حكم صوم العشر من ذي الحجة ابن باز، إن الأيام العشر من ذي الحجة تعتبر من الأيام الفضيلة والمباركة على الإطلاق، بحيث علا وعظم شأنها العديد من العبادات عن كل العبادات والطاعات الأخرى، وذكر فضلها وأجرها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، فشهر ذي الحجة واحد من أشهر الحرم الأربعة في الجاهلية والإسلام، ومن خلال موقع تفاصيل سنبين لكم الكثير من الأحكام التي تتعلق بالعشر من ذي الحجة وأيضاً حكم صوم العشر من ذي الحجة ابن باز.

حكم صوم العشر من ذي الحجة ابن باز

إن الصوم هو سنة لقول الرسول محمد عليه الصلاة والسلام: “ما من أيام العمل الصالح فيها خير وأحب إلى الله من هذه الأيام العشر”، فصيام الأيام التسع من ذي الحجة هو أمر مستحب، بحيث أن الأعمال الصالحة شملت كافة العبادات من أجل تحقيق رضا الله سبحانه وتعالى، فالصيام يكون مندرجاً ضمن هذا العمل، وإن كان تم وروده في رواية عائشة بأن الرسول ﷺ لم يقم بصوم هذه الأيام، وبقوله أقر استحباب كل الأمور التي فيها طاعة لله عز وجل.

وقال ابن باز: “ولكن عدم صومه صلى الله عليه وسلم العشر لا يدل على عدم أفضلية صيامها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد تعرض له أمور تشغله عن الصوم، وقد دل على فضل العمل الصالح في أيام العشر حديث ابن عباس المخرج في صحيح البخاري، وصومها من العمل الصالح؛ فيتضح من ذلك استحباب صومها في حديث ابن عباس، وما جاء في معناه”.

شاهد أيضاً: حكم الأخذ من الشعر في عشر ذي الحجة

فضل صيام عشر ذي الحجة ابن باز

إن الصيام هو واحد من الطاعات التي يتقرب من خلالها العبد إلى ربه وهو يرجو الأجر والثواب منها الدعاء والصلاة والصدقة والحج وغيرها الكثير من الأعمال الصالحة الأخرى، وله من الأجر والثواب الكبير والعظيم في هذه الأيام المباركة، ويعد كل عمل من الأعمال الموجودة فيها الطاعة إلى الله سبحانه وتعالى يكون الأجر مضاعف إذا ما تم وقوعها من قبل العبد في الأيام هذه، وأيضاً يؤدي ذلك إلى قدسيتها، وورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: “ما من أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ من هذه الأيَّامِ العشرِ . فقالوا: يا رسولَ اللهِ، ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ؟ فقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ إلَّا رجلٌ خرج بنفسِه ومالِه فلم يرجِعْ من ذلك بشيءٍ” فإن الصيام في هذه الأيام أجر وثواب كبير وعظيم مثله مثل العبادات الأخرى.

هل صيام عشر ذي الحجة بدعة

لا يوجد لذلك أي صحة من القول بأنها بدعة وقال عنه ابن باز رحمه الله جاهل، بحيث أن الرسول ﷺ حض على القيام بالكثير من الأعمال الصالحة، فالصيام هو واحد من هذه الأعمال، حيث قال النبي ﷺ: “ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر قالوا: يا رسول الله: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء”، رواه البخاري في الصحيح.

قال ابن باز: “ولو كان النبي ﷺ ما صام هذه الأيام، فقد روي عنه ﷺ أنه صامها، وروي عنه أنه لم يصمها؛ لكن العمدة على القول، القول أعظم من الفعل، وإذا اجتمع القول والفعل كان آكد للسنة؛ فالقول يعتبر لوحده، والفعل لوحده، والتقرير وحده، فإذا قال النبي ﷺ قولًا أو عملًا أو أقر فعلًا كله سنة، لكن القول هو أعظمها وأقواها، ثم الفعل، ثم التقرير، والنبي ﷺ قال: “ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام يعني العشر”، فإذا صامها أو تصدق فيها فهو على خير عظيم، وهكذا يشرع فيها التكبير والتحميد والتهليل؛ لقوله ﷺ: “ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد وفق الله الجميع”.

شاهد أيضاً: حكم صيام العشر من ذي الحجة

هل يجوز قطع صيام العشر من ذي الحجة

حكم قطع صيام العشر من ذي الحجة في الدين الإسلامي جائز ولا يكون في ذلك حرج، فصيام العشر من ذي الحجة سنة مستحبة، لأنه يعد واحد من الأعمال الصالحة، فإن الأعمال الصالحة في هذه الأيام تكون أحب إلى الله عز وجل عن باقي الأيام الأخرى، وهو من صيام التطوع، ولا يوجد أي بأس من قطع صيام التطوع في الدين الإسلامي، على الرغم من الأفضلية أن يكمل المسلم صيام الأيام التسعة حتى ينال الأجر والفوز بالرضا والمغفرة، ولكن إذا قطع الصيام فلا بأس به، وحتى وإن لم يكن للضرورة.

الحكمة من صيام عشر ذي الحجة

الحكمة من صيام عشر ذي الحجة

ذكر عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأنه صام العشر الأوائل من ذي الحجة، وقد حافظ على صيام الأيام هذه؛ وروي عن أم المؤمنين السيدة حفصة رضي الله عنها حيث قالت: “كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ، وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ”، وورد عن المحدث في العديد من الأسانيد للأحاديث عن فضل صيام العشر من ذي الحجة.

لم يتم ثبوت صيام العشر من ذي الحجة أي حديث صحيح، ولكن الأمر هذا لا يمنع من فضل صيامها، وهذا يدل على حديث البخاري رحمه الله بعموم فضل الأعمال الصالحة، فيعد الصيام واحد من أفضل الأعمال، ويجب على المسلم أن يصوم بقدر ما يستطيع، فإن أجر صيام التطوع عظيم وكبير عند الله عز وجل، فإن تم اجتماع فضيلة الصيام مع فضيلة الأيام العشر من ذي الحجة أصبح ذلك مضاعف.

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا والذي بينا لكم فيه عن حكم صوم العشر من ذي الحجة ابن باز، وفضل صيام عشر ذي الحجة ابن باز، والكثير من الأحكام الأخرى التي تتعلق بصيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة، بحيث يمكنكم التعرف عليها من خلال هذا المقال والاستفادة منها بشكل كبير، وأخيراً قمنا بذكر لكم الحكمة من صيام عشر ذي الحجة.