التهليل والتكبير في العشر من ذي الحجة، يعد الدعاء والذكر من الأعمال الفضيلة التي من الواجب أن يلتزم بها الإنسان المسلم في الأيام العشر من ذي الحجة، ويوجد لها فضل كبير وعظيم عند الله سبحانه وتعالى، ويجب أن يكثر من التهليل “لا إله إلا الله”، والتكبير ” الله أكبر الله أكبر “، والتحميد “الحمد لله”، بحيث يتم القيام باستقبال الأيام بالتوبة الصادقة النصوحة من الكثير من المعاصي والذنوب، وأن يعزم ألا يعود لها، وأن يعزم وينوى بنية صادقة باغتنام الأيام بالطاعة والعبادة والابتعاد عن المعاصي، ومن خلال هذا المقال نقدم لكم الكثير من المعلومات عن التهليل والتكبير في العشر من ذي الحجة.

فضل التكبير في عشر ذي الحجة

يعتبر التكبير في العشر الأوائل من ذي الحجة من ضمن الأشياء العظيمة والمباركة والأعمال الصالحة التي سن لها الإنسان المسلم من أجل أن يقوم بها في العشر الأوائل من ذي الحجة، فتعد هذه الأيام هي من الأيام العظيمة التي لها الأجر والثواب والفضل الكبير والعظيم، ومن أهم فضائل الذكر والتكبير في الأيام العشر من ذي الحجة وهي ما يلي:

  • التكبير واجب في الأيام المباركة هذه، حيث قال تعالى: “لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ”.
  • في هذه الأيام تكون فيها أحب الأعمال إلى الله عز وجل، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ما من أيَّامٍ أعظَمُ عندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه العَمَلُ فيهِنَّ من هذه الأيَّامِ العَشْرِ، فأكْثِروا فيهِنَّ من التَّهْليلِ والتَّكْبيرِ والتَّحْميدِ”.
  • إن التكبير يعتبر واحد من الدلائل المعبرة عن البهجة والفرح بأداء الكثير من العبادات والطاعات.

شاهد أيضاً: متى أول ذي الحجة 2023

التهليل والتكبير في العشر من ذي الحجة

يعتبر التكبير والتهليل في العشر الأوائل من ذي الحجة من الأذكار المفضلة التي قامت الشريعة الإسلامية بالحث عليها، بحيث تم ورودها في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، فالتكبير من ضمن الأعمال الصالحة التي تم الإشارة لها من قبل النبي محمد ﷺ والتي تعد من أحب وأفضل إلى الله عز وجل في الأيام العشر من شهر ذي الحجة، حيث قال تعالى: “لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ”، بحيث أن التكبير واحد من أنواع الذكر المذكور في هذه الآية، وأما الأيام المعلومات هي العشر الأوائل من ذي الحجة، فقد ذكر عبد الله بن عباس رضي الله عنه وجمهور الفقهاء والمفسرين، وما جاء في صحيح الشيخ الألباني رحمه الله فقال: “كان ابنُ عمرَ وأبو هريرةَ يخرجانِ إلى السوقِ في أيامِ العشرِ يُكبرانِ ويكبرُ الناسُ بتكبيرِهما”، ولهذا فمن الواجب على كافة المسلمين الالتزام بالتكبير والتهليل في الأيام العشر من ذي الحجة حتى يكونوا ممتثلين إلى أمر الله سبحانه وتعالى في الآية الكريمة ويسيروا على نهج النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم.

الحكمة من التكبير في عشر ذي الحجة

التهليل والتكبير في العشر من ذي الحجة

الحكمة من تخصيص الأيام العشر من ذي الحجة بالتكبير، فالله عز وجل بين إلى عباده أن الأيام هذه تعد من أفضل وأعظم وأحب الأيام إلى الله سبحانه وتعالى، فالرسول محمد ﷺ بين أن الذكر هو من خير الأعمال عند الله عز وجل، والأحب له من الجهاد في سبيل الله وإخراج الصدقات وغيرها الكثير من الأعمال الصالحة، حيث قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “ألَا أُنبِّئُكم بخيرِ أعمالِكم، قال مَكِّيٌّ: وأزْكاها عندَ مَليكِكم، وأرفعِها في دَرَجاتِكم، وخيرٍ لكم مِن إعطاءِ الذَّهبِ والوَرِقِ، وخيرٍ لكم مِن أنْ تَلقَوا عَدوَّكم، فتَضرِبوا أعناقَهم ويَضرِبوا أعناقَكم؟ قالوا: وذلك ما هو يا رسولَ اللهِ؟ قال: ذِكرُ اللهِ -عزَّ وجلَّ-” والله أعلم.

شاهد أيضاً: فضل صيام العشر من ذي الحجة

طريقة التكبير في عشر ذي الحجة

تعد طريقة التكبير في الأيام العشر من ذي الحجة والتي انقسمت إلى نوعين من التكبير وهما التكبير المطلق والتكبير المقيد، بحيث أن التكبير في العشر الأوائل من ذي الحجة في واحدة من صيغ التكبير التي عرفت في الإسلام، ويكون في هذا فسحة لكل المسلمين حتى لا يقوموا بالاضطرار بالالتزام بصيغة محددة، ومما يأتي نقدم لكم بشكل مفصل أنواع طريقة التكبير في الأيام العشر من ذي الحجة:

التكبير المطلق

هناك الكثير من المسلمين يقومون بأداء التكبير المطلق في الأيام العشر الأولى من ذي الحجة وهو يقول واحدة من صيغ التكبير التي ثبتت عن الصحابة رضي الله عنهم، في كل الأوقات والأحوال من غير أي تقييد أو تحديد ولا تكون في مكان ولا زمان، فإن وقت التكبير المطلق يكون من بداية العشر الأوائل من ذي الحجة إلى نهاية أيام التشريق وتعد هذه من أيام عيد الأضحى المبارك.

التكبير المقيد

يعد هذا التكبير الذي خصص وحدد ببعض من الأوقات المعينة والتي تكون غير مفتوحة مثل التكبير المطلق، فإن التكبير المقيد يكون من بعد صلاة الفجر ليوم عرفة ويتم انتهاءه في صلاة العصر وهو آخر يوم من أيام التشريق، بحيث يتم تقييده بعد كل صلاة من الصلوات التي كتبت فقط.

الصيغة الصحيحة للتكبير في عشر ذي الحجة

ورد في السنة النبوية الشريفة الكثير من الصيغ الصحيحة للتكبير والتي يتم ذكرها في شهر ذي الحجة، بحيث نقدم لكم في هذه الفقرة الصيغة الصحيحة للتكبير في عشر ذي الحجة، بحيث يتمكن من خلالها الكثير من المسلمين بالتكبير والتهليل باستخدام هذه الصيغة الصحيحة في الأيام العشر من ذي الحجة:

  • اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبيراً.
  • اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، وللَّهِ الحمدُ.
  • اللَّهُ أَكْبَرُ كَبيراً، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبيراً، اللَّهُ أَكْبَرُ وأجَلُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، وللَّهِ الحمدُ.
  • اللهُ أكبرُ كبيرًا، اللهُ أكبرُ كبيرًا، اللهُ أكبرُ وأجلُّ، اللهُ أكبرُ على ما هَدَانا.

تكبيرات عشرة ذي الحجة mp3

تعتبر أصوات التكبيرات في العشر الأوائل من ذي الحجة من الأمور التي يشعر المسلم من خلالها بالراحة والطمأنينة والسكينة والهدوء سواء أكانوا حجاجاً أم غير حجاج، وتعد هذه الأيام من أعظم وأفضل الأيام في السنة عند الله عز وجل، بحيث تم ورود فضلها في عدة آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة، وهي الأيام التي يتم فيها ذكر الكثير من الأعمال الصالحة، فيحصل المسلم بالأجر الكثير على كافة الأعمال الصالحة التي يقوم بها المسلم، ومنها التكبير وذكر الله سبحانه وتعالى بكافة الأشكال، بحيث يستحب في البيت فتح أصوات التكبيرات، فبهذا يكون البيت عامر بذكر الله عز وجل، ويمكنكم القيام بتحميل وتنزيل تكبيرات العشر من ذي الحجة بأصوات جميلة ويمكنكم الاستماع لها بأصوات الحرم المكي الخاشعة والعذبة.

 

شاهد أيضاً: حكم الأخذ من الشعر في عشر ذي الحجة

ما يقال في عشر ذي الحجة

العشر الأوائل من ذي الحجة تعد من الأيام الفضيلة والعظيمة عند الكثير من المسلمين وتكون فيها الكثير من الأعمال الصالحة الأحب والأفضل إلى الله سبحانه وتعالى، فالأعمال الصالحة فيها تكون من الأفضل عن باقي الأيام الأخرى من العام، وأيضاً الذكر بأنواعه المختلفة والقيام بالدعاء بالصيغ المختلفة، بحيث وردَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ما من أيَّامٍ أعظمُ عندَ اللَّهِ ولا أحبُّ إليهِ منَ العملِ فيهنَّ من هذِهِ الأيَّامِ العَشرِ فأَكْثروا فيهنَّ منَ التَّهليلِ، والتَّكبيرِ، والتَّحميدِ”، ومما يلي نقدم لكم أفضل الأذكار في العشر الأوائل من ذي الحجة:

التكبير

إن التكبير في الشريعة الإسلامية يدل على تعظيم الله عز وجل وتبجيله وتمجيده، فالتكبير كأن يقوم الإنسان المسلم: الله أكبر، ويكون ذلك من خلال الإقرار من المسلمين بعظيم شأن الله عز وجل، والاعتقاد الكامل والمطلق بأن الله وحده هو الذي المستحق للتعظيم والتمجيد، فالرسول كان دائماً ما يكثر من التكبير وبالأخص في الأيام العشر من ذي الحجة، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أنه كان يكبِّرُ مِن غَداةِ عرفةَ إلى آخرِ أيامِ التشريقِ، وكان لا يكبِّرُ في المغربِ، وكان تكبيرُه: اللهُ أكبرُ كبيراً، اللهُ أكبرُ كبيراً، اللهُ أكبرُ كبيراً وللهِ الحمدُ، اللهُ أكبرُ وأجلُّ، اللهُ أكبرُ على ما هَدانا”.

التهليل

التهليل واحد من أعظم وأفضل الأعمال والأذكار الصالحة في الدين الإسلامي، فإن التهليل يكون من خلال قول المسلم: لا إله إلا الله، وتعد هي الشهادة الأولى في الدين الإسلامي ومن خلالها يدخل الإنسان إلى الإسلام عند قولها، وتعد ركن من أعظم أركان الإسلام الخمسة، حيث قال رسول الله ﷺ : “من قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له المُلْكُ وله الحمْدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، في يومٍ مائةَ مرَّةٍ كانت له عِدلُ عشرِ رِقابٍ، وكُتِبت له مائةُ حسنةٍ، ومُحِيَتْ عنه مائةُ سيِّئةٍ، وكانت له حِرزًا من الشَّيطانِ يومَه ذلك حتَّى يُمسيَ، ولم يأتِ أحدٌ بأفضلَ ممَّا جاء به إلَّا رجلٌ عمِل أكثرَ منه”.

التحميد

إن التحميد يكون طريقة من أجل شكر الله عز وجل في السراء والضراء وفي كل الأوضاع والأحوال من خلال قوله الحمد لله، ويكون له العديد من الصيغ، بحيث ورد الكثير من الأحاديث في فضل التحميد، ومنها قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “كلمتانِ خفيفتانِ على اللسانِ، ثقيلتانِ في الميزانِ، حبيبتانِ إلى الرحمنِ: سبحانَ اللهِ وبحمدِه، سبحانَ اللهِ العظيمِ”.

التكبير والتهليل في عشر ذي الحجة mp3

تعد هذه المقاطع التي يتم صدحها بالتهليل والتكبير والتي يذكرها الإنسان المسلم بالتكرار الدائم من أجل ذكر الله عز وجل، وتعد من الأمور التي شرعت واستحبت في الشرع في هذه الأيام العظيمة، فالكثير من الناس يستقبلونها بالخير والفرح، فبعد الأيام هذه يكون  يوم عيد الأضحى، ويكون يوم مبارك ويفرح به الكثير من المسلمين، وبإمكانكم تحميل التكبير والتهليل في الأيام العشر من ذي الحجة، والاستماع لها بصورة مباشرة من هنا

قراءة القرآن أفضل في عشر ذي الحجة أم التكبير

إن العمل الصالح في العشر من ذي الحجة واحدة من أحب وأفضل إلى الله سبحانه وتعالى من العمل عمن سواها، وأن المفاضلة بين التكبير وقراءة القرآن بحيث أن قراءة القرآن الكريم يكون أفضل؛ ولأنه يحتوي على الكثير من الأذكار التي فضلت من تسبيح وتكبير وتحميد، حيث قال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أَفْضَلُ الْكَلَامِ بَعْدَ الْقُرْآنِ أَرْبَعٌ وَهِيَ مِنْ الْقُرْآنِ لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ”، وروى ابن أبي شيبة في مصنفه عن صدقة بن يسار قال: “سألت مجاهداً عن قراءة القرآن أفضل يوم عرفة أو الذكر؟ قال : لا، بل قراءة القرآن”.

شاهد أيضاً: حكم صيام العشر من ذي الحجة

سبب تخصيص العشر من ذي الحجة بالتكبير

تعد العشر أيام من ذي الحجة من ضمن الأيام التي خصصت من قبل الله عز وجل بالكثير من الفضل، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشرة. قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء”، ولهذا يجب على الإنسان المسلم الإكثار من الأعمال الصالحة فيها وبالأخص ذكر الله سبحانه وتعالى التسبيح والتكبير والتهليل، وأن سبب تخصيصها بالذكر هذا؛ حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إعطاء الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: وذلك ما هو يا رسول الله؟ قال: ذكر الله عز وجل” والله أعلم.

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال والذي تعرفنا من خلاله على التهليل والتكبير في العشر من ذي الحجة، وذكرنا لكم الكثير من المعلومات التي تتحدث عن التكبير والتهليل، وعرضنا لكم ضيغة التكبير بصيغة mp3 وأيضاً عبر مقطع فيديو، وما يقال في العشر من ذي الحجة، والكثير من الأشياء الأخرى عن التكبير في ذي الحجة.