تخطيط موارد المؤسسات هو نظام متكامل يلعب دوراً حيوياً في تحسين أداء الشركات الحديثة، حيث يهدف إلى إدارة الموارد البشرية والمالية والمواد بشكل متكامل، مساهماً في تعزيز كفاءة الشركات.

في هذا المقال، سنبدأ بالتعرف على مفهوم نظام تخطيط موارد المؤسسات وكيفية عمله عبر تنسيق وتبادل المعلومات بين الأقسام المختلفة للشركات. كما سننظر في استخدامات هذا النظام وكيف يمكن للشركات الاستفادة منه لتحسين أدائها واتخاذ قراراتها الاستراتيجية بثقة. 

 

والآن، دعنا نغمر سوياً في عالم تخطيط موارد المؤسسات، لنكتشف الفوائد العظيمة التي يقدمها للشركات الراغبة في التطور والازدهار.

أولاً: ما هو نظام تخطيط موارد المؤسسات؟

نظام تخطيط موارد المؤسسات هو نوع من حلول البرمجيات التي تعتمد عليها الشركات لتنظيم وإدارة أنشطتها اليومية تلقائيًا.

في الماضي، كانت تستخدم هذه الأنظمة في العديد من الوظائف الأساسية مثل التصنيع والتمويل والحسابات وإدارة المشاريع وعلاقات العملاء وسلاسل التوريد وغيرها. ومع تطور التكنولوجيا، أصبحت أنظمة تخطيط موارد المؤسسات الحديثة أداة أساسية وضرورية لنجاح الشركات.

بفضل هذه الأنظمة الحديثة، تمكنت الشركات من أتمتة العديد من الأنشطة والمهام اليومية مثل إدارة المخاطر وعلاقات العملاء وتخطيط الموارد والميزانية والتنبؤ وإعداد التقارير. يتم ذلك من خلال دمج جميع العمليات المطلوبة للإدارة في نظام واحد متكامل، مما يجعل العمليات أكثر فاعلية وموحدة.

وبجانب الوظائف الأساسية التي ذكرناها،، قد يحتوي نظام تخطيط موارد المؤسسات على حلول برمجية لتخطيط الموارد البشرية، وإدارة المخزون، والمبيعات والتسويق، والتمويل وغيرها من الوظائف الأخرى. يلعب هذا النظام دورًا حيويًا في تحليل البيانات والتنبؤ بالوضع المالي والأداء التجاري للشركة بدقة، مما يساعدها على اتخاذ قرارات استراتيجية ناجحة.

 

لذا، باستخدام نظام تخطيط موارد المؤسسات، يمكن للشركات تحقيق تحسين الكفاءة والتنظيم في أعمالها، مما يُمكِّنها من تحقيق النجاح والاستدامة في السوق التنافسي. لذلك، يمكن اعتبار هذا النظام ركيزة أساسية لتحقيق النمو والتطور في العالم الاقتصادي المعاصر. 

ثانياً: كيف يعمل؟

الآن بعد أن تعرفنا على مفهوم أنظمة تخطيط موارد المؤسسات وكيفية عملها بشكل عام، دعنا نتعمق أكثر في معرفة طريقة عمل هذه الأنظمة بشكل تفصيلي.

أنظمة تخطيط موارد المؤسسات تهدف ببساطة إلى تعزيز كفاءة الشركة من خلال إدارة الموارد البشرية بشكل متكامل. وبالرغم من تركيز برامج تخطيط موارد المؤسسات على تحسين استخدام الموارد البشرية، إلا أنها لا تقتصر على تقليل عدد الموظفين فقط. بل تضمن أيضًا عدم التأثير على جودة الأعمال وأداء العمليات، وهما جزءان أساسيان من عوامل النجاح والربحية المؤثرة في الأعمال الصغيرة.

 

حيث تستخدم أنظمة تخطيط موارد المؤسسات تنسيقًا معياريًا ثابتًا للبيانات في الوقت الفعلي، وتتيح هذه الأنظمة تنقل المعلومات بسهولة بين الأقسام المختلفة لأداء الأعمال ذات الصلة. فعند إدخال البيانات من قبل أحد الأقسام، تصبح هذه المعلومات متاحة على الفور للأقسام الأخرى التي تحتاج إلى استخدامها. بالتالي، يمكن للشركة الاعتماد على تنظيم منسق يتيح لها رؤية شاملة لعملياتها ويسهل اتخاذ القرارات

 

على سبيل المثال، لنفترض أن لدينا شركة توصيل طعام محلية تدير عدة مواقع لتلبية طلبات العملاء وتحسين تجربتهم. تُستخدم في هذه الحالة أنظمة تخطيط موارد المؤسسات لتنظيم كل التفاصيل المتعلقة بتوصيل الطعام وإدارة الموظفين العاملين في المواقع المختلفة. ومن خلال هذه التقنية، يُمكن الاستفادة من التحسينات التالية:

 

  • أولاً: يمكن تحسين عمليات الطلبات بشكل كبير. فعندما يتم استلام طلب جديد، يتم تسجيل المعلومات في نظام تخطيط الموارد بشكل فوري ومنظم. هذا يساعد على تحديد الموارد المتاحة وتوجيهها إلى الموقع الأنسب لتنفيذ الطلب بأفضل وقت وجهد ممكن.
  • ثانيًا: يُمكن تحديث الحسابات بشكل متكامل وسريع. بمجرد إتمام الطلب وتوصيله بنجاح، يتم تسجيل التفاصيل المالية في النظام، مما يُمكن الشركة من مراقبة الإيرادات والمصروفات بدقة واضحة.
  • ثالثًا: يُمكن تنظيم عمليات التسليم بشكل دقيق وفعال. يتيح نظام التخطيط المركزي رؤية شاملة لكل المواقع والموظفين المعنيين بالتسليم. وبالتالي، يُمكن تحديد أفضل الطرق والتوقيتات لتجنب التكرار وتحسين كفاءة عمليات التسليم.

ثالثاً: ما هي استخدامات نظام تخطيط موارد المؤسسة؟

في الواقع، تتنوع استخدامات نظام تخطيط موارد المؤسسات ليشمل جميع مفاصل الشركة، وتظهر الميزة التنافسية لمزودات هذه الأنواع من البرامج في توفير العناصر اللازمة للمؤسسة وفق نوع نشاطها وحجمها.

1) القسم المالي

تشير الإحصائيات إلى أن نحو 13.86% من استخدامات نظام تخطيط موارد المؤسسة تنصب حول القسم المالي، حيث يتيح النظام تسجيل عمليات الدفع والقبض تلقائيًا من خلال أتمتة هذه العمليات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للنظام إدارة الدفاتر المالية بالشركة بشكل شامل ومنهجي، مما يُسهِّل تحقيق رؤية متكاملة لموارد الشركة المالية من قِبل المدراء التنفيذيين.

2) علاقات العملاء

يتميز نظام تخطيط موارد المنشأة في معظم الشركات بتضمين نظم متكاملة لإدارة علاقات العملاء، مما يسمح للموزعين بملء استمارات من مواقع الموزعين، وتمكنهم من جمع بيانات العملاء بهدف تحليلها في المستقبل.

3)  إدارة المشاريع

يتميز نظام تخطيط موارد المؤسسة بقدرات عالية تُمكِّن من إدارة المشاريع وتنفيذها بشكلٍ أكثر مرونة ودقة. كما يوفر النظام بنك المعلومات الشامل الذي يتيح الاستجابة للاستعلامات المرتبطة بحالة المشروع، وأجور ساعات الخدمة المُقدَّمة، والنفقات، وإدارة الاتصالات الداخلية بين أفراد فريق الشركة وكذلك الاتصالات الخارجية مع العملاء.

4) التجارة الإلكترونية

يتضمن نظام تخطيط موارد المنشأة مجموعة من العمليات البرمجية الضرورية لوظائف التجارة الإلكترونية، مثل إضافة المنتجات وتحديثها على موقع المؤسسة أو متجرها الإلكتروني. كما يُمكن أن يتضمن التفاصيل المتعلقة بالطلبات وإدارة المخزون وغيرها من أدوات التجارة الإلكترونية.

5) إدارة المشتريات

يُمكن للمؤسسة أتمتة عمليات الشراء بسهولة، مثل ارسال طلبات عروض الأسعار وتخزين الطلبات تلقائيًا في قاعدة البيانات الخاصة بالمنشأة، وذلك من خلال نظام إدارة موارد المنشأة المتوافق مع حجمها وطبيعة عملها.

وبذلك نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا اليوم الذي تعرفنا من خلاله على تخطيط موارد المؤسسات وكيف يعمل هذا النظام في تنسيق وتبادل المعلومات بين الأقسام المختلفة للشركات. كما تعرفنا على استخداماته والفوائد العظيمة التي يقدمها للشركات الراغبة في التطور والازدهار.

نأمل أن يكون هذا المقال قد أفادكم وزودكم بمعلومات قيمة حول هذا النظام المهم في عالم الأعمال الحديث.