من هي الخيزران بنت عطاء زوجة المهدي، وهي من النساء التي برزت أسمائهن في التاريخ الإسلامي، فقد كانت من النساء القويات التي استطعن أن يثورن على الوضع العام، حتى استطعن أن يغيرن الواقع، وتسطرت أسمائهن في التاريخ بأسمى معاني المجد والكرامة والتضحية والمأساة، والخيرزان هي واحدة من هؤلاء النساء، فقد كانت امرأة جميلة وذكية ومثقفة وأديبة، تزوجت من الخليفة العباسي المهدي وهي أم الخليفة الهادي و الخليفة هارون الرشيد، وكان لها دور سياسي بارز في حكم البلاد، فقد كانت من أشهر النساء العباسيات، ولقبت بأم الخلافة العباسية، وسنقدم لكم عبر هذا الموقع أهم التفاصيل عنها.
الخيزران بنت عطاء زوجة المهدي
اختلف المؤرخون حول أصل الخيزران بنت العطاء، فقد قال بعضهم إنها جارية من اليمن وقال البعض الآخر أنها جارية من المغرب، فقد كانت الخيزران من قرية جرش الواقعة بالقرب من مدينة بيشة التي توجد في المملكة العربية السعودية، واختطفت من قبل إحدى البدو من منزلها، وتم بيعها في سوق للعبيد قرب مكة للمهدي في موسم الحج، وهي إحدى جوارى الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، وكانت تتميز بالجمال و الذكاء، والأدب والشهر، وكانت طالبة لعلوم القرآن والحديث، حيث كانت تحب إكرام العلماء، وكانت جارية من الجوارى في قصر الخليفة العباسي المنصور، وحينما رأها الأمير المهدى، أُعجب بها وأحبها، فطلبها للزواج، وبعد فترة أصبح الخليفة المهدى العباسي، وكانت هي الزوجة المدللة عنده، و صاحبة الأمر والنهى، ويتم تنفيذ جميع أوامرها، وقد أنجبت له ولدان وهما “موسي الهادى وهارون الرشيد”.
الخيرزان في عهد زوجها المهدي
استطاعت الخيزران أن تثبت نفسها في الحكم، فقد كانت امرأة قوية وجريئة، ولديها قدرة عالية على الحكم في السلطة وفي إدارة الشؤون السياسية، فهي زوجة الخليفة المهدي وحبيبته وأم أولاده، فقد تمكنت من إقناع زوجها الخليفة بتعيين أبنائها حتى يكونا وريثين شرعيين للبلاد، وبالفعل حققت أحلامها، ولم تتنازل عن التحكم في الشؤون السياسية والإدراية في السلطة.
الخيرزان في عهد ابنيها الهادي وهارون الرشيد
تميز ابن الخيرزان الهادى بالرجولة والنخوة والشهامة، وبزينة العقل والحكم الرشيد، ولكنه كان كثير الخلاف مع أمه التي كانت تتدخل دائماً في شؤون الحكم، وخصوصا بعد قام الخليفة المهدى بتسليم ولاية الحكم لابنه الهادي، فغضبت جدا “الخيزران” وأصرت على زوجها الخليفة بإجبار ابنه الأمير الهادى بأن يسلم ولاية الحكم لأخيه الأصغر، فقد كان الهادي يرفض ما طلبه أبيه منه بخصوص تسليم الحكم، فقام الأب بإعداد العدة وتحضير جيش كبير ضد ابنه الهادى، ليقوم بمحاصرته أو تنفيذ طلبه، ولكن تغير المسار كلياً، فقد توفى الخليفة المهدي وهو في طريقه مع جيشه، وهكذا تقلد ابنه الأمير الهادي الخلافة بالوراثة عن أبيه رسميا.
كانت الخيزران تتدخل في الشؤون السياسية للبلاد، و تجالس القادة والوزراء، مما كان هذا الأمر يثير غضب ابنها الخليفة موسي الهادى، وكانت مستبدة في الأمر والنهي مثلما كانت تفعل في عهد زوجها الخليفة المهدي، فلم يتقبل ابنها الهادي تدخلها في الشؤون السياسية، وطلب منها مرارا وتكرارا عدم التدخل في شؤون ن الحكم والالتزام بالعبادة والطاعة، في حين أنها كانت تشعر أنه يحاول أن يُبعد أخيه هارون الرشيدى عن الحكم، وشعرت بأنها ستفقد سيطرتها في الحكم بسبب ابنها الهادي، حتى أصبحت تحقد عليه وتعد له المكائد داخل القصر، وقيل أنها حاولت أن تقتله بالسم بمساعدة جارية من الجواري، وتوفى الخليفة الهادى في ربيع أول عام 170 هجري، وبعد وفاته تولى أخيه هارون الرشيد الخلافة، عادت للخيزران مكانتها في السياسة وتولي مقاليد الحكم، ولكنها ماتت بعد عامين من وفاة ابنها الهادي.
شاهد المزيد: من هي مشاعل الزنكوي ويكيبيديا
من هي الخيزران بنت عطاء زوجة المهدي، كان هذا عنوان مقالنا، والذي تحدثنا فيه عن الخيرزان وهي زوجة الخليفة المهدي، وأم الخلفاء موسى الهادي وهارون الرشيد، وتحدثنا عن حياتها في عهد زوجها، وفي عهد ولديها.