الفرق بين انشاء الله وان شاء الله، من بين العديد من المصطلحات التي يختلف معناها بمجرد تغيير تشكيلها اللغوي، وتضم اللغة العربية كثير من الكلمات والجمل، التي يتغير معناها بين جملة وأخرى، وكثيراً ما نردد هذه العبارة عند الاندهاش أو الاعجاب الشديد بأمر ما، كما أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم، كي يبارك الله تعالى هذا الأمر ويحميه من الزوال، ومقال اليوم يتناول التعرف على الفرق بين انشاء الله وان شاء الله.

الفرق بين انشاء الله وان شاء الله

الفرق بين انشاء الله وان شاء الله

يقع الكثير من الأشخاص بهذا الخطأ اللغوي، دون التفريق بين كل من  ” انشاءالله” و ” إن شاء الله “، وكتابتها بالنحو الأول في كثير من الموضوعات، وأشار علماء اللغة العربية والشريعة الإسلامية، أن التغيير في اندماج حرف النون مع الشين؛ يعتبر خطأ فادح.

  • جاء في كتاب (شذور الذهب) لأبن هشام، أن معنى الفعل إنشاء – من انشأ ينشئ- أي إيجاد، ومنه قول الله تعالى(إنا أنشأنهن إنشاء ) الآية35 سورة الواقعة، أي أوجدناها إيجادا فمن هذا، ولو كتبنا (إنشاء الله) يعني كأن نقول اننا أوجدنا الله_ تعالى الله علوا كبيرا عن هذا، اما الصحيح هو ان نكتب (ان شاء الله).
  • ومعنى أن شاء الله_(فإن كلمة إن شاء الله معناها: تعليق أي أمر يريد المسلم فعله في المستقبل على مشيئة الله سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: “وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا* إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ” والله أعلم. هذا من الناحية اللغوية.

شاهد ايضا: صيام مقبول وذنب مغفور ان شاء الله

كلمة إنشاء الله في القرآن

في قوله تعالى بسورة الواقعة الآية: ” إِنَّـآ أَنشَأنَهُنَّ إِنشَـآءً”، وكما أشرنا أنه من الخطأ الفادح أن نكتب إن شاء الله، (انشاء الله)، ولعل من المناسب أن نذكر بعضاً مما ورد بشأن هذه الكلمة، ومن ذلك:

  • الأول: توجيه الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم إلى هذا النوع من الأدب، وذلك في قوله سبحانه: وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ [الكهف:23-24]، حيث قال الجصاص في كتابه أحكام القرآن عن هذا الاستثناء: فأعلمنا الله ذلك لنطلب نجاح الأمور عند الإخبار عنها في المستقبل بذكر الاستثناء الذي هو مشيئة الله.
  • الثاني: ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال سليمان بن داود نبي الله: لأطوفنّ الليلة على سبعين امرأة كلهن تأتي بغلام يقاتل في سبيل الله، فقال صاحبه، أو الملك: قل إن شاء الله، فلم يقل ونسي، فلم تأت واحدة من نسائه، إلا واحدة، جاءت بشق غلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولو قال: إن شاء الله لم يحنث، وكان دركاً له في حاجته، أي لحاقاً وتحقيقاً لحاجته ومبتغاه.

وبهذا النحو ننتهي من توضيح الفرق بين كل من المصطلحين المذكورين، والذي دار البحث عن توضيح لكل منهما، كي يتم معرفة أيهما أصح في الكتابة، ولتجنب الأخطاء اللغوية الفادحة التي من شأنها تغير المعني، ونصل بكم الى ختام فقرات المقال بعد الحديث عن هذه الفروق.