ما حكم الصيام في شهر شعبان، يعتبر شهر شعبان واحد من الأشهر التي غفل عنها الناس، ومن أهم فضائل صيامه أن يكون مَخفيّاً؛ ويكون بين العبد وربّه، من أجل تحقيق إخلاص العمل لله عز وجل، والابتعاد عن الرياء، ويعد أشقّ على النفس؛ لأنّ الصائمون في هذه الأيّام ويتفطّنون لها قِلّة، ويحصلون على أجر عظيم.
ما هو صيام التطوع
صوم التطوع جائز شرعًا في كافة أوقات العام ما عدا الأيام التي نهى عن صومها وهي “أيام العيدين، وأيام التشريق وهي الأيام التي تلي عيد النحر، النهي عن صوم يوم الجمعة منفردًا، والنهي عن إفراد يوم السبت بالصيام، والنهي عن صوم يوم الشك، والنهي عن صوم الدهر أي يحرم صوم السنة كلها، والنهي عن صيام المرأة وزوجها حاضر إلا بإذنه، والنهي عن وصال الصوم” وغيرهم.
ويعد صيام التطوع هو صوم ليس بواجب، وهو من أجل العبادة وعبد من أشرف العبادات، وهو من الطاعات المباركة التي لها آثار عظيمة، وصوم التطوع باب من أبواب الخير، وهو من أسباب مغفرة الذنوب، ونيل الثواب العظيم، وهو حصن النار، ورادع الشهوات، وقد ذكرت النصوص الشرعية الأيام التي يستحب فيها الصيام، مثل ستة من شوال، وعشر ذي الحجة، وغيرها.
ما حكم صيام شهر شعبان
إن الصيام في شهر شعبان مُستحَبٌّ؛ فكان الرسول محمد عليه الصلاة والسلام يصومه، ويحرص عليه، وقال بعض العلماء، مثل أبي داود، والنسائيّ أنّه صامه كاملاً.
وقد أوضح أهل العلم على اختلاف طوائفهم أن شهر شعبان من الأشهر المباركة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يصومها كثيرًا، لذلك يستحب للمسلمين الإكثار من صيامه، وقد اعتمد عليه العلماء، وفي ذلك من الأحاديث التي رُوِيت عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الصدد، رأت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت لم أر الرسول، صوم الله صلى الله عليه وسلم شهرين متتابعين إلا أنه كان يصلي شعبان ورمضان “، والدة المؤمنة عائشة رضي الله عنها، وقد ذكر كل من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة أن صيام شهر شعبان من أفضل صيام التطوع، وهو مستحب والله أعلم.
شاهد أيضاً: ما حكم صيام يوم الجمعة في شهر شعبان
حكم الصيام بعد نصف شعبان
يعتبر صيام نهار النّصف من شعبان دون غيره غير مشروع، بحيث لا يوجد أي شيء يدل على صيامه بالتحديد من غير أيّام شعبان الأخرى، ولكن صيامه أصبحمشروعاً ومندوباً إذا كان من غير تخصيص.
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إذا نصف شعبان فافعلوا) ليست سريعة، لذلك يجب على المسلم أن يصوم من أول شهر شعبان وأن لا يصوم بعد نصفه، قال (لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين إلا الرجل الذي كان يصوم فليصوم)، إذا صادف صيامه بعد نصف شعبان عادة أنه صيامه كصيام الاثنين والخميس جاز له ذلك، وأما الصيام لأنه شعبان فلا يجوز، والله ورسوله أعلم.
حكم صيام شهر شعبان كاملاً
يعد شهر شعبان هو الشهر الثامن من السنة الهجريّة، وهو يقع بين شهرَي رجب، ورمضان، وسمى بلك لأنّه شَعَب بين شهرَي رمضان، ورجب، ويعتبر من الشهور المباركة.
اختلف العلماء في حكم صيام شهر شعبان، هل يستحب للمسلم أن يصوم الشهر كله أو بعضه. في السنين، وفي سنين أخرى صام بعضها، وقال آخرون إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكمل صيام شهر إلا شهر رمضان، كل ذلك وأنه ربطه برمضان، فالأمر واسع والله ورسوله أعلم.
شاهد أيضاً: حكم الجمع في الغبار والريح الشديدة
حكم صيام ليلة منتصف شعبان
يستحب للمسلم أن يقوم بالاكثار من الصيام في هذا الشهر الفضيل؛ ويكون اقتداءً بالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-؛ وواظب على الصيام تطوُّعاً لله عز وجل، وقالت أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (وما رأيتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم استكمَلَ صِيامَ شَهرٍ قَطُّ إلَّا رَمضانَ، وما رأيتُه في شَهرٍ أكثَرَ منه صيامًا في شَعبانَ).
لا يصح صيام نصف شعبان خاصة بها دون بقية الأيام، وهو من البدع المنكرة كما ذكر أهل العلم، عن شعبان في الحديث الضعيف (إن كانت ليلة منتصف شعبان فقم ليلتها، وصوم نهارها، فإن الله ينزل عليها عند غروب الشمس إلى السماء السفلى، فيقول إلا من استغفر لي فأغفر له! أَلَيْسَ رَحِيمًا فَهُوَهُ، أَوْلاَ مَذَلَّا، فَأَشْفِيهُ إِلاَّ كَذَا وَكَذَا، حَتَّى يَفْجُرُ »، لا يصح الاعتماد عليها؛ لأن أهل العلم قالوا إنها مفبركة، ويمكن للمسلم أن يصوم نصف شعبان المتعلق بالأيام السابقة، أما تحديدها فلا يجوز، أو أن صيامهم هو عادة اتخذها، كصيام أيام بياض كل شهر، وصيامه يصادف صيام منتصف شعبان، فلا يكون ولا حرج فيه والله أعلم.
وبهذا انتهينا من المقال الذي تحدثنا فيه عن شهر شعبان، وما حكم صيامه، وأقوال العلماء في صيام شهر شعبان، وحكم صيام النصف الأخير منه، والأحكام الأخرى التي تتعلق بالصيام في شهر شعبان.