صحة حديث من بلغ عبادي بشهر رمضان، هناك العديد من الأحاديث النبوية الغير صحيحة، ورد ذكرها وتوضيحها من قبل أئمة العلم وتم النهي عن تداولها لضعفها، وطرح العديد من الأشخاص الاستفسارات بشأن صحة الحديث المتعلق بشهر رمضان المبارك، ومقال اليوم سوف يتناول التوضيح الكافي لصحة الحديث بين السطور الآتية، من خلال التعرف على صحة حديث من بلغ عبادي بشهر رمضان.
حديث من بلغ عبادي بشهر رمضان
عُرف بين الكثير من الناس الحديث بنص: “من بلغ الناس بشهر رمضان حرمه على النار”، وحديث “اذا سبق شخص بإخبار شخص آخر عن شهر رمضان حرمت عليه النار”، وغير ذلك من الأحاديث، وغير ذلك من الأحاديث التي يتبادلها بعض الناس مع اقتراب شهر رمضان المبارك، وفيما يأتي سيتمّ التعرف على صحة حديث من بلغ عبادي بشهر رمضان وأحكام العمل به ما شابهه من الأحاديث.
شاهد ايضا: خطبة مؤثرة عن استقبال شهر رمضان
صحة حديث من بلغ عبادي بشهر رمضان
وبالرجوع الى ما قاله المفسرين في صحة الحديث المطروح، اتضح أن حديث من بلغ عبادي بشهر رمضان حديثٌ مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم لا وجود له لا في كتب السنة ولا في أيّ كتب تفسير ولم يقم بذكره أيّ أحدٍ من أهل العلم، ولم يتمّ تصنيفه في الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة حتّى، لذلك من المحتمل أنّه تمّ وضعه حديثًا، وقد ذكر ابن الجوزي قوله عن الأحاديث الموضوعة: “ما أحسن قول القائل: إذا رأيت الحديث يباين المعقول أو يخالف المنقول أو يناقض الأصول فاعلم أنه موضوع”. وأن يناقض الأصول يعني أن يكون خارجًا عن دواوين الإسلام من المسانيد، والكتب المشهورة، وهذا الحديث لم يرد لا في كتاب ولا في مسند ولا ما نحوهما، ومن المهم للمسلمين أن يعلموا أنّه قد ورد في الصحيح ما رواه المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: “سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ كَذِبًا عَلَيَّ ليسَ كَكَذِبٍ علَى أَحَدٍ، مَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن نِيحَ عليه يُعَذَّبُ بما نِيحَ عليه”. والله ورسوله أعلم.
فضل من يسبق غيره بالإخبار عن رمضان
وبعد الاطلاع على صحة حديث من بلغ عبادي بشهر رمضان لا بد من توضيح صحّة ما يروى في فضل السابقين بإخبار غيرهم ببداية رمضان، حيث يروى أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “إذا سبق شخص بإخبار شخص آخر حرمت عليه النار”، وهذا الحديث كذلك لا صحّة له ولا وجود له في ربوع السنّة ودواوينها والله ورسوله أعلم.
أحاديث منتشرة عن شهر رمضان لا تصح
من الأحاديث النبوية المنتشرة عن شهر رمضان التي لا يصح ذكرها، ولا يجوز تناقلها وروايتها، ما جاء في هذه الأقاويل كالتالي:
- “شهر رمضان أوَّله رحمة، وأوسَطه مغفرة، وآخِره عتق من النار”.
- “صوموا تصحُّوا”.
- “لو يعلم العِباد ما في رمضان، لتمنَّت أمتي أن يكون رمضان السَّنة كلها، إنَّ الجنة لتتزين لرمضان من رأس الحَول إلى الحول ……إلخ”.
- “مَن أدركه شهر رمضان بمكة فصامه، وقام منه ما تيسَّر، كتَب الله له صيام مئة ألف شهر رمضان في غير مكة، وكان له كل يوم حملان فرس في سبيل الله، وكل ليلة حملان فرس في سبيل الله، وكل يوم له حسنة، وكل ليلة له حسنة، وكل يوم له عتق رقبة، وكل ليلة له عتق رقبة”.
- “اللهمَّ بارك لنا في رجب وشعبان، وبلِّغنا رمضان”.
حكم تداول أحاديث مغلوطة عن الرسول
وقد نهى رسول صلى الله عليه وسلم عن نقل الكذب عنه، أو تداول أي أحاديث تنسب له مشكوك فيها، ولم يرد أي دليل لصحتها، ومنها ما نطرحه هنا للاطلاع عليها وتميييزها:
- وغلظ الله عقوبة من يفعل ذلك، كما جاء في قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- :”مَنْ تَقَوَّلَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ” رواه بن ماجة وصححه الألباني.
- وفي قول آخر عن ابن عباس أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال :”اتَّقُوا الحَدِيثَ عَنِّي إِلاَّ مَا عَلِمْتُمْ، فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّار”.
- لذلك لابد على جميع المسلمين الحذر فيما يتناقلوه من أحاديث، فيجدر بهم التأكد من صحتها أولاً قبل الاستدلال بها.
صحة حديث من بلغ عبادي بشهر رمضان، ولاشك ان شهر رمضان له فضائل جمة وعظيمة، لكن لم يكن الحديث المطروح من ضمن هذه الفضائل، وقمنا بالتعرف على صحة الأحدايث المنتشرة بين المسلمين بما يخص الشهر الفضيل، والى هنا ننتهي من مقال اليوم ونصل الى الختام.