ما حكم الزوج الذي لا ينفق على زوجته العاملة، في الأيام الأخيرة ظهرت الكثير من الأعباء المادية وزادت بشكل كثير، فبعض النساء اضطرت إلى العمل من أجل المساعدة في النفقات، فمن الفطرة التي خلق الله عز وجل الكون عليها وذكرت في الشريعة الإسلامية هي بأن الزوج هو من يقوم بالتكفل بكافة المصاريف للبيت وأيضاً مصاريف زوجته، ولكن عندما عملت المرأة أدى ذلك إلى جعل الكثير من الرجال يتكلمون على هذا، وامتناعهم عن الإنفاق على زوجاتهم.

ما حكم الزوج الذي لا ينفق على زوجته العاملة

إن نفقة الزوج على الزوجة هي أن يقوم بالتكفل بكافة متطلبات الحياة لها وإلى أبنائه من مأكل ومشرب ومسكن ودواء وكسوة، ويكون متوافقاً مع قدرته المالية، فإن الزوجة إذا عملت فإن راتبها هو الحق الشخصي لها، ولا يمكن للزوج الحق بأخذ منها أي شيء إلا بطيب خاطر، وأنه من حق الزوجة أن تعمل طالما بأنه عملها لا يوجد فيه أي شيء يغضب الله عز وجل.

ذكر من قبل دار الإفتاء في السعودية عن حكم الزوج الذي لا ينفق على زوجته العاملة حيث قالت “للزوجة ذمة مالية مستقلة عن زوجها، ومن الواجب على زوجها أن ينفق عليها، حتى ولو كانت عاملة وإنفاقه عليها تأتي قبل نفقته على أبويه ولو كانا فقيرين”.

شاهد أيضاً: الحكمة من صيام عشر ذي الحجة إسلام ويب

دليل وجوب نفقة الزوج على زوجته

يوجد بعض من الفقهاء أجمعوا على وجوب النفقة على الزوجة، بحيث أن النفقة على الزوجة تكون فرض، وقال تعالى: “لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً”، وإن السنة النبوية يوجد فيها الكثير من الأدلة التي وجبت الإنفاق على الزوجة والأبناء، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صل الله عليه وسلم قَالَ: “إِذَا أَنْفَقَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ يَحْتَسِبُهَا فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ”، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صل الله عليه وسلم: “دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي رَقَبَةٍ، وَدِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ،
وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ، أَعْظَمُهَا أَجْرًا الَّذِي أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ”.

رأي الشيخ محمد بن صالح العثيمين في نفقة الزوج على زوجته

ورد عن الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عن نفقة الزوج على زوجته حيث قال “أنه من الواجب على الإنسان أن يقوم بالإنفاق على أهله، وعلى زوجته وأبنائه بالمعروف حتى لو كانت زوجته صاحبة مال أو ثرية، فإنه مازال عليه واجب الإنفاق عليها”.
“إذا كانت الزوجة تعمل مدرسة وقد شرط على الزوج عند عقد الزواج أن يمكنها من التدريس، فإنه لا حق له في أن يأخذ شيئًا من راتبها، لا نصفه ولا أقل ولا أكثر، طالما شُرط عليه العمل قبل الزواج ورضي بذلك”.

متى تسقط حقوق الزوج

إن حق الزوج على زوجته يسقط إذا امتنع عن الإنفاق على زوجته، بحيث أن نفقة الرجل على زوجته تكون بشكل ثابت بالإجماع والنصوص، ويسقط حق الزوج على زوجته إذا أعسر في النفقة بحيث أن الإعسار بالنفقة يكون من خلال عدم الإنفاق عليها بصورة متعمدة، فإن الضرر الذي يحصل للزوجة بالامتناع والإعسار في النفقة واحد.

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا والذي بينا لكم فيه عن ما حكم الزوج الذي لا ينفق على زوجته العاملة، وأيضاً دليل وجوب نفقة الزوج على زوجته، ورأي الشيخ محمد بن صالح العثيمين في نفقة الزوج على زوجته.