شهد جابر بن عبدالله مع النبي كم غزوة، تزخر السيرة النبوية الشريفة العطرة بقصص الصحابة والتابعين، قصص من حملوا راية الإسلام ودافعوا عنها، وجابر بن عبد الله من الذين صدقوا عهدهم مع النبي صلى الله عليه وسلم، من هو جابر بن عبدالله، متى أسلم، وكيف كانت سيرته بين الناس، وما الذي ناله من محبة النبي صلى الله عليه وسلم، سنتعرف على جابر بن عبد الله.
من هو الصحابي جابر بن عبدالله
هو الصحابي جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري الخزرجي، يكنى بأبي عبد الله وأبي عبد الرحمن، أبوه هو الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن حرام، من السابقين في الإسلام ومن أهل بدر، وقد كان جابر صغيراً عندما شهد معه بيعة العقبة الثانية، وكان جابر من أهل بيعة الرضوان أيضاً، ونال جابر من عطف النبي صلى الله عليه وسلم وحنانه ورعايته الكثير، فقد اهتم به اهتماما كبيرا، يسأله عن حياته ومعاشه وأحواله كلها، ويوجهه دائما نحو الخير. لازم جابر النبي صلى الله عليه وسلم سنوات طويلة، وتعلم الكثير، وكان رضي الله عنه من المكثرين الحفاظ للسنن، وهو من أشهر رواة الحديث، روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم أحاديث بلغ مجموعها «1540» حديثاً.
شاهد أيضاً: من هو الصحابي المستجاب الدعاء
كم عدد غزوات جابر بن عبد الله الأنصاري؟
لم يتوانى جابر بن عبد الله الأنصاري -رضي الله عنه- عن الجهاد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يتخلف عن أي غزوة معه، إلا في بدر وأحد، وذلك بسبب منع والده له من الخروج إلى الجهاد، ليبقى مع أخواته الصغيرات ويرعاهنَّ، لأنَّ والده كان من أوائل المجاهدين مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن أوائل الشهداء في الإسلام، وقد ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه جابر بن عبد الله نفسه، أنَّ عدد الغزوات التي شارك فيها هو تسع عشرة غزوة، جاء في الحديث: (غَزَوْتُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ تِسْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً. قالَ جَابِرٌ: لَمْ أَشْهَدْ بَدْرًا، وَلَا أُحُدًا مَنَعَنِي أَبِي، فَلَمَّا قُتِلَ عبدُ اللهِ يَومَ أُحُدٍ، لَمْ أَتَخَلَّفْ عن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في غَزْوَةٍ قَطُّ)
شاهد أيضاً: من هو آخر من توفي من الصحابة
جابر وتمسكه بالجهاد
كان جابر بن عبد الله لا يترك غزوة من غزوات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا حضرها، حتى في أيام زواجه الأولى، فقد خرج جابر للجهاد وهو ما يزال عريساً، فقد روى جابر في الحديث الصحيح أنَّه كان راجعاً مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة من إحدى الغزوات، وكان الجمل الذي يركب عليه جابر بطيئاً في سيره، فرآه النبي -صلى الله عليه وسلم- فتأخر حتى يسير بجانبه، فلما صار بجانبه سأله عن جمله، فأخبره جابر بأنَّه ضعيف ومريض، فدعا له النبي -صلى الله عليه وسلم- فصار الجمل قوياً وسريعاً.
وقد روى عن جابر بن عبدالله عدد من كبار التابعين كسعيد بن المسيب والحسن البصري وعطاء بن أبي رباح وغيرهم، وهو مفتي المدينة المنورة بلا منازع بعد عبد الله بن عمر، وقد عاش ما يقارب التسعين عاماً، شهد جابر بن عبدالله مع النبي كم غزوة.