ما حكم تناجي اثنان دون الثالث، فقد جاء الاسلام ليوضح بعض الامور الشرعية والفقهية التي يحتاج المسلمين معرفتها في دنياهم، حتى لو يقع في الخطأ والعصيان، فقد انزل الله القران الكريم كمصدر اول ثم جاءت السنة النبوية بعده لتوضيح ما لم يوضحه القران الكريم من الاحكام والامور الشرعية، وسنتعرف في مقالنا الحالي الى حكم تناجي فردان دون الشخص الثالث، ما حكم تناجي اثنان دون الثالث

ما المقصود في تناجي اثنان دون الثالث

عندما يتحدث فردان سرا اما شخصا اخر ويكون الكلام بينهما سرا بطريقة الالغاز ودون طلب الاذن من الشخص الثالث فان هذا الامر يسمى التناجي، وتعني بمعنى آخر انهما تحدّثا بشرح طريقة غير مفهومة، ويكون ذلك عندما يتواجد ثلاثة أشخاص في مكانٍ معيّن ويتحدّثون فيما بينهم، ثمّ يقوم اثنان منهما بالتهامس في السّر دون أن يَسمع الشّخص الثالث حديثهما، أمّا عند قول تناجي العاشقين فالمقصود منه أنّه اعترف أحدهما للآخر بمشاعره الدّفينة في قلبه وكشف له حبّه، وقولهم يناجي الله في السّر والعلانية أي يتوجّه إلى الله في صلاته ودعائه ويخاطبه بما يجول في فكره في جميع أوقاته.

شاهد ايضا: حكم تقديم صيام الست على القضاء

ما حكم تناجي اثنان دون الثالث

فقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم تناجي شخصان امام الشخص الثالث سرا دون الاستئذان منه، وهناك ادلة في القران الكريم والسنة النبوية توضح ذلك، فقد ورد في كتاب الله العزيز قوله تعالى {إنّما النّجوى من الشّيطان}، كما ورد في الحديث الصّحيح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال “إِذَا كَانُوا ثَلاثَةً فَلا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ، قال أبو صالحٍ فقُلْتُ لابنِ عمرَ فأربعةٌ قال لا يضُرُّك”، وهذا دليل واضح على أنّ الإسلام قد منع التّناجي بين شخصين دون الثّالث معهما وحرّم عليهم ذلك، إلّا إن أصبحوا أربعةً أو أكثر من ذلك فيجوز لهما أو يتوجب عليهم استئذان الشّخص الثالث للتناجي سرًّا.

من حكم تناجي اثنان دون الثالث

هل يجوز التناجي بين اثنين دون الثالث

حيث انه اذا كان في المجلس ثلاثة افراد وتناجى اثنان دون طلب الاذن من الشخص الثالث فانه لا يجوز ذلك، اما ازا كان اكثر من ثلاثة افراد فانه لا مانع، والدليل على ذلك من السّنّة الشّريفة ما ورد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال “إذا كنْتُم ثلاثةً فلا ينتَجي اثنانِ دونَ صاحبِهما وقالَ سفيانُ في حديثِه لا يتَناجى اثنانِ دونَ الثَّالثِ فإنَّ ذلِك يحزنُهُ”، وهو ما أجمع عليه علماء الفقه والدّين حيثُ يحرّم على المسلمين أن يتناجوا دون ثالثهما إلّا بإذنٍ منه او إن كانوا جماعةً من أربعة أشخاص وما فوق.

متى يكون التناجي غير منهي عنه

ذكرنا سابقا ان التناجي الغير منهي عنه او بمعنى اخر يكوك جائزا اذا اذن لهما من الفرد الثالث، او اذا كان في المجلس اربعة اشخاص، أنّهم اختلطوا بالناس، فقد حرّم الله تعالى على المسلمين التّحدّث بصوت منخفض بينهما سرًّا دون الشّخص الثالث، وقد علّمنا رسول الله صلّى عليه وسلّم بأنّ التّناجي يكون بحضور الجماعة من أربعة أشخاص، لأنّ التناجي بين اثنان دون الثالث يدخل الحزن إلى قلبه وذلك فيه أذىً لقلب المسلم وقد نهانا ديننا الإسلامي عن ذلك.

ما حكم تناجي اثنان دون الثالث، وفي نهاية مقالنا الحالي تحدثنا الى معنى التناجي، وكذلك الى حكم تناجي شخصان دون الثالث، فقد نهى الرسول والكتاب الكريم عن ذلك من خلال ادلة شرعية واردة، وايضا تعرفنا الى الحالة التي يجوز فيها التناجي.