ما هي العلمانية وما حكم الاسلام فيها، العلمانية هي مجموعة من المعتقدات تدور حول حقيقة أن الدين غير موجود في الأبعاد السياسية والاجتماعية، كما أن المفهوم هو أن النظام الفلسفي والسياسي أو النظام الاجتماعي هو الذي يرفض رفضًا قاطعًا أي شكل من أشكال التعامل مع القضايا الدينية على أساس مبدأ الفصل التام بين السياسة والدين، بالتالي سوف نتطرق من خلال مقالنا بالتعرف على ما هي العلمانية وما حكم الاسلام فيها، وسوف نتعرف أيضا على موقف الاسلام من العلمانية.
مفهوم العلمانية في الإسلام
العلمانية عقيدة جديدة تهدف إلى فصل الدين عن الدولة وينظر إليها على أنها حركة فاسدة لأنها تدعو إلى الإخلاص للعالم والانشغال بالرغبات الموجودة فيه، حيث هذه الأهداف التي وفقًا للتفكير العلماني هي الأهداف الرئيسية والوحيدة في الحياة تجعل الإنسان يبتعد عن الدين وينسى الآخرة ويعيش بلا مبالاة وغير راغب في التصرف في الحياة لصالحه، حيث أن مفهوم العلمانية على عدة وجوه وهي كالتالي:
- من وجهة نظر عقائدية فهو يقوم على ترك العمل بقواعد وقيود بدلاً من الإيمان بالدين.
- وإنكاره وهو ما يعتبر تجديفًا فاضحًا وتعدد الآلهة.
- أما العلمانية من الناحية التشريعية فمن الواضح أنها فصل الدين عن الدولة حيث يهدف إلى مشكلة أكثر شمولاً.
- لذا فإن هدفها الرئيسي هو فصل الدين ليس فقط عن الدولة ولكن عن جميع جوانب الحياة.
- وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أنه يشجع على حكم الآخرين أكثر مما أنزله الله.
- أما الناحية الأخلاقية فالعلمانية هي الفوضى والاضطراب الذي ينشر الفسق والشذوذ والاستخفاف بسنة الدين والتعليم.
شاهد أيضا: ماهي الهدايا التي يحبها الرجل في عيد الحب 2023
حكم العلمانية في الإسلام
نجد هيمنة الإسلام على المذاهب العلمانية والعلمانيين في الآيات الكريمة المذكورة في القرآن الكريم، وهي كالتالي:
- قال الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة آية 85:
- “أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا”.
- يقول الله تعالى سبحانه وتعالى في سورة هود آية 15 و16:
- “مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ”.
شاهد أيضا: من هي غادة بشور وما هي ديانتها الحقيقية
موقف الإسلام من العلمانية
كان الإسلام ينظر إلى العلمانية على أنها شرك توحيدي، كما قال الله تعالى في سورة العرف الآية 54 “أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ”، حيث لا يمكن أن تتحقق وحدة الربوبية إلا بالتمييز بين الخلق والله، بالتالي تتكون المسألة من جزأين الكون والقانون ويتم التمييز بينهما في النظام القانوني من خلال الاعتراف فقط بالسيادة العليا لله، بالإضافة إلى التشريع المطلق فلا شيء يحل إلا بإذن الله ولا شيء يحرم إلا ينهى الله عنه.
إن العلمانية ثورة على النبوة فقد قال بن القيم الجوزية رحمه الله:
- “وأما الرضا بنبيِّه رسولاً: فيتضمن كمال الانقياد له، والتسليم المطلق إليه، بحيث يكون أولى به من نفسه، فلا يتلقَّى الهدى إلا من مواقع كلماته، ولا يحاكم إلا إليه، ولا يحكم عليه غيره، ولا يرضى بحكم غيره البتة، لا في شيء من أسماء الرب وصفاته وأفعاله، ولا في شيء من أذواق حقائق الإيمان ومقاماته، ولا في شيء من أحكامه ظاهره باطنه، لا يرضى في ذلك بحكم غيره، ولا يرضى إلا بحكمه”
في نهاية المقال تعرفنا على ما هي العلمانية وما حكم الاسلام فيها، وبالتالي تعرفنا أيضا على حكمها في الإسلام، بالإضافة إلى ذلك سردنا لكم موقف الاسلام منها.