من هو عمر المختار، المجاهد الشيخ الجليل الذي قاوم الاحتلال ووقف بوجهم لسنوات عديدة، ولم يقدم في حياته أي تنازلات عن حق أبناء شعبه و أرضه، في مقالنا من هو عمر المختار، تناول سيرة حياته و تاريخه الجهادي كاملاً، و أهم محطات حياته الجهادية و الشخصية و الكثير من المعلومات التي لاتزال تجهلها عنه.
من هو عمر المختار
بداية لنتعرف سوية من يكون عمر المختار، الاسم الذي يلمع دائماً في قائمة المجاهدين ضد الاحتلال، و الذي أصبح رمزاً للمقاومة فمن يكون، اسمه عمر بن المختار بن عمر الهلالي، أبرز المجاهدين ضد الغزو الإيطالي لليبيا من عام 1911 إلى عام 1931 م، في الجبل الأخضر، أحد أشهر المقاتلين العرب خلال الاحتلال الإيطالي لليبيا، اشتهر المختار بحزمه وفطنته، أما نسبه فيعود إلى قبيلة منفا وهي إحدى قبائل صحراء برقة، نشأ في ظل الحركة السنوسية وتلقى تعاليمها، توفي والده عندما كان صغيرا لرعايته وتعليمه، اشتهر المختار مع شقيقه الشيخ حسن الغرياني بذكائه وحبه للعلم، التحق بمدرسة القرآن في زاوية جنزور، وبعد ذلك قضاها لمدة ثماني سنوات في معهد الجغبوبي بشرق ليبيا، حيث درس علوم الطب الشرعي من الفقه الحديث.
شاهد أيضا: طريقة معرفة الوزن المثالي لكلا من الطول والعمر
صفات عمر المختار
بعد أن تعرفنا على المعلومات العامة و العظيمة عن شخصية عمر بن المختار و ماقدمه من العديد من التضحيات، نتعرف فيما يلي عن أبرز صفاته فيما يلي.
- القوة والصلابة كان عمر المختار رجلاً من الجلد والصلب، عُرف بقوته وشجاعته وذكائه ودعمه للمظلوم، إنه البطل القومي لليبيا.
- الإخلاص كان المختار مخلصاً لتراب وطنه، مثقفاً، محباً للعدالة، متواضعاً جداً.
- الديني تمسك بالدين الإسلامي، وعرف عنه حرصه على أداء الصلاة في مواعيدها وقراءة ما هو متاح له من القرآن الكريم يوميا.
- شخصية قوية وجادة شخصيته قوية جدا، وهو جاد في عمله ومنطق، ويتمسك بمبادئه ولا يتعب من الجلوس معه.
- المختار كان المختار واسع المعرفة والمعرفة، ضليعًا بأنواع النباتات وفوائدها ونسب القبائل، وكان على دراية بالصحراء وطرقها.
- مطلع على السياسة كان المختار العقل المدبر للثورة العربية الإسلامية ضد الاستعمار الإيطالي والرئيس الفكري الذي دفعهم إلى الجنون.
- بطل شجاع خاض المختار أكثر من 1000 معركة ولم يستسلم أبدا، وهو صاحب القول المأثور المشهور “إذا كسر المدفع سيفي فلن ينقض الباطل حقي”.
- المختار وهذا ما وصفه عدوه الجنرال غراتسياتي، لأنه متوسط القامة، وشعره أبيض، وذكيًا، وحيويًا، وحيويًا، ومطلعًا على الأمور الدينية، وحيويًا وغير أناني، بقي فقيرًا على الرغم من وضعه ومكانته.
المناصب التي شغلها عمر المختار
تميز منذ ريعان شبابه برجاحة العقل و الحكمة، لذلك لم يلقى اي صعوبة في تولي مهام حساسة و قيادية في قبيلته، و قد بارك له السنوسيون آنذاك كل ما تولى من مناصب، ونذكر فيما يلي هذه المناصب.
- عينه شيخ الدعوة السنوسية محمد السنوسي في منصب شيخ ركن القصور بالجبل الأخضر عام 1897 م.
- اختاره محمد السنوسي لمرافقته إلى جمهورية تشاد عندما نقل إليها قيادة السنوسيين عام 1899 م، وتم تكليفه بمشيخة عين كلكة.
- مشيخة ركن القصور بالإضافة إلى شغل منصب قائد معسكرات السنوسي.
- تولى قيادة “المجلس الأعلى” للعمليات الجهادية، وخاض أعظم المعارك في تاريخ ليبيا مع المحتلين الإيطاليين، خاصة بعد انسحاب الأتراك من البلاد عام 1912 م، بموجب معاهدة لوزان التي تنازلت عنها إيطاليا. ليبيا، واستمرت في خوض المعارك ضد المستعمر الإيطالي حتى تم أسره وإعدامه.
أهم المعارك التي شارك فيها عمر المختار
خاض المجاهد العديد من المعارك، و سجل له التاريخ الكثير من الملاحم البطولية، التي نال من خلال الفوز الساحق أمام معدات و عتاد مهول، و أهم المعارك التي خاضها هي:
- معركة بئر الغيبي التي وقعت في 23 أبريل 1923 م، ودارت بالقرب من موقع بئر الغيبي، وتتلخص في كمين نصبته القوات الإيطالية المتمثلة بسبع سيارات مصفحة لعمر آل غيبي، مختار لدى عودته من مصر وعبور الحدود الليبية، ما أسفر عن خسائر فادحة في الجيش الإيطالي.
- معركة فزان بإصراره وإصراره وإيمانه بقدسية تراب ليبيا استطاع المجاهد عمر المختار هزيمة القوات الإيطالية بقيادة جراتسياني، وهي معركة استمرت 5 أيام، ولم يتمكن جراتسياني من السيطرة عليها، وكانت المعركة في فزان في أواخر يناير 1928 م.
- غزوة أم الشفتير أو كما يسميها البعض «عقيرة الدم»، في هذه المعركة، اعتمد البطل عمر المختار استراتيجية قتالية جديدة، حيث نظم المقاتلين في فرق صغيرة للدخول في القتال بأسلوب حرب العصابات.
- معركة درنة دارت معركة درنة في مايو 1913 م، واستمرت يومين، وانتهت بمقتل سبعين جنديًا إيطاليًا وجرح حوالي 400 منهم.
- غزوة بوشمل دارت في منطقة عين مرة، معركة أم شخنب، معركة شلزيما، معركة الزويتينة، وغيرها.
أشهر أقوال عمر المختار
اكثر ما تميز به المجاهد، حكمته و رجاحة عقله، وقدرته على رؤية الآمور لفترات بعيدة، و هذا ما جعل العديد يأخذون عنه العديد من الاقوال، ونذكر أهمها:
- نحن لن نستسلم .. ننتصر او نموت.
- ما لا يقتلك يجعلك أقوى.
- التردد أكبر عقبة أمام النصر.
- أنا أؤمن بحقي في الحرية وحق بلدي في الحياة، وهذا الإيمان أقوى من أي سلاح.
- قال المختار عندما كان الإيطاليون مسجونين، سيتعين عليك محاربة الجيل القادم والأجيال اللاحقة، بالنسبة لي، ستكون حياتي أطول من حياة شانقي.
كيف تم القبض على عمر المختار
بدأت قصة القبض عليه بمكيدة دبرت له، وكانوا يخططون لها من سنوات عديدة إلا أنهم لم يحصلوا على من يساعدهم في الحصول على اية معلومات تخص المجاهد، و في لفتة من العدو عندما وجدوا نظارات المجاهد من وراءه في احدى المواجهات قال غراتسياني، وهو احد جنرالات المستعمر الإيطالي، بأنه حصل اليوم على النظارات و غدا سيحصل على الرأس، و بعد عام من هذه الواقعة، وفي 11 سبتمبر 1931 م، علمت السلطات الإيطالية أن الشيخ عمر وكان المختار في جولة استطلاعية في منطقة السلطنة. لإرسال قواتها لمحاصرتها، واشتبك الجانبان في وادي بوتقة بيد راجحة للإيطاليين، وفي هذه المعركة عندما أمر المختار مقاتليه بالتفرق قتل حصانه وسقط على يده. الذي شل حركته، ولم يستطع حمل السلاح والدفاع عن نفسه، ليسقط في أيدي المستعمر الإيطالي.
كيف حُكم عمر المختار
لابد أننا نعرف مسبقاً انه لا مجال للحصول على العدل عندما يتسم الظالم محاكمة المظلوم، و المحتل محاكم الذي أخذ على عاتقه الدفاع عن ارضه، ولن تكون محاكمة المجاهد الشيخ على هذا النحو إلا لمحاكمة صورية بدأت في الساعة الخامسة عشرة من اليوم الخامس عشر من شهر أيلول (سبتمبر) 1931 م، المكان هو المقر الرئيسي للحزب الفاشي في بنغازي وبعد ساعة يصدر الحكم النهائي بإعدام المختار شنقاً حتى الموت ليستقبله بعبارته الشهيرة “الحكم لله لا حكمك الباطل”إنا لله وإنا إليه راجعون “.
كيف تم إعدام عمر المختار
بعد إصدار الحكم مباشرة تم الإسراع في تنفيذ حكم الإعدام حتى لا يتسنى للشعب الثورة و إخراجه مما هو فيه، وقبل ثوران غضبهم، أي في يوم السادس عشر من سبتمبر من عام 1931، وحضر تنفيذ الإعدام قرابة 20 ألف شخص، وتم إحضار جميع المعتقلين السياسيين لمشاهدة موقع الإعدام، ومصيره وفي تمام الساعة التاسعة فجراً تم تنفيذ حكم الإعدام، وكانت الطائرات تحلق فوق ساحات الإعدام خوفاً من مخاطبة أنصار المختار.
هل يوجد قبر لعمر المختار
بعد ان تعرفنا على اكثر المعلومات أهمية عن شخصية عمر المختار، وكيفية تنفيذ حكم الإعدام بحقه، نأتي لذكر اين تم دفنه حيث اختلف الرأي حول هذا الأمر، والحقيقة أنه بعد تنفيذ حكم الإعدام نُقلت جثته إلى قرية سلوق التي تبعد عن بنغازي بحوالي 50 كيلومترًا، تموت ذاكرته، واكتشفت المقبرة بعد ذلك، وأمر الملك الليبي آنذاك ببناء ضريح كبير له في مدينة بنغازي ونقل الجثمان إليه، وبقي في مدينة بنغازي لعام 1980 م حتى أمر الرئيس معمر القذافي بإعادة الجثمان مرة أخرى إلى منطقة سلوق.
حقائق ومعلومات عن عمر المختار
من اثرى الشخصيات، وأكثر المجاهدين قرباً لقلوب أصحابه، وكما انه تمتع بالسيرة العطرة التي أجبرت حتى أعدائه على احترامه و تقديره، و فيما يلي نذكر أهم المعلومات عن المجاهد.
- حارب المستعمر الإيطالي لمدة 20 عامًا متتالية حتى تم القبض عليه وإعدامه.
- ظل يردد نفس الجملة لكل إيطالي قابله اترك ليبيا كلها.
- القوة التي أسرت المجاهد هي قوة رحلات السفاري الليبية.
- كل ما كان يمتلكه المجاهد هو مصحف ورثه عن والده، وكؤوس غنم من جنرال إيطالي، وحصان أعطاه إياه صديقه، وثوبان أحدهما يرتدي أحدهما ويغسل الآخر.
شاهد أيضا: من هو عمر المختار أسد الصحراء ويكيبيديا
من هو عمر المختار، إلى هنا نصل لنهاية المقال و الذي قدمنا من خلاله كل المعلومات التي تخص سيرة حياة المجاهد عمر المختار، ونتمنى ان نكون قد استوفينا كل المعلومات اللازمة.