي خصت من قبل الله عز وجل بالكثير من الأجر والثواب والفضل الكبير، ومن خلال موقع تفاصيل سنقدم لكم هل صام النبي العشر من ذي الحجة.
صيام العشر من ذي الحجة
إن الله عز وجل خص الصيام بالكثير من الخصائص، ويوجد لها الكثير من الفضائل بما يكون مختلفاً عن كافة العبادات، ومنها أنه نسب الجزاء إلى نفسه، ولم يقم بحصره ضمن أجر محدد لعظيم الأجر، حيث قال الرسول محمد ﷺ: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إلى سَبْعمِئَة ضِعْفٍ، قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وَأَنَا أَجْزِي به)، فالإنسان الصائم يقوم بالفرح بالدنيا عندما يفطر وبفرح بالآخرة عند ربه، لما يلاقي من الأجر العظيم، فإن رائحة فم الصائم تصبح أطيب وأجمل من رائحة المسك يوم القيامة، فالله سبحانه وتعالى أعد للصائمين باباً وهو باب الريان، فإن صيام يوم واحد يقوم بإبعاد الصائم عن النار مدة سبعين سنة؛ حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن صَامَ يَوْمًا في سَبيلِ اللهِ، بَاعَدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا)، ويكون شفيعاً إلى يوم القيامة، قال -عليه الصلاة والسلام-: (الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامَةِ، يقولُ الصيامُ: أي ربِّ إِنَّي منعْتُهُ الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ فشفِّعْنِي فيه، يقولُ القرآنُ ربِّ منعتُهُ النومَ بالليلِ فشفعني فيه، فيَشْفَعانِ).
شاهد أيضاً: فضل صيام العشر من ذي الحجة
حكم صيام العشر من ذي الحجة
من الجائز أن يصوم المسلم الأيام التسعة من ذي الحجة، وهو ما تم وروده عن أزواج النبي عن فعله -عليه الصلاة والسلام- حيث قال: (كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يصومُ تسعَ ذي الحجَّةِ)، فالفقهاء الأربعة اتفقوا وغيرهم كابن حزم، والنووي، والقرطبي باستحباب صيام الأيام العشر الأولى من ذي الحجة؛ لأنها تعد من أفضل الأيام، وتم استدلالهم بأدلة كثيرة منها قول الرسول محمد ﷺ: (ما من عملٍ أزكى عند اللهِ ولا أعظمَ أجرًا من خيرٍ يعملُه في عَشرِ الأَضحى، قيل : ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ ؟ قال: ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ، إلا رجلٌ خرج بنفسِه وماله فلم يرجِعْ من ذلك بشيءٍ).
هل صام النبي العشر من ذي الحجة
تم ثبوت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان دائماً ما يصوم التسع من ذي الحجة، وفي سنن أبي داود وغيره عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر والخميس” وصححه الشيخ الألباني، والله أعلم.
حيث أن السيدة عائشة قالت: “ما صام رسول الله العشر قط”، وعن السيدة حفصة تقول في معناها: “أن النبي كان حريصا على صيام بعض الأيام من بينها العشر الأوائل من ذي الحجة”، بحيث قيل في الحديث الشريف: “ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من العشر الأوائل من ذي الحجة، قالوا ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال النبي: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء”، وتم الإشارة إلى الصيام بأنه مشروع في الأيام هذه، بحيث أن النبي غير موجوداً مع السيدة عائشة كل الأيام وكان يأتي لها ولغيرها من زوجاته، ويمكن أنه في يومها كان يفطر، حتى يبين أن الصيام لا يعد واجباً، فالسيدة عائشة والسيدة حفصة قاما بالرواية بما رأتا.
شاهد أيضاً: هل يجب صيام العشر من ذي الحجة كاملة
فضل صيام العشر من ذي الحجة
إن صيام الأيام التسعة الأولى من ذي الحجة واحدة من الأشياء المستحبة فرتب عليها العديد من الأجور، بحيث أن النبي -عليه الصلاة والسلام- بين بأنها أفضل من الجهاد، حيث قال: (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ)؛ حتى يجمع الصيام مع أفضل أيام السنة؛ بحيث أن الأجر يكون مضاعف بهذا، فصيام اليوم التاسع منها يكون يوم عرفة، فيكفر فيها سنتين من الذنوب، وسنة قبله وأيضاً سنة بعده، فقال الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (صِيامُ يومِ عَرَفَةَ ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التي قَبلَهُ ، والسنة التي بَعدَهُ)، فهو أفضل يوم يصوم فيه من الأيام العشر ويكون لغير الحجاج.
كيفية صيام العشر من ذي الحجة
إن صيام الأيام التسعة من ذي الحجة يكون مثل صيام الأيام الأُخرى؛ من خلال ترك الكثير من المفطرات من طعام وشراب وغيرهم، وتكون من طلوع الفجر إلى غروب الشمس وتكون مع النية، بحيث أن النية تكون من خلال التقرب إلى الله عز وجل بعبادة الصيام، فجمهور الفقهاء من الشافعية، والحنفية، والحنابلة قالوا بأن صيام التطوع هو صيام التسع من ذي الحجة ولا يكون من الشرط أن يبيت النية من الليل، ولكن هناك بعض من الآراء المتعددة في وقت النية، حيث قال الحنفية إنه يتم امتداده إلى الضحوة الكبرى؛ ويكون في نصف النهار، وأما المالكية اشترطوا أن يتم تبييت النية قبل الفجر، وأما الشافعية ذهبوا إلى أنه امتد إلى ما قبل زوال الشمس، والحنابلة قالوا بأنه من الجائز تأخيرها إلى ما بعد الزوال.
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا والذي ذكرنا لكم هل صام النبي العشر من ذي الحجة، وذكرنا لكم فيه الكثير من الأمور التي تتعلق بالأيام العشر من ذي الحجة، وحكم الصيام في ذي الحجة، وفضل صيام العشر من ذي الحجة، وأيضاً كيفية صيام الأيام العشر من ذي الحجة.